يبحث د. عبدالناصر حسن أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب جامعة عين شمس في كتابه الجديد "الحب رموزه ودلالاته عند رواد الشعر الجديد" الصادر مؤخرا عن سلسلة كتابات نقدية التى تصدرها هيئة قصور الثقافة عن قوافى وأساطير الحب فى شعرنا الحديث. حيث رد د.عبدالناصر فى هذا الكتاب على كل من يعتبر أن الحب لم يعد موضوعا مناسبا لهذا العصر "الحب بوصفه موضوعا شعريا أو عاطفة إنسانية لا يمكن أن يفنى إلا بفناء الإنسان". ويدلل المؤلف على تجلى نجاح تجربة تى. إس. إليوت الشعرية المستقاة من الحب قائلا كما نقلت عنه صحيفة "الشروق" المصرية "إن الحب استطاع أن يستوعب كل تشابكات العصر وتعقيداته عبر المستويات كافة، فتغيرت أبعاده وأخذت أشكالا تناسب هذا العصر وكيف نتجاهل الحب بوصفه موضعا شعريا؟ فى عصر نجح فيه شاعر مثل إليوت فى تصوير معاناته وأزمة العصر بنواحيها النفسية والفكرية والروحية عبر قصيدته الغرامية المشهورة: أغنية العاشق ألفريد بروفروك". خصص الكاتب فصلا خاصا لدارسة الأبعاد الأسطورية لشعر الحب "وفيه يتناول الباحث بالتحليل وجود المرأة الحبيبة والكاهنة والإلهة والمانحة، فى الشعر بوصفها شريكة فى أعمق تجارب العاطفة الإنسانية، وذلك عبر إيزيس، عشتار، شهرزاد". تناول الكاتب أيضا جميع أبعاد قضية الحب فى الشعر العربى ومنها الأبعاد الفلسفية لشعر الحب، وما طرحه رواد الشعر الجديد من أفكار وقضايا ذات طبيعة فلسفية، متناولا الأبعاد الصوفية عبر موضوع الحب، واستعان فى بحثه ونقده بالنص الأدبى بوصفه كاشفا عن قوانينه الفنية الخاصة التى تحكم بناءه وبوصفه بناء لغويا يحوى مزيجا متعددا من العلوم.