بيروت: تظهر اعترافات الرسام الإسباني الشهير سلفادور دالي (1904 – 1989) السرية مكتملة للمرة الأولى في الكتاب الذي تهديه "دبي الثقافية" لقرائها بعنوان "سلفادور دالي: أنا والسوريالية"، بترجمة الشاعر أشرف أبو اليزيد. احتاج الصحافي أندريه بارمود 20 عاماً من الصداقة مع دالي ليقدم اعترافاته ، مؤكدا أنه كان مميزا بقوة إرداة ومحاولة مستمرة ليتفوق بنفسه، وفي وضوحه الفائق وتحديه الدائم للمؤسسات وللناس. يقول دالي بحسب قراءة محمد الحجيري بصحيفة "الجريدة" الكويتية: "عشتُ موتي قبل حياتي. ففي سن السابعة، توفي أخي بالالتهاب السحائي، قبل سنوات ثلاث من ولادتي، هزت الصدمة أمي في أعماقها. نضجُ أخي المبكر، عبقريته، عطفه، ورقته كانت كلها بالنسبة إليها إشراقات هائلة، ما جعل اختفاءه صدمة مفجعة لم تكن أبداً لتتخطاها". بدأ دالي الرسم مبكرا، ففي سن الرابعة عشرة أقام دالي أول معرض له، والتحق بأكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة بمدريد (1921)، حيث تعرف إلى صديقيه لوركا والسينمائي بونويل. لكن بعد خمس سنوات وصفه أساتذة الأكاديمية بعدم الكفاءة وعدم القدرة على تقدير موهبته فطرد في عام 1926، وحينها توجه لزيارة مرسم بيكاسو في باريس، ليقول له: "لقد أتيت لرؤيتك قبل أن أزور اللوفر". شغل دالي العالم بأعماله الفنية التي لا تشبه غيرها، حيث كان له أسلوبه المتغير المتمرد في الحياة، بدأ نجاح دالي في معرضه الأول في برشلونة عام 1925، ثم معرضه الأول في باريس عام 1927، حيث بيعت لوحاته المعروضة كافة. كانت جالا مصدر إلهامه وجنونه، هذه الفتاة الروسية التي جاءت إلى فرنسا بمفردها عام 1913 وهي لم تتجاوز التاسعة عشرة بعد، وأقامت في مصحة للمعالجة من مرض السل، وبعد أربعة أعوام التقت بول إيلوار وتزوجت منه، ونذرت نفسها له حتى وقعت في غرام الفنان ماكس أرنست مع أن إيلوار كتب لها يقول إنها ستبقى زوجته إلى الأبد ، وعندما ارتبطت حياة دالي بحياة جالا ظهر تأثيرها الواضح عليه وعلى أعماله الفنية. وبحسب قراءة محمد الربيع بصحيفة "الوطن" القطرية، يقول الفنان: اكتشفت ممرات الوحي والابتهاج،إن ألق السعادة لا يتبدى الا للعيون الصافية ،ووجودي بكامله يشارك في النبض الكوني العظيم،ويصبح عقلي مجرد أداة لفك شفرات طبيعة الاشياء،واكتشاف أفضل ما في كياني لادراكه كما ينبغي.