لندن: تعرضت أغلب أسواق الأسهم الأوروبية لموجة من التراجع خلال تعاملات اليوم متأثرة بالبيانات الجديدة التي كشفت عن أن العجز في ميزانيات حكومات دول منطقة اليورو قد ارتفع خلال العام الماضي ليتجاوز بأكثر من الضعف الحد الأقصى المسموح به وقد أثارت تلك البيانات المخاوف في الأسواق من أن يؤدى تفاقم مستويات عجز الميزانيات وارتفاع حجم الدين العام على مستوى دول اليورو إلى عرقلة مسيرة تعافى الاقتصاد العالمي. ويشير أحد الخبراء الاقتصاديين وذلك في تقرير أوردته شبكة "بلومبرج" إلى أن السوق قد تفاعل بشكل قوى مع البيانات الخاصة بعجز ميزانيات حكومات دول منطقة اليورو والتي جاءت بشكل أصعب نسبيا مما كان متوقعا. وأشار إلى أن التحسن في مستويات عجز الميزانيات لن يتحقق قبل العام المقبل متوقعا أن يتعرض السوق لضغوط خلال العام الحالي. وقد تراجعت خلال تعاملات اليوم المؤشرات الرئيسية على مستوى 17 بورصة من بين البورصات الثمانية عشر العاملة على مستوى دول غرب أوروبا وقد هبط مؤشر "إيه إس آي" للبورصة اليونانية ب3.5 % كما انخفض مؤشر "آى اس آى كيو" للبورصة الإيرلندية ب1.3 %. وتراجع سعر سهم بنك "ألفا" الذي يعد ثالث أكبر المصارف في اليونان ب4 % مسجلا 6.01 يورو. وقد تعرضت أسهم البنوك على مستوى البورصات الأوروبية ب2.6 % ليشهد بذلك قطاع البنوك ثاني أكبر تراجع على مستوى القطاعات المدرجة بمؤشر "ستوكس يوروب 600" الخاص برصد أداء البورصات الأوروبية. وقد تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ب1.3 % مسجلا 264.71 نقطة غير أن المؤشر يعتبر مرتفعا بحوالي 4.2 % منذ بداية العام الحالي حيث تلقت الأسواق دعما خلال الفترة الأخيرة في الاتفاق الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي بإقرار خطة مساعدات تصل قيمتها إلى 61 مليار دولار لمساعدة اليونان على احتواء عجز الموازنة. وقد أفادت اليوم البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج عن ارتفاع مستوى العجز الإجمالي في ميزانيات دول منطقة اليورو التي تضم 16 دولة إلى 6.3 % كنسبة من الناتج المحلى الإجمالي وذلك في العام الماضي مقارنة ب2 % في العام السابق وقد اعتبر ذلك أكبر نسبة لمستوى العجز وذلك منذ إطلاق اليورو في العام 1999. وقد سجلت أيرلندا أكبر مستوى للعجز في الميزانية كنسبة من الناتج المحلى ليبلغ 14.3 % كما سجلت اليونان 13.6 %.