أعلنت القائمة النهائية لترشيحات جائزة "بوكر" واحتوت عملين من تأليف روائيين هنديين هما اميتاف جوش وارفيند اديجا فيما استبعدت لجنة التحكيم رواية سلمان رشدي الهندي الأصل "ساحرة فلورنس". واختارت اللجنة التي يترأسها الوزير المحافظ السابق مايكل بورتيللو، ستة كتب من بين 13 كتاباً مرشحاً هم وفق صحيفة "النهار" الكويتية: رواية سبيستيان باري "المخطوطة السرية" وليندا جرانت "ثياب على ظهورها" وفيليب هينشر "العفو الشمالي" وأميتاف جوش "بحر الخشخاش"، وارافيند اديجا "النمر الأبيض" وأخيراً ستيف تولتز "جزء من الكل". ووفق صحيفة "الحياة" اللندنية يكتب سيباستيان باري في رواية "المخطوطة السرية" عن ماضي أسرته وبلاده. تستند بطلته الى شقيقة لجده اختصرها بالقول أنها كانت بلا أخلاق فشعر الحفيد أن واجبه ككاتب استرجاع وجهها وصوتها. بطلة الرواية روزان التي تقترب من المئة أمضت معظم حياتها في مصحة وكتبت سراً عن تجاربها، وأخفت الأوراق تحت لوح خشب في غرفتها. تسترجع ليندا جرانت ماضي أسرة موجع وحقبة السبعينات في "ثياب على ظهورهم" وبطلتها ابنة مهاجرين يهوديين يهربان من هنغاريا عندما يحتلها النازيون. لم تحظ "العفو الشمالي" لفيليب هنشر بإعجاب مواطنيه النقاد الذين أفاضوا في استغراب عنوانها وكبر حجمها (700 صفحة) ومروره السريع على الأحداث السياسية وتركيزه على الطعام. تبدأ الرواية بحفلة في حقبة السبعينات يراقب فيها ابن المضيفة دانييل المدعوات اللواتي يثرن رغبته في شكل واضح، وتنتهي به صاحب مطعم في أواسط التسعينات يركز على أنواع الأطباق والزبائن. يذكر الكاتب إضراب عمال المناجم وحرب الفوكلاند بسرعة. تدور أحداث "بحر الخشخاش" لأميتاف جوش الصادرة عن دار جون موري في شمال الهند وخليج البنغال عشية ما عرف بحرب الأفيون. زرعت شركة الهند الشرقية البريطانية الأفيون وصدرته إلى السوق الصينية الواسعة، كما نقلت الهنود إلى ترينيداد وفيجي وغيرهما ليعملوا في حقول قصب السكر. جنت أرباحاً طائلة عندما أجبرت المزارعين على التحول من الحبوب والخضر الى الأفيون وأصابتهم بالفقر والجوع والإدمان. هذه الرواية جزء أول من ثلاثية تحفل بشخصيات محلية وأمريكية وفرنسية وإنجليزية وتحاسب الاستعمار الذي لا يخفي المسئولون فيه احتقارهم لقذارة المحليين وثقافتهم. تعد "النمر الأبيض" لأرافيند أديجا مجموعة رسائل يكتبها بالرام هالواي إلى رئيس الوزراء الصيني عشية زيارته الهند. يؤمن أن المستقبل في يد العرقين الأصفر والأسمر بعدما أهدر "سيدنا السابق الأبيض البشرة" نفسه بالإدمان على المخدرات. تبدأ "جزء من الكل" للكاتب الأسترالي ستيف تولتز باحتجاج صاخب في السجن ينتهي بالقول:"لن نعثر أبداً على والدي". يروي جاسبر حكاية والده مارتن الذي عاش في ظل شقيقه تيري وطمح إلى ترك بصمته على "العالم المحطم". يتحول تيري من سارق مصارف الى بطل شعبي عندما ينتقم من أفراد فريق الكركيت الفاسد الذي يغش في المباريات، ويعزل في السجن الانفرادي بعد نشوب النار في سجن البلدة الصغيرة. وتعد جائزة بوكر للآداب ثاني أهم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل للأدب، بالإضافة إلي أنها من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الانجليزية، وأكثرها مصداقية، وذلك منذ تأسيسها منذ نحو أربعين سنة. تُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة أو من دول الكومنولث أو من جمهورية أيرلندا. لاحقاً، تفرعت منها جائزتان عالميتان للرواية هما: جائزة "بوكر" الروسية وهي مستمرة منذ نحو عشرين سنة، وجائزة "كاين" للأدب الافريقي التي أُطلقت منذ نحو عشر سنين. أعضاء لجنة التحكيم في جائزة "بوكر" هم من نخبة النقّاد والكتّاب والأكاديميين، ويتغيّرون كل سنة بغية الحفاظ على مصداقية الجائزة ومستواها المهيب. بعض الكتّاب الذين نالوا ال "بوكر" نالوا في ما بعد جائزة نوبل للآداب، فهي جائزةٌ تغّير مصير الكاتب الذي يفوز بها، سواء معنوياً حيث تحظي مؤلفاته بترجمات وشهرة عالمية، أو مادياً من حيث قيمة الجائزة وانعكاسها على مبيعات الكتب، وتبلغ قيمة الجائزة 90 ألف دولار.