صدر مؤخرا عن سيمون آند شوستر ودار هنري هولت كتاب "تشرشل واليهود" لمؤلفه سير مارتن جلبرت. واعتبر اليهود الكتاب عملية تأصيل لعلاقة تاريخية جمعتهم بشخصية عالمية كبرى، لطالما أسدت خدمات جليلة للصهيونية العالمية، وساهمت بنصيب غير قليل في إقامة دولتهم. يعتبر مارتن جلبرت أشهر مؤرخ بريطاني في الوقت الراهن، والذي منحته الملكة إليزابيث لقب سير في عام 1995 تقديراً لخدماته للتاريخ البريطاني، والمعروف بأنه الكاتب الرسمي لسيرة رئيس الوزراء البريطاني الراحل تشرشل، ومن أشهر أعماله "حياة وينستون تشرشل". ونقلت جريدة "الوطن" السعودية قول جلبرت في بداية كتابه: "من خلال مراجعتي لأوراق تشرشل الخاصة، وقصاصات الصحف، والرسائل المتبادلة بينه وبين زعماء اليهود والحركة الصهيونية، وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، أحاول هنا استكشاف أسباب إيمان تشرشل، والتزامه الراسخ بحقوق اليهود، والنتائج التي ترتبت على ذلك، لأفتح نافذة جديدة، للوقوف على مواقف رائعة في حياة هذا السياسي العبقري، لم تأخذ حقها في كتابات المؤرخين". ويقول: إن وينستون تشرشل "كان على مدى تاريخه السياسي كله أكبر المدافعين عن اليهود والصهيونية سراً وعلانية، في نفس الوقت الذي كان فيه من أشد المعارضين لمعاداة السامية، وصاحب مواقف معلنة في هذا الصدد". ويضيف مؤلف الكتاب: "كان وينستون تشرشل بعده شاباً في عام 1894 عندما تم توجيه تهمة الخيانة لضابط يهودي بالجيش الفرنسي هو الكابتن الفريد دريفوس، وتم إرساله إلي جزيرة الشيطان "ديفلز أيلاند". ورغم أن معاداة السامية كانت تسود إنجلترا في تلك الفترة، كما في سائر أنحاء القارة الأوروبية، إلا أن موقف تشرشل كان واضحاً، حيث أعلن مساندته للضابط اليهودي، وإدانته للإجراءات القضائية التي انتهت بإدانته في فرنسا". ويعيد جلبرت في كتابه رسم شخصية عميد الجيش البريطاني توماس إدوارد لورانس، الذي عرف في العشرينيات من القرن الماضي باسم "لورانس العرب" ولطالما أحبه العرب كصديق يدافع عن قضاياهم، والذي تظهر صوره دوماً، وهو يرتدي الزي العربي، فيقول: "إنه لم يكن أبداً كذلك، وليس كما يتصور العرب، لأنه كان في حقيقته صهيونياً خطيراً، يؤمن بشدة بالمشروع الصهيوني ومن كل قلبه"!. ويضيف: إن بحثه في الأرشيف الوطني البريطاني قاده إلى العديد من الوثائق، التي تؤكد تعاطفه مع ما سماه "القضية الصهيونية"، والتي كانت الهم الأكبر لونستون تشرشل رئيس الحكومة البريطانية في ذلك الوقت، ومن بين الأدلة على ذلك وصف لورانس لمنطقة فلسطين الممتدة من البحر المتوسط إلى الأردن في إحدى الوثائق، التي اطلع عليها جلبرت بأنها "بيت اليهود القومي"!.