تمكن سعر المعدن الأصفر من معاودة ارتفاعاته ليقفز خلال تعاملات اليوم في بورصة نيويورك للسلع لمستوى قياسي جديد متجاوزًا ال1200 دولار للاونصة حيث أدت انخفاضات الدولار مجددا إلى جذب المستثمرين لأسواق السلع الأولية كملاذ من مخاطر التضخم وتأثيراتها السلبية على العملات. ويرى أحد الخبراء الاقتصاديين أنه مع استمرار أسعار الفائدة على الدولار عند المستويات المنخفضة الراهنة في الوقت الذي يواصل فيه عجز الموازنة ارتفاعاته، فإن المخاوف من التضخم سيظل بمثابة أحد المشاكل الأساسية. وتشير الإحصائيات إلى أن السعر الفوري للمعدن الأصفر قد ارتفع منذ بداية العام الحالي بنحو 35 % متجاوزا بذلك نسبة الارتفاعات التي حققتها كل من مؤشر "ام اس سى اى" الخاص برصد أداء أسواق الأسهم العالمية وسندات الخزانة الأمريكية كما يتجه المعدن في ضوء تلك المكاسب مع نهاية العام الحالي إلى إحراز أعلى ارتفاع سنوي له منذ العام 1997. وقد سجل خلال تعاملات اليوم سعر المعدن الأصفر لعقود شهر فبراير مسجلة ارتفاعا بنحو 18.2 دولار أو 1.5 % ليتجاوز مستوى ال1200 دولار للاونصة وإن كان قد استقر في وقت لاحق حول مستوى 1192.10 دولار. وأشارت شبكة "بلوم برج" إلى ارتفاع السعر الفوري للمعدن الأصفر أيضا إلى مستوى قياسي مسجلا 1199.43 دولار وقد طالت موجة الارتفاعات أسعار المعادن النفيسة الأخرى حيث قفز سعر الفضة لعقود شهر مارس في بورصة نيويورك للسلع بنحو 0.9 % مسجلا 18.68 دولار كما ارتفع أيضًا سعر البلاتين ب0.9 % مسجلا 1473.2 دولار للاونصة، وقفز سعر البلاديوم ب4.9 % ليبلغ 384 دولار. ويشير أحد المحللين المختصين في أسواق المعدن الأصفر إلى أن الاتجاه الايجابي الراهن لسعر المعدن الأصفر سيسهم في جذب كل من المستثمرين وصناديق الاستثمار. وقد اتجهت أيضا البنوك المركزية خاصة على مستوى الدول ذات الاقتصاديات الناشئة نحو تعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر وهو ما يعد عاملا ودعما للاتجاه الصعودي الذي يحظى به سعر الذهب. وقد يشكل أيضًا أزمة الملف النووي الإيراني أحد العوامل الدائمة لأسواق السلع الأولية بشكل عام ومن بينها أسواق الذهب.