تقود كل من مصر وتونس وليبيا مبادرة إقليمية عربية إسلامية تهدف إلى لم الشمل وحل الخلافات بين حزبي "المؤتمر الوطني" الحاكم و"المؤتمر الشعبي" المعارض في السودان، بعد أن شهدت المراحل السابقة تقاربا فكريا وسياسيا بين الحزبين . وقال عضو المكتب السياسي بالحزب الحاكم الدكتور نزار خالد محجوب في تصريح له مساء امس "إن الخطوة التي تقودها كل من مصر وتونس وليبيا لحل الخلافات الإسلامية والسياسية والفكرية ولم الشمل بين "الوطني والشعبي" جاءت نتيجة لمبادرات وحراك داخلي بين الحزبين أبرزها المبادرات التي قدمها شباب الحزبين في وقت سابق بهذا الشأن . وأوضح محجوب أن الحكومة المصرية الجديدة ذات توجه إسلامي واسع ورأت أهمية إيجاد، حل جذري للخلاف بين الحزبين، وقال: "هذه الدول وجدت أن حل الأزمة الداخلية لا تتم إلا بحل خلافات الحزبين الكبيرين بجانب تجديد الفكر السياسي الإسلامي عبرهما" . وأشار إلى أن سيطرة الحركات الإسلامية في تونس وليبيا أسهم في تحريك أشواق الإسلاميين بالسودان والعودة مجددا للوحدة . من جانبه دعا الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي المعارض إلى مائدة مستديرة تضع خريطة طريق لنظام جديد دون إقصاءات أو مواجهات أو سفك دماء . وقال المهدي، إن المائدة المستديرة، تسبق التحكيم الدولي والأجندات الدولية لمنع سفك الدماء والتدويل . وأشار إلى أن الأسرة الدولية أعطت السودانيين مهلة حتى الثاني من أغسطس القادم، للوصول إلى اتفاق، ليس لوقف الحرب بين الشمال والجنوب، وإنما يمتد الاتفاق ليشمل الحكومة وإدارة الحكم في ما يتعلق بجنوب كردفان والنيل الأزرق وآبيي والحدود . وأضاف المهدي :إذا عجزنا أن نأتي بفكرة تحقيق الحكومة الراشدة والسلام العادل والشامل فإن مجلس الأمن سيتخذ قراراً بموجب الفصل السابع ويتصرف كمحكم علينا . وأوضح المهدي أن الدعوة إلى الإصلاح الاقتصادي لابد أن ترتبط بتوفر الأمن في البلاد وإيقاف الحرب وإيجاد معالجة سياسية مرضية من قاعدة عريضة في السودان وإيجاد تعامل ودي ما بين السودان والأسرة الدولية .