بريطانيا الضلع الثالث فى مثلث ضحايا الحرب الإلكترونية محيط - عبد المنعم فريد اكتمل الضلع الثالث فى مثلث ضحايا حرب القرصنة بعد انضمام بريطانيا هى الأخرى إلى الولاياتالمتحدة وألمانيا والتى تعرضت شبكات الكمبيوتر الخاصة بها إلى اقتحام على يد قراصنة ينتمون إلى الجيش الصينى على حد زعمهم. فقد أظهرت تقارير صحفية أن شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحكومة البريطانية تعرضت هى الأخرى لمثل هذه الهجمات. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مسؤولين بريطانيين قولهم "إن القراصنة اخترقوا شبكة وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات الكبرى، مشيرة الى أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت تأكيد ما اذا كانت شبكتها تعرضت للاختراق من قبل القراصنة الصينيين. وأضاف المسؤولون أن حادثاً وقع العام الماضي وأدى إلى إغلاق جزء من نظام الحاسوب في مجلس العموم البريطاني وتبين أنه من عمل عصابة صينية منظمة من قراصنة الكمبيوتر. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الأمن والدفاع البريطانيين يتعاملون بتحفظ مع المسألة، غير أنهم اعترفوا بأن بعض الوزارات وقعت ضحية لعصابة قرصنة الكمبيوتر الصينية، والتي وصفها أحد الخبراء بأنها "مشكلة تتطور باستمرار". ويأتى ذلك فى الوقت الذى اتهم فيه مسئولون أمريكيون الجيش الصيني بشن هجوم قرصنة ناجح على أجهزة الكمبيوتر فى مبنى وزارة الدفاع الأمريكية فى يونيو الماضي. وقد نقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن هؤلاء المسئولين قولهم إنهم تأكدوا من أن الجيش الصيني هو مصدر الهجوم على الشبكة، والذي أدى إلى تدمير جزء من نظامها. فمنذ شهور قليلة تعرضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لهجوم كاسح لل "هاكرز" حيث قام قراصنة بشن هجوم على ثلاثة عشر جهازاً مركزياً يتحكم بتدفق المعلومات على شبكة الانترنت على مستوى العالم وتمكنوا من تعطيل ثلاثة أجهزة والسيطرة عليها بشكل كامل طوال اثني عشر ساعة، في أكبر عملية تشهدها الشبكة منذعام 2002. وقد تركز الهجوم، الذي تمكن الخبراء من مواكبته بشكل عاجل دون أن يشعر معظم مستخدمي الانترنت به، على أجهزة شركة ultra DNS، وهي الشركة التي تدير وتنظم جميع خطوط الشبكة التي تنتهي بالرمز ".org" وفيما اكتفت الشركة بالقول أنها لاحظت حركة "غير عادية" ضمن النظام، تردد أن الهجوم طال عدد من الخوادم الرئيسية التي تسيّر تدفق المعلومات عالمياً، والتي تعود ملكية بعضها إلى وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الرقابة على الانترنت. ووصف المراقبون الهجمة بأنها كانت "قوية بصورة غير اعتيادية،" غير أن خبراء المعلوماتية حول العالم نجحوا في احتوائها، بعدما بذلوا مجهودا كبيرا ليحافظوا على كفاءة بعض خطوط الشبكة الحيوية، التي اتخمت بفيض هائل من المعلومات.
وأكد بعض الخبراء ممن تابعوا مجريات الهجوم الخطير، أن المهاجمين نجحوا في إخفاء مكان تواجدهم. ونجح القراصنة فى اختراق نظام البريد الإلكتروني غير السري لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مما أدى إلى تعطيل الخدمة لنصف الطاقم الخاص بوزير الدفاع روبرت جيتس. وذكرت مصادر البنتاجون أن ما يقرب من 1500 مستخدم من إجمالى 3000 موظف الذين يعملون مباشرة مع مكتب وزير الدفاع، لم يتمكنوا من الدخول إلى البريد الإلكتروني بعد اختراق جهاز الكمبيوتر الرئيسي المزود بالخدمة "السيرفر". ومن جانبها، أكدت الصين عدم صحة ما تردد من أنباء حول قيام قواتها المسلحة باختراق كمبيوترات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، واعتبرت الأنباء التي تحدثت عن ذلك مزاعم "لا أساس لها من الصحة"، مشددة على أن بكين تعارض جرائم الإنترنت والفضاء الافتراضي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو: "ثمة من يوجه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد الصين بشأن قيام قواتها المسلحة باختراق كمبيوترات البنتاجون. وقالت جيانغ يو: لطالما عارضت الصين ومنعت النشاطات الإجرامية التي تضر بشبكات الكمبيوتر، بما فيها عمليات الاختراق، وأضافت المسؤولة الصينية: "إن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع الدول الأخرى، بما فيها الولاياتالمتحدة في مكافحة جرائم الإنترنت". وكان التقرير الذي نشرته الفاينانشال تايمز قد ذكر أن البنتاجون مازال يحقق بشأن حجم المعلومات التي تمت سرقتها، لكنه نقلت عن المسؤولين المجهولين قولهم إن معظمها لم يكن سرياً. وهذه هي المرة الثالثة في غضون أسبوعين يتم اتهام الصين باختراق كمبيوترات حكومات أجنبية، إذ عشية زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لبكين الأسبوع الماضي، قالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية إن كمبيوترات مكتب المستشارة وثلاث وزارات أصيبت ب"دودة" من نوع "حصان طروادة" أو "تروجان". ولم يحدد المقال الجهة المسؤولة أو مصدر الدودة، لكنها أشارت إلى أن الاستخبارات المحلية الألمانية تعتقد أن مجموعة مرتبطة بالجيش الصيني ربما تكون وراء الاختراق المزعوم، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد حذرت في مطلع العام الحالي من أن الجيش الصيني يشدد على اختراق أنظمة الكمبيوتر بوصفه سلاحاً دفاعياً.