صدر مؤخرا عن دار الشرق كتاب ألفه الحبر السرياني العلامة الكبير أبو الفرج غريغوريوس بن العبري صاحب المصنفات الكثيرة في الخبرة والشعر واللاهوت والتاريخ بعنوان "الأحاديث المطربة" فهي مجموعة من الأخبار جمعها ابن العبري في 16 باباً ذكر فيها أقوالاً مفيدة لفلاسفة اليونان، وحكماء الفرس والهند والعبرانيين، والملوك والزهاد والأطباء والكرماء والنجلاء والجهال، وحتى بعض المجانين واللصوص، إلى أحاديث موضوعة على لسان الحيوانات. يذكر أن هذه النسخة التعريبية لأحاديث ابن العبري ومنها إلى المكتبة الشرقية نقلها الأديب يوسف افندي سركيس. هنا بعض الكلام والأقوال كما نقلت عنه صحيفة "المستقبل" اللبنانية: قالت امرأة لسقراط: ما أقبح وجهك: فأجابها: لو كنت مرآة صقيلة نقية لاعتبرت كلامك، لكنك ذات صدأ فليس يظهر فيك جمالي، ولهذا لست ألومك، ورأى امرأة شنقت نفسها في شجرة فقال: ليت كل الشجر يحمل مثل هذا الثمر، ورأته امرأة أخذوه ليصلبوه فبكت وقالت: واأسفاه يقتلونك بغير ذنب. فقال لها: يا جاهلة أتريدين أن اذنب وأدان واقتل كمذنب؟ قيل لأخر: من هو العاقل؟ فقال: هو الذي تصح ظنونه بالأكثر. قيل لآخر: ما بالك لا يحبك الملك؟ فقال أن من عادة الملوك أن لا يحبون من هو أعظم منهم. رأى آخر مدينة مشيدة الأركان عالية الأسوار والقلاع شاهقة الصياصي محكمة البناء واسعة الغنى ذات حصن منيع كادت تعيي كل من أراد أن يفتحها فقال: إن هذا مسكن للنساء ولا يليق بالرجال. سئل ارسطو: ما بال الحساد يحزنون دائماً؟ فقال: لأنهم لا يحزنون على شرورهم فقط، بل على خيرات غيرهم ايضا، قال أفلاطون: من شيئين يعرف الجاهل: بكثرة كلامه فيما لا ينفعه وبإخباره عما لا يسأل عنه. قال بعضهم لا يوجد شيء عجيب في الإنسان مثل أن يسرق ماله فيحزن وتنصرم أيامه فلا يحزن. كان لبعض الملوك ابنان أحدهما من الملكة والآخر من جارية، وكان يروم الملك أن يملك ابن الجارية بعده، وكانت الملكة تلومنه على ذلك فقال لها: فلنجرب عقل كليهما ونقلد الملك أعقلهما، ثم أرسل واحداً من أهل سره إلى ولد الملكة، وآخر الى ولد الجارية ليسألهما ماذا يفعلان بهما اذا استويا على الملك. فكان جواب ابن الملكة للأمين: اني أصيرك مشيري وأوليك على البلاد. أما ابن الجارية فلما سأله الرسول ذلك رفع بيت دواته التي قدامه وضربه على رأسه قائلاً: يا جاهل أتريد مني عطية في موت الملك، اني أود ان نموت كلنا ويعيش الملك، فكيف نستطيع أن نجد مثله. فلما سمعت الملكة هذا طابقت على رأي الملك في تمليك ابن الجارية. مات بعض الملوك فسأل رجل أصغر بنيه قائلاً: إن أوصى الملك ان يهتم بك؟ فأجابه: إن الملك أوصاني أن أهتم بالجميع.