ثلاثة آلاف جندي أمريكي إلى أفغانستان لمواجهة "ربيع طالبان" محيط - وكالات عواصم: ذكرت تقارير إخبارية ان قرار واشنطن بإرسال حوالي ثلاثة آلاف من عناصر المارينز إلى أفغانستان في شهر أبريل / نيسان القادم يعكس قلق الأمريكيين المتزايد من تصاعد مقاومة حركة طالبان وعودة تنظيم القاعدة وعدم الاستقرار في باكستان المجاورة. ومن المتوقع إرسال الجنود لمدة 7 شهور للانضمام الى نحو 26 ألف جندي أميركي في أفغانستان ضمن ما يزيد على 40 ألف جندي من الناتو. ويبدو ان "درس الربيع الماضي" الذي لقنه مقاتلو طالبان لقوات الاحتلال الأمريكي، أجبر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على إعداد تعزيزات لإرسالها في غضون أسابيع، متخوفة في الوقت نفسه من أن تقود هذه التعزيزات الى "تكاسل" أطراف التحالف الدولي الاخرى، ولاسيما مع استمرار الفشل في إقناع حلف الأطلسي بالمشاركة في إرسال هذه التعزيزات. ويعتبر عام 2007 المنقضي، الأكثر دموية على قوات الاحتلال في أفغانستان منذ الإطاحة بطالبان نهاية 2001، حيث شهد هذا العام تصعيدا لهجمات حركة طالبان خاصة في أقاليم الجنوب مثل معقلها السابق قندهار وهلمند، وكان آخر هجوم قوي لطالبان في قندهار الاسبوع الاخير في شهر ديسمبر الماضي وقتل فيه 16 من الشرطة الأفغانية وشنت القوات الأمريكية والأفغانية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو" أيضا عمليات عسكرية موسعة خاصة بعد ان سيطرت طالبان على بعض المناطق مثل بلدة موسى قلعة التي استعادتها قوات الناتو في ديسمبر الماضي. ونقلت "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر في "البنتاجون" قولها: "إن خطة ارسال 3000 جندي من مشاة البحرية «المارينز» الى أفغانستان تأتي في إطار استعداد القوات الأميركية لمواجهة زيادة محتملة في الهجمات من جانب مسلحي حركة طالبان خلال الربيع المقبل، أسوة بما حدث في ربيع 2007". وتأتي خطوة وزارة الدفاع الأمريكية هذه لتشير إلى تحول في موقفها بالنسبة لإرسال جنود إلى أفغانستان. فقد سبق وطلبت القيادة العسكرية الأمريكية في كابول بزيادة عدد الجنود الأمريكيين بمعدل 7500 جندي. إلا أن الوزارة رفضت في حينه طلبها. ولكن يبدو أن تزايد العمليات العسكرية ضد الجنود الأمريكيين من جانب طالبان كان الحافز لهذا التغيير. وخلال لقاء عقد في ادنبره في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي بين وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ونظرائه البريطاني وفي البلدان الستة الاخرى المشاركة في افغانستان (كندا واستراليا وهولندا والدنمارك واستونيا ورومانيا)، كانت مسألة المساهمة في القوات في صلب المناقشات. وقال مسؤولون ان الاقتراح الذي سيسلم الى جيتس يرمي الى نشر قوة من مشاة البحرية (المارينز) مدعومة بالمروحيات وحوالي 2200 من القوات القتالية قبل ابريل القادم، لان مقاتلي طالبان قد يشنون هجومات جديدة بحلول الربيع. ويشدد الخبراء على أن هذه الوحدات الأمريكية الإضافية لن تشكل سوى "دعم جزئي" ولن تكون حلا شاملا للنزاع في أفغانستان الذي شهد العام 2007 الحوادث الأكثر دموية منذ 2001. ويعتبر سام برانن الخبير في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية أن توجه الولاياتالمتحدة نحو إرسال مزيد من العناصر "يثبت قلقا متزايدا حيال عدم استقرار باكستان اثر اغتيال (رئيسة الوزراء السابقة) بي نظير بوتو". ويضيف لجريدة "الشرق" القطرية: "أن التوترات السياسية حولت انتباه الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن مشكلة المتطرفين الذين يدعمون عناصر خارجية، ما يوفر لهم معقلا أكثر أمانا من السابق". ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن تنظيم أسامة بن لادن وعناصر طالبان الأفغان والباكستانيين أعادوا بناء صفوفهم في مناطق القبائل في شمال غرب البلاد لشن هجمات في الطرف الآخر من الحدود في أفغانستان. ويوضح برانن أن "القاعدة خسرت مواقع في العراق وتعيد تنظيم صفوفها في أفغانستان". ويقول مايكل اوهانولن الخبير في شؤون الدفاع في معهد بروكينجز "بالنظر إلى التعزيزات التي أرسلت إلى العراق والتقدم الذي أحرز هناك، من الصعوبة عدم القول انه يمكن تحقيق تقدم في أفغانستان عبر مقاربة أكثر صلابة". لكنه يلاحظ أن الإمكانات تظل محدودة على خلفية الاستنفار الكبير للجيش الأمريكي في العراق. اليابان تقرر مساعدة قوات التحالف في أفغانستان وفي السياق ذاته، صوّت مجلس النواب الياباني اليوم الجمعة بغالبية ثلثي أعضائه بالموافقة على استئناف مساعدة قوات التحالف الدولي في أفغانستان، ما يفسح المجال أمام استئناف مهمة الإمداد على الرغم من معارضة مجلس الشيوخ. ويسمح هذا التصويت بالغالبية الموصوفة في مجلس النواب بتجاوز معارضة مجلس الشيوخ، علما بأن هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطة اليابانية إلى هذه الوسيلة لتصديق قانون منذ أن استعادت اليابان سيادتها بعد سنوات من الوصاية الأميركية إثر هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. ومن المرتقب أن يصدر وزير الدفاع شيجيرو ايشبا أوامره إلى السفن اليابانية التي تؤمن الإمدادات بأن تكون على أهبة الاستعداد للإبحار إلى المحيط الهندي لاستئناف الإمدادات.