أنقرة : بدء الناخبون الاتراك الادلاء بأصواتهم صباح اليوم الاحد في الانتخابات التشريعية المبكرة، وسط أجواء غير مسبوقة من التوتر والاستقطاب السياسي إزاء العديد من القضايا الداخلية والخارجية الملحة التي تواجهها تركيا. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش)في شرق تركيا والساعة الثامنة صباحا في غربها بما في ذلك أنقرة وإسطنبول. ويتوقع أن تعرف النتائج غير الرسمية بعد الساعة التاسعة مساء (الثامنة عشرة بتوقيت غرينتش). وذكر موقع قناة "العالم" الاخباري ان في هذه الانتخابات يتنافس40 حزبا و700 مرشح مستقل، لشغل مقاعد البرلمان 550، ويبلغ عدد الناخبين 42 مليون ناخب سيتوزعون على 160 ألف مكتب إقتراع. وتشير استطلاعات الرأي الى فوز حزب العدالة والتنمية بما يصل إلى 40 في المئة من الاصوات متقدما بفارق كبير عن اي من منافسيه مما يؤهله لتشكيل الحكومة التالية. لكن هناك توقعات بتراجع عدد مقاعده حيث يرجح تمكن حزب الحركة القومية المتطرف من الحصول على نسبة 10 بالمائة، وبالتالي دخول البرلمان. والحزب الثالث المرشح لدخول البرلمان هو حزب الشعب الجمهوري بزعامة دينيز بايكال. ويعتبر نفسه وريث مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك، ويرجح أن يحافظ على نفس عدد المقاعد في البرلمان السابق. وفي منطقة ديار بكر جنوب شرقي تركيا التي تعتبر مركزا للأكراد جنوب شرقي تركيا، يتوجه نحو 700 ألف ناخب الى صناديق الإقتراع لانتخاب 10 مرشحين من بين 141 مرشحا، فيما تركزت البرامج الانتخابية للمرشحين على تحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل، مع تجاهل واضح للملف السياسي الكردي. ويحظى حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الحكومة الحالي رجب طيب اردوغان في ديا بكر بشعبية كبيرة هناك، لعدم تشدده فيما يخص الملف الكردي مقارنة بالأحزاب الاخرى. ويقول معارضو اردوجان من القوميين انه غير وطني ومتساهل مع الاكراد الذين يقاتلون الجيش بشرق تركيا. ويتوقع أن تفوز الأحزاب الكردية بما لا يقل عن 30 مقعدا في البرلمان القادم والحصول على أكثر من 50 بالمائة من أصوات الناخبين الأكراد في المناطق ذات الأغلبية الكردية. وبالتالي تتوقع هذه الاحزاب جلوس عدد من مرشحيهم تحت قبة البرلمان التركي إلى جانب نواب حزب الحركة القومية الذي تعهد إعادة العمل بعقوبة الإعدام لتنفيذها بحق زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في جزيرة ايمرالي التركية عبد الله اوجلان. وبالتالي يتوقع ان تندلع مواجهات سياسية شرسة بينهم وبين النواب الأكراد. وتجدر الاشارة الى أن اردوجان دعا إلى إجراء هذه الانتخابات المبكرة بعد فشل مرشح حزب العدالة والتنمية وزير الخارجية الحالي عبد الله جول في تولي منصب الرئيس بعد مقاطعة نواب حزب الشعب المعارض لجلستي التصويت في البرلمان. وظهرت معارضة واضحة من قبل الجيش وحزب الشعب لوصول زوجة جول المحجبة إلى القصر الرئاسي الذي أقام فيه كمال أتاتورك، رمز العلمانية في تركيا. وقد أقر البرلمان بعد ذلك إجراء تعديل دستوري ينص على انتخاب الرئيس بشكل مباشر من قبل الناخبين. وأعلن اردوجان أثناء حملة حزبه الدعائية انه يعتزم الاستقالة اذا اخفق حزبه في الحصول على الأغلبية التي تؤهله لحكم تركيا بمفرده، في مؤشر إلى ثقته في الحصول على اغلبية برلمانية واسعة. وكان أردوجان هدد بتنفيذ عملية عسكرية في شمال العراق اذا لم تؤد المحادثات المرتقبة مع العراقيين والامريكيين بعد الانتخابات الى حل مشكلة المتمردين الاكراد .