القاهرة: يصدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام قريباً رواية "وأقبل الخريف مبكرًا هذا العام" للأديب والروائي العراقي المقيم في الدنمارك د. قصي الشيخ عسكر رائد الأدب المهجري المعاصر، تقع الرواية في 96 صفحة من القطع المتوسط. الرواية مستوحاة من أحداث واقعية، مستلهمةً الخيال والأثر العربي في مدينة كوبنهاجن؛ من خلال حياة شاب مغترب يحاول أن يندمج بالمجتمع الدنماركي، فيعمل في شقة عجوز مريض؛ بجوار مقبرة "الاستر بورت" التي يمر بها كل يوم على دراجته في طريقه إلى المدرسة لكنه لا يلتفت إليها، إلى أن يرى العلم الأمريكي واضحًا عن يمين المقبرة وعلم الاتحاد السوفيتي عن يسارها، ثم يعرف بعدئذٍ أن سفارتي كل من بريطانيا وأسبانيا تحيطان بها من الجانب الجنوبي.. المقبرة السلحفاة / المدرعة.. المكان ليس من عالم الخيال بل هو حقيقي في كوبنهاجن. لكن الجانب الواقعي في الرواية لم يتحدد بالبطل والمقبرة المدرعة، بل يتجسد في شخصية العجوز المريض الذي ينخرط في المقاومة من دون وعي؛ زمن الاحتلال النازي للدنمارك.. فيجد نفسه أمام طائرة أمريكية هبطت هبوطًا اضطراريًا وعلى متنها بعض الملاحين الذين كانوا يظنون أنهم هبطوا في السويد البلد المحايد. تلك الحادثة التي حصل الكاتب على وثائقها من عائلة العجوز الدنماركي المتوفى، متضمنةً صورة للطيارين وكتاب شكر من الرئيس الأمريكي.. لكنه لم يجد ضرورة لتوثيق الرواية بمثل هذه الوثائق لأن روايته ليست توثيقية بقدر ما هي استلهام للواقع بشكل نص أدبي روائي ذي تدفقٍ متناغم وتقنية ذات إمكانات فنية عالية. أبطال الرواية: شاب مغترب ، وعجوز من مخلفات الحرب العالمية الثانية ينتظر الموت؛ إلى أن يدفن في المقبرة ، والحفيدة الدنماركية الشابة. الرواية تعزف سيمفونية الحرب الباردة بين مقبرة " الاستر بورت" ومدينة الألعاب الشهيرة التي بناها القنصل الدنماركي في القرن التاسع عشر بعد أن عاد إلى كوبنهاجن ليظل يعايش أجواء الشرق... تلك الأجواء والمشاهد والمشاعر التي يمكن أن تختفي بضغطة واحدة على الزر من قبل "بريجينيف" أو "رونالد ريجان"... وفي هذا الإطار تتحدد علاقات البطل وأمانيه وآماله سواء علاقته مع مخدومه المريض أو مع حفيدته الشابة.