احتفلت مكتبة الاسكندرية بمصر بتشدين كتاب "ابن خلدون.. البحر المتوسط فى القرن الرابع عشر قيام وسقوط امبراطورية" بحضور الدكتور اسماعيل سراج الدين والدكتور خيرونيمو لوبيز كبير امناء مؤسسة التراث الاندلسى والسفير الاسبانى بالقاهرة والدكتور ناصر بن مبارك رئيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والتراث فى قطر والدكتور المنجى بوسنينة مدير عام منظمة الالسكو. بدأت مراسم التدشين - وفق جريدة "اليوم" السعودية - بكلمة الدكتور خالد عزب مدير ادارة الاعلام بالمكتبة مشيراً إلى ان الكتاب يحلل العلاقة بين دول شمال وجنوب البحر المتوسط فى ضوء مقدمة ابن خلدون , وأكد ان الشراكة بين عدد من المؤسسات الثقافية العربية تأتى مع شراكة مع مؤسسة التراث الاندلسى التى كرست العام الماضى للاحتفال بمرور ستمائة عام على وفاته. ثم تحدث الدكتور اسماعيل سراج الدين قائلا: إلى الآن لا تزال شخصية ابن خلدون بيننا ولا تزال انجازاته تجمع وتوحد بين الشرق والغرب فمن خلال دراستنا لحياته الثرية تبين لنا ان البحر المتوسط كان مساحة للحوار بين الحضارات وبؤرة للسلم والوحدة بين الشرق والغرب. ثم تحدث الدكتور خيرونيمو لوبيز كبير امناء مؤسسة التراث الاندلسى وقال إن النسخة العربية اليوم إنما هى سفيرة بين الشرق والغرب حيث ان مؤسسة التراث الاندلسى تهدف إلى نشر التراث الاسبانى والعربى الذى ينتمى إلينا أيضاً، ويعد هذا الكتاب تجسيداً لجذورنا الثقافية مع المغرب العربى والوطن العربى برمته. واشار إلى ان العمل استمر ثلاثة اعوام وقد تعاونا مع العديد من الدول العربية للإعداد لمعرض كبير يليق بالعلامة العربى وقد تجول هذا المعرض فى شتى انحاء العالم وكان بمثابة فخر لنا ان نتباهى بتراثنا العربى فى الخارج. وألقى السفير الاسبانى بالقاهرة كلمة قال فيها إن هذا الاحتفال بدأ فى اسبانيا بمعرض تحت رعاية الملك خوان كارلوس ويمتد الآن ليغمر ارجاء محيط البحر المتوسط، وهو المحيط الذى عاش فيه ابن خلدون، وعبر السفير عن فخره بهذا الكتاب الذى يعد باكورة التعاون بين عدة جنسيات وقال ان سفراء الدول يسعون لكى يكونوا همزة الوصل بين الثقافات والحضارات وان يسخروا كل الاجراءات بأعمال تخدم الثقافات الانسانية. وفى الختام أعلن الدكتور خالد عزب عن خروج الطبعة الشعبية من الكتاب بالتعاون مع دار اخبار اليوم. تجدر الإشارة إلي أن الكتاب الذى يتناول الحضارتين الإسلامية والغربية فى القرن الرابع عشر، كان قد صدر فى غرناطة، وقامت المكتبة بترجمته من الإسبانية للعربية على يد فريق متخصص شمل الدكتور إسحاق عبيد والدكتور حاتم الطحاوى والدكتور خالد عزب والباحث محمد السيد والدكتور أحمد العبادي؛ المراجع العلمى للنسخة العربية. ويعد كتاب "ابن خلدون البحر المتوسط فى القرن الرابع عشر قيام وسقوط إمبراطوريات" بمثابة رحلة تاريخية عبر الزمان والمكان، إذ يستعرض أهم الأحداث والظروف السياسية التى عاصرها ابن خلدون، وما كان يعترى البحر المتوسط آنذاك من تقلبات سياسية واجتماعية واقتصادية أدت لانهيار إمبراطوريات وقيام أخرى جديدة. عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث الذي ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم، ولد في تونس عام 1332 وعاش في اقطار (شمال إفريقيا) و كانت أسرة ابن خلدون و التي تنحدر من أصول عربية كما ذكر في كتاباته أسرة ذات نفوذ في إشبيلية في الأندلس. هاجر بنو خلدون إلى تونس التي كانت تحت حكم الحفصيين. يعد من كبار العلماء الذين انجتبهم شمال افريقيا، اذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي الاجتماع والتاريخ ، بشكل خاص في كتابيه : العبر والمقدمة، وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاء أكثر من مرة ، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الاحكام التي اصدرها.