صدر مؤخرا عن دار "ميريت" للنشر الجزء الأول من "ملحمة السراسوة" للكاتب أحمد صبرى أبو الفتوح، والذي يحمل عنوان "الخروج" وكأنه أشبه ب"سفر الخروج" في التوراة. وتتكون الرواية وفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصرية من خمسة أجزاء تصدر لاحقا وتحمل عناوين ملحمة السراسوة "التكوين"، و"أيام أخرى"، و"شياطين وملائكة"، و"حكايات أول الزمان". وينضم إبداع صبري ابو الفتوح الذي صنفه النقاد تحت راية الرواية التاريخية ويقع فى نحو 500 صفحة، إلى العملين الشهيرين في الملاحم الروائية "الزينى بركات" لجمال الغيطانى و"السائرون نياما" لسعد مكاوى. وتنحاز الرواية للريف وتجيد التعبير عنه، ويرصد فيها المؤلف فترة مهمة فى التاريخ الاجتماعى للمصريين والهجرة الاضطرارية لعائلة "السرس" من القرية إلى المدينة فى مشاهد روائية متعددة بليغة ومعبرة ولا حصر لها. وتقدم الرواية فصولا من تاريخ أسرة "السراسوة" التى أنشأت مدينة "سرس الليان" الشهيرة بدلتا مصر، تلك الأسرة التى تضرب بجذورها فى الطبقة المتوسطة المصرية بكل أحلامها وآلامها، حيث تحكي فرار اسرة السرسي من بطش محمد علي باشا بعدما قتلت مملوكه النذل "قفل", وعبر رحلة يحفها الهلع والظنون والأحزان لتشتت بعضهم وموت آخرين لتقرر الأسرة مقاومة الرعب بالفرح. ويرصد المؤلف الذي ينحدر من الأسرة السرسية مرويات عائلة كاملة تتشابك فيها الصور الفوتوغرافية للجد والعم والخال والجدة، لتكون لوحة كبيرة لفترة مؤثرة وحاسمة فى تاريخ وطن قابع تحت وطأة النظام الملكى والإقطاع. ويمتد الزمن في الجزء الأول من السراسوة من عام 1755 إلي ثلاثينيات القرن التاسع عشر، لتمر علي كثير من تلك المراحل مرورا هينا, حتي جاء الحدث الرئيسي وهو قتل المملوك قفل الذي استوجب الوقوف امام التفصيلات واحداث متعاقبة ومتصلة.