"القطط أيضاً ترسم الصور" في ورشة الزيتون جانب من المناقشة محيط – رهام محمود القاهرة : ناقشت ورشة "الزيتون" مساء أمس المجموعة القصصية الأولى للكاتب أحمد شوقي بعنوان "القطط أيضا ترسم الصور" والصادرة عن دار "صفصافة"، وقد أهداها المؤلف للأديب الكبير يحيى الطاهر عبدالله الذي تأثر به ، واتخذ من البطل "القط فتحي" وسيلة لنقد واقعنا المعاصر. أدارت النقاش الكاتبة سامية ابو زيد، كما تحدث بها كل من النقاد الدكتور حسام عقل، مدحت صفوت والقاص محمد عبد النبي، واتفقوا أن أبطال المجموعة على يقين من النصر ، ولكنهم ما إن يقتربوا منه يكتشفون أن المسألة تخضع لسخرية شاملة. أكد عقل أن هذا النص الأول للكاتب ظهر بقوة وبرؤية فلسفية وقدرة لا تتناسب مع سنه، ففي النص رحيق لخبرات حياتية تحتاج سنوات وأعمار، وقال أن المجموعة تتكون من 12 نصا قصصيا منفصلا ومتصلا معا؛ إذ هناك خيطا يصل هذه النصوص وهو ما يصعب من تجنيس العمل الأدبي هل هو قصصي حقا أم روائي . ورجح الناقد أن يكون النص رواية لكنها جزأت مقطعيا بطريقة المتتاليات؛ مرة بلسان ضمير المتكلم، وكأننا أمام نوع من السيرة الذاتية يقصها على مسامعنا القط "فتحي". الكاتب يستلهم التراث الشعبي لحيوان القط ، وأمسك بهذه التيمة واستخدم دلالاتها، والقطة تحمل صفات الوداعة أحيانا والذئبية أحيانا أخرى، وبها السكينة والدفء، وإن صار نواؤها إلى درجة معينة ممكن أن يثير إحساسك بالخوف والهلع . وقد صور الكاتب قصة نوح والطوفان قائلا "صارت بهم لتنجيهم من خطر الطوفان الذي يبتلع كل شيء، كقط جوعان استفرد بطبق كبير من البيساريا الطازجة"، فحتى التشبيهات الجزأية مستلهمة من فكرة القط، وكأنه مصر على أن يجعها تيمة مركزية لمجموعته. الكاتب المصري أحمد شوقي وعن البصاصين كتب "البصاصون مطلوب إليهم أن يباشروا ضغوطا على القط حتى يصلوا به إلى الجنون"، والقصة بها حمولة سياسية بالطبع، وكأنه يشير إلى ما تلجأ إليه بعض الأنظمة الشمولية من قهر الخصوم بالضغط المستمر الذي يصل بالخصوم السياسيين إلى مربع ذهاب العقل. الناقد مدحت صفوت قال : علاقة الإنسان بالقطط قديمة جدا، وبالأخص علاقة المصري بها، فهي لها فوائد كثيرة في العلاج بحسب القصص الشعبية. ونحن هنا بصدد نص قصصي يعتمد على الخرافة ويرجعنا إلى الحكايات القديمة التي اعتمدت على أبطالها من الحيوانات. يبحث المؤلف عن الروح التي تسعى لمستقر لها، روح تبحث للخروج من السجن الضيق إلى مكان أرحب. استخدم الكاتب فكرة مقلوب النص فالمفروض مثلا أن المثل الشهير "زي القطط تاكل وتنكر"، لكنه يقلبها إلى "زي البشر تاكل وتنكر"، ويعني بذلك أن البشر لديهم من الدناءة ما يفوق الحيوانات التي تفتقد إلى العقل والضمير. أيضا استخدامه تيمة التحولات من البشر والحيوانات والعكس وهذا شكل من أشكال التيمة الشعبية. ورأى صفوت أن الكاتب يقدم نصوصه بلغة مستعارة، وعليه أن يخرج من عباءة هذه الاستعارة إلى حيز الخلق. وأشار القاص محمد عبد النبي إلى أن القاص حمل القطط بأرواح المجتمع، ولكنه رأى أن الكاتب لم يقرر بوضوح أنه سيأنسن القط أم لا، أما سامية أبو زيد فرأت أن الكتاب يمتاز بالتحرر بحنكة ألا يقيد الكاتب نفسه برفض أو بلون أدبي، فالكتاب حالة تقمص ولكن بشكل جديد.