ويكيبيديا تخلع عباءة الإنترنت وتظهر بنسخة مطبوعة برلين: يبدو أن مستخدمي موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية لن يقتصروا فقط على متصفحي الإنترنت بعد أن قررت دار نشر ألمانية طباعة مقتطفات منها على شكل مجلد لإتاحة الفرصة للقراء الذين لا يستخدمون الشبكة الدولية للاستفادة منها. وأعلنت مؤسسة برتلسمان الإعلامية عزمها طرح نسخة مطبوعة من النسخة الألمانية للموسوعة الالكترونية الشهيرة ويكيبيديا إلى الأسواق في سبتمبر المقبل، في حين قالت بياته فورهورن المسئولية في المؤسسة إن الكتاب سيشتمل على أهم العناوين والمواد التي تحتويها ويكيبيديا، والتي توثق روح العصر. وستحتوي النسخة الجديدة على مواد طريفة لا توجد في الموسوعات العادية مثل مواد حول منصة ألعاب الكومبيوتر الجديدة بلاي ستاشن 3، أو مدينة انتنهاوزن الخيالية التي تدور فيها أحداث بعض قصص والت ديزني المصورة. وسيشتمل الكتاب على 50 ألف مقال وألف صورة ملونة، وستبلغ عدد صفحاته ألف صفحة. غير أن الكتاب لن يتضمن مواد الموسوعة كما هي، وإنما سيقوم محررو دار النشر بتنقيحها والتأكد من صحة معلوماتها وحذف مواطن الضعف منها. يشار إلى أن النسخة الألمانية من موسوعة ويكيبيديا بدأت عام 2001 وتضم ما يقرب من 740 ألف مقال، ويشارك في تحريرها كل شهر 15 مليون زائر شهرياً. على جانب آخر، احتفل كتاب ومحبو الموسوعة الأكبر على الإنترنت مؤخراً بوصول عدد المقالات المنشورة من خلال موقعها إلى عشرة ملايين مقالة مكتوبة بجميع اللغات المتاحة من خلالها التي يتجاوز عددها 250 لغة مختلفة. وذكرت مؤسسة ويكيميديا التي تدير موقع "ويكيبيديا" أن المقالة التي حققت الرقم القياسي الجديد بوصول عدد المقالات المنشورة إلى عشرة ملايين موضوع نشرت الساعة 0007 بتوقيت جرينتش صباح الخميس الماضي. ويدور هذا المقال حول سيرة ذاتية قصيرة لنيكولاس هيليارد الصائغ والرسام الإنجليزي في القرن السادس عشر، ونشرها مشترك بلغاري يحمل اسم باتاكي مارتا. يأتي ذلك فى الوقت الذي نجحت فيه النسخة العربية فى التفوق على نظيرتها باللغتين الكورية واللومباردية بعد أن وصل عدد مقالاتها إلى رقم 50000، ويطمح كتابها أيضاً أن تتجاوز البلغارية التي وصلت هي الأخرى إلى نفس الرقم الذي وصلت إليه العربية. أما في العشرة الأوائل تأتي الموسوعة الإنجليزية بمليوني مقالة وبعدها الألمانية إلى السويدية في آخر القائمة السويدية ب 266 ألف مقالة. وبالرغم من اتساع دائرة ويكيبيديا وزيادة عدد مقالاتها إلا أن ما يضعف موقف هذه الموسوعة هو الاتهام الدائم لها بالتحريف والتشويه فى المعلومات التي تتضمنها وهو ما ذكره جهاز مسح للشبكة الدولية حيث أظهر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تملك اليد العليا في "تنقيح" وتعديل بعض مواد هذه الموسوعة. وأشار هذا الجهاز الذى يزعم أنه قادر على الكشف عن هوية الجهات التي تشارك في إعداد وتنقيح صفحات موسوعة الإنترنت ويكيبيديا إلى أن موظفين أجروا تعديلات على المادة المتعلقة بالرئيس الإيراني في الموسوعة الإلكترونية، وذلك انطلاقا من حواسيب وكالة المخابرات الأمريكية. ويقوم جهاز التدقيق هذا الذي طوره خبراء أمريكان بمسح حوالي خمسة ملايين وثلاثمائة ألف عملية تنقيح أو إضافة، ويتقصى مصدرها ليصل إلى عنوانها الإلكتروني على شبكة الإنترنت. وأغلب التنقيحات والتعديلات التي يرصدها الجهاز هي عبارة عن تصحيحات إملائية أو لمعلومات وردت في الموسوعة، لكن بعض الإضافات هدفت إلى إزالة بعض المواد التي اعتبرت مواد مضرة أو تشويه الموقع. وسرد الجهاز بعض المواقف التى تؤيد ما توصل إليه ومنها أن موظفاً بالسي آي إيه أضاف تعبيرا للتعجب "واااااو" إلى فقرة تتحدث عن مشاريع الرئيس الإيراني وخطط ولايته في المادة المتعلقة بمحمود أحمدي نجاد. وكشف أيضاً عن إضافات أخرى غير ضارة، تمثلت في سخرية لاذعة من مدير السي آي إيه السابق بورتر جوس، أو من معدة برامج المشاهير المعروفة في الولاياتالمتحدة أوبرا وينفري.
ومن جانبها ، لم تنف ولم تؤكد ال "سي أى ايه" ما تم ذكره سابقاً حيث رد ناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول ما إذا كانت حواسيب الوكالة استخدمت فى هذه التعديلات أم لا، فقال فى تصريحات أوردها موقع بي بي سي على الإنترنت "لا أستطيع التأكيد...أود أن أذكر فقط بشيء لا ينبغي أن يغيب عن ذهن أحد: مهمة السي آي إيه المصيرية هي حماية الولاياتالمتحدة". يذكر أن شركة مايكروسوفت لجأت إلى صرف منح مالية لعدد من الخبراء ليتصفحوا الموقع، وليدخلوا تعديلات على كل ما يتعلق باسم الشركة، كذلك الإسترالي الذي اتفق مع مايكروسوفت على أن يقوم بتحوير مقالات تخص إحدى تقنياتها, أو كالمحاولات العديدة التي تقوم بها جهات حكومية وأمنية كتلك التي قامت بها وكالة المخابرات الأمريكية "سي أي إيه". ولعل أطرف محاولات التدليس تلك التي قام بها فرنسي أثناء المناظرات التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة, حيث قام بالدخول لويكيبيديا وأبدل معلومة علمية تتعلق بمفاعلات نووية, لكي تتوافق ما قاله مرشحه المفضل نيكولاي ساركوزي, ولأن الموضوع كان مثار تتبع, فقد تم اكتشاف عملية التزوير ووقع الكشف عن صاحبها وتم إصلاح الخطأ.