قصف متمردو الجيش الشعبي قطاع الشمال، للمرة الثانية، ولاية جنوب كردفان أمس، وأكد ارنو لودي المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية - قطاع الشمال عمليات القصف الجديدة التي استهدفت مدينة كادوقلي، مشيراً إلى أن حركته تقوم بعمليات دفاعية رداً على قصف الجيش السوداني مواقع الحركة حول كادوقلي بطائرات أنتونوف منذ الأمس . ووجه شركاء الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي انتقادات لعمليات القصف، وقالوا إنها تعيق فرص نجاح المبادرة الثلاثية لإغاثة المواطنين المتأثرين بالحرب في ولاية جنوب كردفان . وأعلن الشركاء في بيان، أن خيار البدء بتطبيق المبادرة في المواقع التي تعهدت الحكومة بتأمينها يطرح نفسه بقوة، في حال تأخرت الحركة الشعبية قطاع الشمال عن تقديم اقتراحاتها ورؤيتها عن تنفيذ المبادرة، وأضاف إن الوسطاء يحاولون منذ 10 أيام الحصول على رأي الحركة الشعبية عبر قنوات عديدة، لكنهم لم يتوصلوا إلى شيء حتى الآن. ودعا البيان الطرفين إلى وقف إطلاق النار وإتاحة الدخول إلى المناطق المحاصرة وتقديم المساعدة للمواطنين . في السياق حذَّر برلمانيون من فتح الحدود مع دولة الجنوب وأبدوا تخوفهم مما سموه إنهاكاً اقتصادياً يمكن أن يتسبب فيه، كما طالبوا الرئيس السوداني بالتدخل عبر رؤية سياسية لوقف الاعتداءات في جنوب كردفان . في الاثناء دعت توصيات ملتقى كادقلي التشاوري للسلام، لانتهاج أسلوب الحوار كوسيلة لحل قضايا الولاية، وأكدت على سيادة الدولة ودعت حملة السلاح للانضمام إلى السلام وتنفيذ المشورة الشعبية كحق ديمقراطي لأبناء الولاية والتمثيل العادل في الأجهزة الاتحادية. وأعلن ممثل الرئيس السوداني، آدم حامد موسى، في ختام أعمال الملتقى امس، دعم الرئيس عمر البشير والحكومة الاتحادية لمخرجات وإنزال التوصيات لأرض الواقع. وقال إن السلام يشكل رغبة مليوني ونصف المليون مواطن هم جملة سكان جنوب كردفان. مؤكداً فتح الحكومة لأبواب الحوار للتوصل إلى سلام مستدام. وأكدت التوصيات دعمها للوفد الحكومي التفاوضي حول ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والتأكيد على السلام كخيار استراتيجي وإدانته للاعتداء السافر من قبل فلول الحركة الشعبية الذي راح ضحيته أبرياء من الأطفال والنساء. وركزت التوصيات على أهمية الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني والاجتماعي وحل القضايا والنزاعات عبر الأعراف المحلية وتفعيل دور الإدارة الأهلية. وناشدت الحكومة وحاملي السلاح بالوقف الفوري لإطلاق النار لتهيئة مناخ التفاوض، والتأكيد على فك الارتباط مع دولة الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال ومعالجة أوضاع المسلحين عبر برنامج الدمج والتسريح . ودعت التوصيات لإطلاق سراح أبناء الولاية المعتقلين في سجون دولة جنوب السودان في مقدمتهم تلفون كوكو وفتح المسارات . من جانبه، توقّع حزب المؤتمر الشعبي المعارض انهيار اتفاق الحريات الأربع الموقع بين دولتي السودان والجنوب، وفشله في الوصول إلى أهدافه، كما توقع انتصار التيار الذي يعارض الاتفاقات التي قال إن الخرطوم وافقت عليها لتتجنب ضغوط المجتمع الدولي، وحمّل حزب المؤتمرالشعبي الحكومة السودانية مسئولية التطورات الأمنية في كادوقلي، والتي قال إنها تفجرت بسبب اللجوء للحلول الجزئية وإهمال القضايا الرئيسة مثل قضية أبيي، والحدود، ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ودعا إلى بدء محادثات مباشرة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، والذي قال إنه يستند إلى عدد من القبائل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب دعم المجتمع الدولي. وفي دارفور، أعلنت السلطات السودانية إلقاء القبض على أشخاص عدة يُشتبه بضلوعهم في هجوم قُتل فيه أربعة من أفراد قوة حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة الأسبوع الماضي . وعلى صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية السودانية امس، سفير النرويج المرشح لدى السودان وأخطرته بطلب السودان بسحب أحد الدبلوماسيين بالسفارة النرويجية بالخرطوم من البلاد ، وذلك رداً على قيام حكومة النرويج امس الاول، بطلب سحب دبلوماسي سوداني من أوسلو تتهمه بالتجسس على اللاجئين السودانيين ،واعربت الخارجية للسفير النرويجي عن أملها في الا تؤثر هذه الخطوة على علاقات البلدين.