أبوظبي: صدر حديثاً كتاب جديد عن مشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث بعنوان "ترجمة النفس..السيرة الذاتية في الأدب العربي"، ترجمه للعربية سعيد الغانمي. وبحسب صحيفة "الخليج" الإماراتية يتناول الكتاب الترجمة الذاتية في الأدب العربي القديم ما قبل طه حسين، وهو من تأليف مجموعة من أساتذة الأدب في الولاياتالمتحدة، وتحرير دويت راينولدز. من خلال صفحات الكتاب يقارن المؤلفون بين الدافع الغربي والدافع العربي في كتابة السيرة الذاتية ففي الحالة الأولى يكمن الدافع في أن مؤلف السيرة الذاتية ينصح قراءه بتحاشي السقوط في أخطاء ارتكابها، في حين أن الدافع لدى كاتب السيرة الذاتية العربية يكمن في دعوة القارئ إلى الاقتداء بسيرته في تبيان نعم الله عليه. ووفقاً لما ذكرته "وكالة أنباء الشعر" يأتي الدافعين ليعبرا عن الخلفية الثقافية والرؤية الحضارية لكل منهما فبينما يرى كاتب السيرة الذاتية الغربي أنه يورد أخطاؤه حتى يتحاشى الناس السقوط فيها، يرى كاتب السيرة العربي أنه يجب الإقتداء بسيرته التي هي من نعم الله عليه. يأتي الفصل الأول من الكتاب ليبدد المغالطة التي شاعت في الثقافة الغربية حول كون السيرة الذاتية نوعاً غربياً خالصاً، لم تعرفه الثقافات الأخرى، ويرجع ذلك إلى أن الثقافة الغربية الحديثة ظلت تعامل الذات دائماً باعتبارها منقسمة إلى "النفس الخارجية" المعلنة، و"النفس الداخلية" المضمرة، ووظيفة الكتابة عن الذات تكمن في إعلان المكتوم ومحاولة المطابقة الصريحة بين الذات الداخلية والذات الخارجية على الملأ. وبعد أن يبدد المؤلفون أسطورة السيرة الذاتية الغربية بوصفها المرجع الوحيد، يناقشون تاريخ دراسة السيرة الذاتية العربية، ويلاحظون الفقر الواضح في المراجع التي تهتم بها، وكان يُنظر دائماً إلى السيرة الذاتية العربية باعتبارها نوعاً نادراً في الأدب العربي، حتى أن السير الذاتية العربية القليلة التي اشتهرت في الغرب، مثل سير ابن سينا والغزالي وابن خلدون، اعتبرت حالات عارضة وشاذة وخالية من الأصالة، ولم تعامل أبداً بوصفها نوعاً أدبياً مستقلاً بأعرافه وتقاليده. في الفصل الرابع من الكتاب، يدرس المؤلفون السيرة الذاتية العربية دراسة نصية، باختيار نماذج تطبيقية من بعضها، فيتناول البحث دوافع كتاب السير الذاتية في إبراز خصوصية الذات، أي متابعة نمو الشخصية من الطفولة حتى النضج، ويجد المؤلفون في هذا الفصل أن السير الذاتية العربية كانت تزهد في تصوير الانفعال، وتميل إلى الفعل، أو تصوير انفعالات الآخرين، وليس انفعالات الذات. وفي القسم الثاني من الكتاب، يترجم المؤلفون ثلاث عشرة سيرة ذاتية عربية إلى اللغة الإنجليزية، مع إدراج مقدمة تعريفية لكل منها. ويختتم المؤلفون الكتاب بتقديم كشاف إحصائي للسير الذاتية العربية يضم ما يزيد على مئة وأربعين سيرة ذاتية عُثر على نصوصها أو توجد أخبار متداولة في الكتب عنها. وقد أضاف المترجم إليها عدداً قليلاً من السير الأخرى التي لم يشر إليها المؤلفون.