الراحل وابن المخلوع أزاحت التصريحات الخطيرة الأخيرة للبناني "جهاد الخازن" النقاب عن تساؤلات خطيرة بشأن اعتراف اللواء عمر سليمان له قبل مصرعه بصورة غامضة مؤخرا، بأن ابن الرئيس المخلوع "جمال" كان هو المسئول عن محاولة الاغتيال التى تعرض لها إبان اشتعال الثورة. ومبعث الخطورة هنا مرجعه إلى أن تلك الاعترافات تمثل اتهاما مباشرا – لكن ليس رسميا بالطبع – لأكثر من مؤسسة عليا فى الدولة، منها مؤسسة الرئاسة السابقة بالكامل، ومنها المخابرات العامة، ومنها المؤسسة العسكرية المستمرة فى صدارة المشهد السياسي منذ لحظة التنحي، الذي فُرض فرضاَ على "مبارك" وقتئذ، ولولا ارتفاع الأحذية واستمرار اعتصام الملايين فى كل ميادين مصر، ما تنحي المخلوع راغما. ولقد كان تمسك المخلوع بالسلطة، لا يفوقه ضراوة وإصرارا سوي تمسك "ابن المخلوع" بالسلطة ذاتها، على أساس آماله فى أن يمضي مخطط التوريث من الأب إلى الابن، بمساعدة لا تنسي من "الأم"، أحد أكبر أضلاع مثلث القوي التى حكمت مصر قبل سقوط النظام الفاسد البائد. من هنا يمكن فهم وتبرير إقدام "جمال مبارك" على جريمة اغتيال خطيرة ضد الرجل الذي وقف حجر عثرة ضد مخططه المسموم، لتوريث البلد والشعب كالقطيع، وذلك بالتسليم بصحة تصريحات الخازن بشأن اعترافات "سليمان"...... حيث ومن المعروف أن لا اللواء عمر سليمان ولا المؤسسة العسكرية كلها كانت تقبل بأن يكون رئيس مصر المقبل، ليس فقط لكونه مزدوج الجنسية مشكوكا فى ولائه، ولم يمر كغيره من شباب مصر بمرحلة التجنيد فى الجيش، والأخطر ما كان يحوم حوله من شائعات حول سبب "عدم زواجه"، الذي لم يتم إلا من قبيل وضع الرتوش الأخيرة على وجه الوريث غير الشرعي للبلاد. ولكن ما لايمكن فهمه أو تبريره، هو ذلك الصمت المريب من جانب المخابرات العامة – إحدي أهم وأنزه أفرع المؤسسة العسكرية - التى كان رأسها الراحل "عمر سليمان"..... تجاه جريمة متكاملة الأركان – بفرض صحة وقوعها – ومست أحد كبار قادتها، وجدير هنا بالذكر أن أكثر من بلاغ تم تقديمه إلى النائب العام، إحداها يحمل رقم 1159 ، وأخر رقمه 6594، لكنهما كغيرهما من البلاغات المماثلة لا تزال مدفونة فى أدراج النائب العام. ما لايمكن فهمه أو تبريره، هو ذلك الصمت المعتاد من جانب "النائب العام"، الشهير بالنائب العام، الذي لا يستيقظ إلا عندما ينطلق نفير العسكر فى أذنيه بتكليف جديد، لإغلاق ملف قضية ما أو فتح أخري..... "الدليل على ذلك أن ملفات الفساد الخاصة بالرئيس المخلوع وأبنائه لم يتم فتحها إلا بشهور طويلة بعد قيام الثورة وبعد ضغط شعبي رهيب ومئات الشهداء وعشرات الاعتصامات، وبأمر تأخر كثيرا من العسكري"... وهذا على سبيل المثال لا الحصر. أما من جهة الحقائق التى يمكن استخلاص شواهدها من واقعة محاولة الاغتيال، فمن أهمها: أولا: أن اختيار "جمال مبارك" لرأس "عمر سليمان" لكي يكون موضع انتقامه من المؤسسة العسكرية التى ينتمي إليها "سليمان" وكانت رافضة لفكرة التوريث، وليس المشير "محمد حسين طنطاوي" مثلا، يعني أن هذا الرجل – أي "عمر سليمان" – كان حتى بعد انتهاء مدته كرئيس للمخابرات المصرية، ظل أقوي رجل فى المؤسسة كلها حتى لحظة وفاته – أو اغتياله. ثانيا: من السابق يمكن استنباط أن اللواء "عمر سليمان" كان هو المايسترو الذي أدار سياسات المجلس العسكري خلال ثورة 25 يناير والمرحلة التى تلتها، وشهدت عمليات قمع وحشي واحتواء منهجي للثورة وللثوار، رجالا ونساء... شبابا وفتيات وحتي الصبية، لدرجة أن بات الناس يتندرون: أيّ ثورة أو حتى انتفاضة تلك، التى يتم فيها القبض على أبطالها واتخاذهم أسري ورهائن فى السجون الحربية، كمعتقلي جوانتانامو....... بينما الجواسيس وقتلة الشعب وكبار المفسدين، إما خارج السجون أو الحفنة القليلة منهم ممن تم القبض عليهم يعيشون حياة زعماء المافيا في سجون الخمس نجوم ومنتجع النجوم السبع بالمعادي. ثالثا: أن ابن المخلوع "جمال"، يمتلك، ليس فقط أصابع خفية داخل المؤسسة العسكرية، هي التى أمدته بمواعيد تحرك ونوع السيارة التى كان سيستقلها "عمر سليمان"، ولكن أيضا ميليشيا خاصة من القتلة المدربين على أعلي مستوي، لديهم القدرة على الدخول فى مواجهة بالرصاص مع موكب يقوده خبراء المخابرات المصرية، حيث وبحسب مصادر، أنه لولا تدخل غير متوقع من سيارة عسكرية تضم ضباطا من الحرس الجمهوري فى الموقعة، لكانت الخسائر أكبر بكثير من مجرد سائق وحارس شخصي لعمر سليمان. إنها ذات الميليشيا المفترض وجودها، والمسئولة ضمن أجهزة أخري داخل الدولة العميقة، عن الثورة المضادة وأهم مظاهرها انهيار الأمن وسياسة إشعال الحرائق فى طول البلاد وعرضها، باختصار: الفوضي التي وعدنا بها المخلوع، ونفذها ابنه. ويبقي السؤال: ماذا سيفعل "جمال مبارك" في مصر إذا خرج من السجن بتصالح مشبوه مع النائب العام وبرعاية العسكر وربما بتواطؤ معتاد فى اللحظات الفارقة من جانب الإخوان؟؟؟
قمع الثوار على طريقة الراحل عمر سليمان
... وفيديو عن واقعة محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان