صدر مؤخرا عن دار ساينت مارتينز بريسكتاب "اقتلوا بن لادن: رواية قائد في دلتا فورس لقصة مطاردة المطلوب الأول في العالم" للمؤلف دالتون فيوري. يتحدث الكتاب عن نشاط ال 40 عنصرا من وحدة مكافحة الإرهاب الذين أرسلتهم السلطات الأمريكية إلي جبال تورا بورا لمطاردة وقتل أسامة بن لادن. والكاتب دالتون فيوري -وهو ليس اسمه الحقيقي- كان قائد العمليات الحربية التي دارت في تلك المنطقة. ووفقا لمحمد خير ندمان بصحيفة "الوطن" السعودية كان هدف العمليات بالتحديد هو قتل أسامة بن لادن، وكانت قيادة الجيش الأمريكي تعي مدى صعوبة وتعقيد تلك المهمة لذلك لم يتم إيكالها إلى أي وحدة عسكرية أو استخباراتية عادية، بل كان الوضع يتطلب تدخل أقوى وحدة عسكرية أمريكية خاصة لضمان نجاحها. وهكذا تم إسناد المهمة إلى قوات (دلتا فورس) التي تعبر نخبة النخبة في القوات الخاصة الأمريكية. كان الجنرالات العسكريون الأمريكيون مرنين في مسألة إثبات مقتل بن لادن. كان يكفي إحضار خصلة شعر أو قطرة دم أو إصبع ليتم التثبت من خلالها أنه قتل بالفعل عن طريق تحليل الحمض النووي وغير ذلك من طرق التأكد من الشخصية. كانت الأوامر الصادرة إلى (دلتا فورس) تقضي بأن يعرضوا أنفسهم للخطر ليثبتوا للعالم أن أسامة بن لادن قد تمت تصفيته بالفعل. وقامت الوحدة الخاصة من (دلتا فورس) والوحدات المساندة الأخرى بحصار شبكة الكهوف التي كان بن لادن وأنصاره يختبئون فيها في سلسلة جبال (سبين غار) شرق أفغانستان. يقدم هذا الكتاب تفاصيل ما جرى في تورا بورا وكيف أن قوات التحالف كادت بالفعل تحقق هدفها بقتل بن لادن بعد أن وصلوا إلى مسافة قريبة جدا من الكهف الذي كانوا يعتقدون أنه يختبئ فيه، والأسباب التي مكنت بن لادن من الهرب. ومن أهم الأسباب التي يقول دالتون فيوري إنها أعاقت تنفيذ المهمة تدخل المستويات العليا في اتخاذ القرارات الميدانية، الأمر الذي حد من خيارات دالتون والقوة التي كان يقودها. كما أن قوات تحالف الشمال الأفغانية التي كانت تساند قوات التحالف لعبت في الحقيقة، حسب فيوري، دورا معيقا لأنهم لم يكونوا جادين بما فيه الكفاية للعثور على بن لادن. من الأمور الغامضة الأخرى التي يقول الكاتب إنها وقفت أمام تحقيق المهمة أن وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت دونالد رامسفيلد أصدر أوامر بفتح ممر جوي للباكستانيين لإخلاء 3000 من عناصر طالبان خلال ليلة واحدة من تورا بورا، وأن الجنرال فرانكس رفض وضع وحدة عسكرية لحراسة "الباب الخلفي" على الحدود الأفغانية الباكستانية بحجة أن تلك المهمة أوكلت إلى القوات الباكستانية. كما يبين الكاتب أن العمليات العسكرية الأمريكية لم تكن ناجحة بالدرجة التي كان يتم الإعلان عنها، ففي عمليات القصف الجوي مثلا، كانت نسبة إصابة الهدف هي 1 إلى 3، كما أن القنبلة التي ألقيت على كهوف جبال تورا بورا، والتي أطلق عليها وصف القنبلة الخارقة (بلو-82)، لم تنفجر في الواقع كما ادعت القيادة العسكرية الأمريكية. ومن ناحية أخرى، لم تكن أجهزة اللاسلكي التي يستخدمها الجيش الأمريكي تعمل بشكل جيد في المناطق الجبلية، وكان الجنرال كلارك وغيره من القادة العسكريين المريكيين قد وضحوا أكثر من مرة أن الجيش الأمريكي غير مدرب أو مجهز أو منظم بما فيه الكفاية لتنفيذ عمليات عسكرية في الجبال. فبعد أيام قليلة في الجبال نفدت البطاريات التي كانت في حوزتهم وكاد الماء ينفد أيضا، الأمر الذي وضع حياتهم في خطر محقق. ويتحدث فيوري ساخرا عن قيام وحدته باستئجار مترجم ميداني أثناء القيام بالمهمة، وكيف أنهم اعتقدوا في البداية أنه "هدية من السماء" لأنه كان يتقن الإنجليزية واللغة المحلية، لكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه كان يتحدث العربية أيضا وأنه أرسل في الواقع لاختراق وحدتهم والتجسس عليها.