بعد ست سنوات من النزاع القضائي منظمة التجارة تحسم "حرب الطائرات" لصالح الولاياتالمتحدة
محيط – زينب مكي
نصرا قانونيا ساحقا للولايات المتحدة بعد أكثر من 40 عاما من التنافس و6سنوات من النزاعات القانونية أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها حققت "نصرا ساحقا" بعد حكم منظمة التجارة العالمية بشأن شكوها من دعم الاتحاد الأوروبي لشركة "إيرباص" المستمر منذ عقود.
ترحيب أمريكي
وذكر بيان صادر عن مكتب الممثل التجاري الأمريكي، وجدت لجنة تسوية النزاعات بالمنظمة أن كل مساعدة قدمتها بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتصنيع طائرة "إيرباص" جديدة على مدى الأربعين عاما الماضية، وكذا أشكال الدعم الأخرى التي تشكو منها الولاياتالمتحدة ، كان لها آثار عكسية على المصالح الأمريكية، ومن ثم فإنها تعد أشكالا من الدعم تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
ووفقا للبيان الذي أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" انتهت اللجنة أيضا إلى أن بعض المساعدات المقدمة لتصنيع طائرة "الجامبو" العملاقة طراز ايه380 تعد دعما للصادرات تحظره قواعد المنظمة.
وقال الممثل التجاري الأمريكي رون كيرك أن هذه القضية " سوف تفيد العاملين في صناعة الطائرات بالولاياتالمتحدة، الذين اجبروا على تحمل مشاهدة "إيرباص" تتلقى هذا الدعم الضخم أكثر من 40 عاما"، مضيفا إن هذا الدعم اضر كثيرا بالولاياتالمتحدة، بما في ذلك خسارة في المبيعات تكبدتها شركة "بوينج"، وانخفاض أسهمها في السوق.
من جانبه وذكر جيم ماكنرني، المدير التنفيذي لشركة "بوينج" أن شركته حققت "نصرا قانونيا ساحقا" عقب الحكم بأن دعم بعض الدول الأوربية ل"إيرباص" أمر غير قانوني، وأصر على أن القرار يطالب "إيرباص" بتعويض قيمته 4 مليارات دولار، وهو ادعاء اعترضت عليه الشركة التي تتخذ من فرنسا مقرا لها.
شعار شركة ايرباص خيبة أمل أوروبية
وعلى الجانب الأخر، أعربت المفوضية الأوروبية عن خيبة أمل إزاء قرار منظمة التجارة العالمية، وجاء في بيان الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي أن "المفوضية الأوروبية تشعر بخيبة أمل إزاء ما توصلت إليه لجنة تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية لاسيما في الجزء المتعلق بالاستثمار واجب الأداء في طائرات (إيه 380)".
وأشار البيان الذي أوردت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" مقتطفات منه، إلى أن "الاتحاد الأوروبي لم يقرر بعد موعد الطعن في تلك النتائج إلا انه سيقوم بذلك مستقبلا"، فيما أكد المفوض التجاري الأوروبي كاريل دي جوشت "أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بالتوصل إلى حل تفاوضي لتلك القضية بدون أي شروط مسبقة من الجانبين".
بدء النزاع القانوني
وكانت الولاياتالمتحدة قد رفعت أمر هذا النزاع إلى منظمة التجارة العالمية في أكتوبر 2004 لإنهاء عقود من المساعدات وغيرها من أشكال الدعم المقدمة إلى شركة "إيرباص"، وذلك بعد فشل محادثات مع بروكسل لتسوية المسالة، وتم تشكيل لجنة من المنظمة لبحث هذا الأمر في مايو 2005.
و في نفس العام ، قام الاتحاد الأوروبى اأيضا برفع قضية ضد شركة "بوينج" الأمريكية، مدعيا أن حكومة الولاياتالمتحدة قد مولت الشركة بشكل غير قانوني، ومن المتوقع أن يصدر حكم المنظمة النهائي بشان قضية "بوينج" في وقت لاحق من العام الجاري.
شعار شركة بوينج ويذكر أنه، عندما تقدمت الولاياتالمتحدة بالشكوى لأول مرة عام 2004، اتهمت الاتحاد الأوروبي بتقديم معونات غير منصفة تبلغ قيمتها 200 مليار دولار (139 مليار يورو) لإيرباص.
قرار المنظمة
وكانت منظمة التجارة العالمية قد أصدرت حكما أمس الأربعاء تدين فيه الاتحاد الأوروبي بسبب تقديمه قروضا بمعدلات منخفضة ل"إيرباص" لمساعدته في تصنيع الطائرات... وجاء في الحُكم القضائي المكون من حوالي 1200 صفحة الذي وزعته المنظمة على الدول الأعضاء أمس.
وصدر الحكم مطابق للحكم الأولي الذي أصدرته المنظمة في مارس الماضي حيث نص على أنه "من حيث المبدأ فإن آلية تقديم القروض بالتسديد الآجل هي قضية جوهرية في صناعة الطيران، وهي آلية قانونية أيضاً، وتتطابق مع أحكام منظمة التجارة"، لكن الحكم أدان: "نسب الفوائد المتدنية عن مستوى معدل فوائد السوق التي تم تطبيقها في هذه القروض (اشتمل الحكم جداول مِن 32 صفحة عن الفرق بين معدل الفوائد الممنوحة مِن قبل الاتحاد الأوروبي ومعدلها في السوق خلال فترة الثمانينات والتسعينات حتى بداية العقد الأول مِن الألفية الثالثة)، والفترة الطويلة الممنوحة لتسديد القروض (يُشير الحكم في صفحات أخرى إلى أنَّ الفترة تجاوزت عشرين عاماً)".
وقد شكَّلت هاتان النقطتان الجوهر الأساس في الشكوى الأمريكية المرفوعة في أكتوبر 2004، والتي تتهم الاتحاد الأوروبي بتقديمه قروضا غير قانونية لشركة "إيرباص" تحت أشكال مختلفة بلغ مجموعها 25 مليار دولار. وطبقاً للشكوى الأمريكية فإن هذه القروض قدمتها فرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وألمانيا، لمساعدة الشركة في إطلاق طائرات مِن A300 إلى A380، وأن هذه القروض سمحت ل"إيرباص" أن ترفع حصتها في السوق من 37% في عام 2001 إلى 57% في عام 2006، مما سبب خسائر لصناعة الطيران الأمريكية بمقدار 205 مليارات دولار.
