الرياض: نهى الفقيه والداعية الإسلامي الشيخ محمد صالح المنجد عن التشديد في العبادة، إذ لابد أن يكون الإقبال على العبادة بنشاط، فإذا تعب الإنسان وحمل نفسه فوق ما تطيق كلت وتركت العبادة، لذلك إذا أحس الإنسان بشيء من الثقل لا يكاد يطيقه فعليه أن يستريح ثم يعود ليواصل العمل، فالمهم ألا ينقطع عن العبادة مصداقا لقوله تعالى: (فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب). وقال المنجد في حديثه عن تيسير الإسلام في التعبد عبر فضائية الرحمة: لما ذكرت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم حال امرأة تقوم الليل ولا تنام كره ذلك، فقد أخبرته أم المؤمنين أن الحولاء بنت تويت أنها لا تنام الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا من العمل ما تطيقون فو الله لا يسئم الله حتى تسئموا" وهذا فيه إنكار وكراهة فيمن شدد على نفسه بما لا تطيق. ولفت الشيخ المنجد، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، إلى أن بعض الناس قد يفسر الساعة التي يقومها في جوف الليل مما لا يطيق، وقال إن هذا ليس بصحيح، فهذه امرأة لا تنام الليل لا تتساوى مع أخرى تقوم الليل، وقال: ليس المقصود بهذا أن الكسلان يجد فرصة للراحة ولكن الذي يشتد على نفسه يجب أن يرتاح حتى لا يفتر من العبادة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث نساءه على المداومة على الأعمال الصالحة وإن كانت قليلة، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها حديث: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلت". وقال ابن الجوزي مفسرا: إن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض عنه، و ليس من لازم الباب في كل يوم وقت ما كمن لازم الباب يوما كاملا ثم انقطع، إذن فالصلة الدائمة بالله والعبادة المستمرة أفضل من اجتهاد الإنسان ليلة أو ليلتين ثم ينقطع . ويؤكد المنجد أن الشارع الحكيم سبحانه وتعالى لا يقصد بالتكليف المشقة، بل يريد ما فيه مصلحة المكلف في العاجلة والآجلة، وقد يقتضي ذلك تكليفه بما فيه مشقة كالجهاد، وحينئذ يزيد له الشارع في الأجر، ترغيبا له في أداء العمل . قال الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/185 ، وقال: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/78 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ) رواه البخاري (39) . وقد رغب الشارع في قصد المساجد للصلاة ، ورتب عليه الثواب ، وجعل كل خطوة يخطوها المصلي إلى المسجد له بها حسنة ، فمن كان بيته بعيدا ومشى إلى المسجد كتب له ممشاه ، وزيد في أجره لما يلحقه من المشقة ، لكن هذا لا يدل على أن المشقة تقصد ابتداء، لا من الشارع ولا من المكلف .