أصدر مشروع 'كلمة' للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاباً جديداً بعنوان 'اقتصاد العالم القديم'، للمؤلف م. إ. فنلي، والذي قام بترجمته الدكتور عبداللطيف الحارس . وكتب جمال محايدة بجريدة "القدس العربي" اللندنية أن الكتاب يشن مؤلفه هجوماً شاملاً على التقاليد الحديثة لمنهجية التاريخ الاقتصادي القديم، إذ رأى أنّه لا ينبغي تحليل اقتصاد العالم القديم باستخدام مفاهيم العلم الاقتصادي الحديث، لأنّ الأعمال الاقتصادية في العصور القديمة كانت تحدّد بشكل أساسي بالاهتمامات الاجتماعية وليس الاقتصادية، فالمركز الاجتماعي والإيديولوجية المدنية حكمت الاقتصاد في العصور القديمة بدلاً من الدوافع الاقتصادية العقلانية. ويقول فانلي أن العصور القديمة لم تعرف السياسات القائمة على السعي وراء الأسواق، أو أياً من العناصر التي كانت وراء قيام الرأسمالية الأوروبية الحديثة كالعقلانية الاقتصادية والسعي المدروس وراء الربح. ويعد المؤلف هو الباحث الوحيد الذي صاغ نموذجاً عاماً متماسكاً يمكن فهمه لاقتصاد العالم القديم، وفق الكاتب . ولد المؤلف السير موسى إ. فنلي في مدينة نيويورك، وتابع دراساته الجامعية في جامعة سيراكوزا وجامعة كولومبيا، انتسب إلى قسم التاريخ في جامعة كولومبيا طالب دراسات عليا، وعمل باحثاً مساعداً في القانون الروماني فيها، حصل على منصب في جامعة روتجرز عام 1948.. انتقل إلى إنجلترا عام 1955، حيث حاضر في الدراسات الكلاسيكية لسنوات عدة في جامعة كمبريدج. أصبح مواطناً بريطانياً عام 1962، وعضواً في الأكاديمية البريطانية عام 1971، وحصل على رتبة فارس عام 1979، كتابنا الحالي هو من أهم أعماله على الإطلاق، إلى جانب العديد من الكتب والدراسات الأخرى المهمة. أمّا مترجم الكتاب فهو د. عبد اللطيف الحارس في طرابلس - لبنان عام 1952،وهو أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية منذ عام 1986 ورئيس قسم التاريخ فيها، حائز على شهادة الدكتوراه فئة أولى في التاريخ من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1985، وله العديد من الكتب المنشورة، ومجموعة من الكتب والمقالات المترجمة، منها كتاب شوكت باموك 'التاريخ المالي للدولة العثمانية' وكتاب خليل اينالجك 'التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية' إضافة إلى أبحاث قدمت في مؤتمرات ثقافية عدة