يعيد كتاب بعنوان "طلعت حرب وتحدي الاستعمار.. دور بنك مصر في التصنيع 1920-1941" للباحث الأمريكي ايريك ديفيز الاعتبار إلى الاقتصادي الرائد طلعت حرب مؤسس بنك مصر كما يقدم بانوراما لاستجابة قطاعات عريضة من المصريين للدعوة لإنشاء بنك وطني كجزء من مواجهة الاحتلال البريطاني للبلاد آنذاك. ويلقي الباحث الأمريكي أضواء على فترة إنشاء بنك مصر عام 1920 حيث دعا حزب الوفد لمقاطعة البضائع البريطانية وعني المصريون بسحب "ودائعهم من البنوك البريطانية وإيداعها في بنك مصر...علاوة على لجان المقاطعة شكل الطلاب لجانا لمعاونة بنك مصر على مستوى الجامعة والمدارس الثانوية على السواء وتنافست هذه اللجان فيما بينها لبيع القدر الأكبر من الأسهم" وكانت المدرسة التي تحقق هذا الهدف تحصل على عدد من الأسهم في بنك مصر. والكتاب رسالة علمية لمؤلفه لنيل الدكتوراه من جامعة برينستون. والترجمة العربية التي أنجزها هشام سليمان عبد الغفار المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تقع في 239 صفحة تصدر الخميس القادم بداية العام الميلادي الجديد في القاهرة عن مكتبة الشروق الدولية. وقال عبد الغفار في مقدمة الكتاب وفق "إيلاف" أن دور حرب "الريادي في تأسيس قلعة مجموعة مصر الاستثمارية وبنك مصر في القلب منها" كان جزءا من منظومة متكاملة كتب لها الاستمرار حتى بعد رحيل مؤسسيها. وأكد على أن أهمية تجربة حرب تكمن في دراسته الحالة الاقتصادية في سياق المحيط الاجتماعي "بحيث تأتي التجارب الاقتصادية لخدمة المجتمع لا أن يتم استغلال البشر لدفع تكلفة نمو الاقتصاد" مضيفا أن الاستقلال الاقتصادي الذي قاده بنك مصر "باقتدار" كان أساسا للاستقلال السياسي. ويسجل الكتاب أن بين أوراق حرب الخاصة خطابا يحمل تأشيرة "سري للغاية...يوضح أن التنقيب عن البترول وتوزيع المنتجات البترولية في مصر كان موضوعا هاما على أجندة بنك مصر في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين وبالطبع فقد وضعت أزمة عام 1939 نهاية هذه الخطط" في إشارة إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. ويقول في كتابه أن حرب ورفاقه من الوطنيين المصريين "كانوا سابقين لعصرهم بشدة بمحاولتهم تأسيس أول شركة متعددة الجنسيات في العالم الثالث" في إشارة إلى عدة شركات اقتصادية انبثقت عن بنك مصر وكانت لها فروع في بعض الدول العربية.