واشنطن: يقرر المؤلف الأمريكي ميشيل هارت في كتابه "المائة الأكثر نفوذا في التاريخ الإنساني" أنه اختار ذوي النفوذ بالمعني الكامل, ولذلك لم يقنع بالشهرة, أو الوضع الإنساني, أو ذيوع الذكر, أو الموهبة, أو نبل الشخصية فقط, وإنما كان يبحث عن النفوذ بمعني القدرة علي تغيير مجري التاريخ والتأثير في البشر. يقول في مقدمة كتابه - وفق جريدة "الأهرام" المصرية في عددها الصادر أمس الأربعاء -: عندما أبحث عن ترتيب الأهمية لشخص ما فإنني أعطي اعتبارا خاصا للحركة التاريخية التي كانت ثمرة لجهده, وعموما لا تقع حركات التاريخ نتيجة جهد فردي, ومن هنا تبرز أهمية النفوذ الذي يملكه شخص ما ويستطيع من خلاله أن يقنع الآلاف أو الملايين بإحداث تغيير في الحضارة أو التاريخ, ولعل المثال المثير علي ذلك ترتيبي لمحمد صلي الله عليه وسلم ووضعه فوق عيسي عليه السلام, فأنا مقتنع بأن محمدا كان له نفوذ في تكوين العقيدة الإسلامية أكثر من نفوذ عيسي في تكوين العقيدة المسيحية, وليس معني هذا أنني أفضل محمدا علي عيسي. يقول المؤلف في بداية فصله الأول وعنوانه محمد570 632: إن اختياري لمحمد ليكون الأول بين ذوي النفوذ المؤثرين في العالم قد يدهش بعض القراء ويصير مثار تساؤلات من البقية, ولكنه هو الوحيد في التاريخ الذي كان امتيازه متكافئا علي المستوي الديني والدنيوي, وبأصول متواضعة أسس محمدا ديانة من ديانات العالم العظيمة, وأصبح زعيما سياسيا وبرغم مرور أكثر من13 قرنا علي وفاته مازال نفوذه الديني والسياسي عميقا ومستمرا. ويضيف أحمد بهجت قائلا عن الكتاب وفقا لصحيفة الأهرام "المصرية" في عددها الصادر اليوم الخميس - يعتبر الكاتب الامريكي ميشيل هارت أن محمدا عليه الصلاة والسلام هو الوحيد صاحب النفوذ الاعظم علي التاريخ الانساني, ويفرد الكاتب في كتابه المائة سبع صفحات عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.. من بين الصفحات السبع صفحتان تحتلهما خريطة للمد الاسلامي, ونصف صفحة تحتلها لوحة للرسام خيل جيش المسلمين وهو يغزو تحت علم الله. ومؤلف الكتاب عالم في الرياضة والطبيعة والفلك، يستعرض قصة حياة الرسول وقصة حياة الدعوة في صفحة ونصف, ويفرد ما يقرب من ثلاث صفحات ونصف لتحليل سر اختياره لمحمد صلي الله عليه وسلم لكي يحتل المركز الاول في التأثير علي عجلة التاريخ. ويضيف بهجت: ولأن ميشيل هارت عالم في الطبيعة والفلك فانه يسيطر عليه حياده العلمي, ويسيطر عليه منطق العلماء في التحليل والتركيب, واي كاتب عربي مثلا لا يستطيع ان يقارن محمدا بعيسي ويخرج من مقارنته بأن احدهما كان له تأثير اكبر من الاخر علي التاريخ. ولكن ميشيل هارت يفعل ذلك دون خشية, واي كاتب عربي يتحرج ان يقارن بين حروب الاسلام وحروب المغول, ولكن ميشيل هارت يفعل ذلك دون حرج وينتهي الي تفضيل حروب الاسلام علي أي حروب اخري في التاريخ. وفي رده على كتاب هارت يقول الداعية أحمد ديدات في بداية كتاب له: "بالنسبة لكل مسلم.. محمداً هو أعظم خَلْق الله، وهو الذي أرسله الله ليكون رحمة للعالمين. إن نحو مليار مسلم لا يحتاجون إلى أبحاث أو بيانات أو فحوص للوصول إلى هذه النتيجة فالإيمان بأن محمداً هو الأعظم لا يحتاج إلى نقاش".