جمعة فى "إسرائيل" على درب سلفه الذي مات خائنا لعهد العرب والمسلمين، الشيخ "سيد طنطاوى"، الذى كان عمود خيمة التطبيع الديني مع العدو الصهيوني، بإباحته حج بيت المقدس (بتأشيرة صهيونية) وبحضوره مؤتمرات التطبيع العلني ومصافحة مجرم الحرب وقاتل الأسري المصريين "شيمون بيريس"، ورفضه الاعتراف بأن العمليات الفدائية التى يقوم بها شباب وفتيات المقاومة الفلسطينية "استشهادية" بدعوى أنها استهدفت مدنيين، مع العلم أن جميع مواطني "إسرائيل" – رجالا كانو أو نساء - هم جنود دائمين فى جيش الدفاع. على الدرب ذاته سار خليفته، الشيخ "على جمعة" الذي سافر بليل إلى بيت المقدس المحتل، ولو كان لا يخشي فى الله لومة لائم، ومتأكد من أن رحلة كتلك لا تخل بمهام وظيفته – باعتباره رجل دين بالمقام الأول ثم رجل دولة – لأعلن عن زيارته أمام العالم، ولاصطحب معه وفدا رسميا وإعلاميا، لكي تُلتقط الصور التذكارية لجواز سفره المختوم بخاتم العار فى إدارة الجوازات الصهيونية، وربما صورا أخري له وهو يصافح أيديهم القذرة، كما فعل سلفه "طنطاوي"، تلبية للشهوات التطبيعية لعملاء النظام البائد، وهي ذات السياسة المنبطحة التى انتهجها "جمعة" تلبية لقادته من العسكر، وجميعهم من خدام الأجندة الصهيو – أميريكية، ضمانا لاستمراره فى موقعه الذي كان لابد وأن يزاح عنه فى أعقاب اشتعال ثورة 25 يناير، باعتباره واحدا من أبرز علماء السلطان، ممن حملوا المباخر لعدو شعبه المخلوع "حسني مبارك"، حتى وهو يزور إرادة الأمة فى الانتخابات، وإذ يكفي "جمعة" عارا، أنه تم تعيينه فى وظيفته تلك، بجرة قلم من ذات العميل الصهيوني. لا يمكن لجمعة أن يدافع عن نفسه بأن زيارته تلك ذات طابع شخصي، ولا يمكن أيضا أن يزعم أنها جاءت بدافع الشوق العميق لبيت المقدس، كما ردد خونة مثله من الأقباط الذين سافرو لدولة العدو بأرجلهم فى حجهم غير المقدس، ببساطة لأنه بذلك قد خالف فتاوي رسمية صدرت مرارا من جانب الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وأنه كان الأحري به – حتى لا يعتبر موقفه رسميا باسم المؤسسة الدينية – أن يتخلي طواعية عن منصبه، ثم يسافر كما يشاء إلى دولة العدو أو حتى إلى جهنم، وقتها لن يساءله أحد ماذا فعلت. أليس غريبا أن يكون الراحل "البابا شنودة" هو الأحرص على عروتنا وإسلامنا من مشايخ الإسلام أمثال "طنطاوي" و"جمعة" وغيرهما من خونة العروبة والدين؟ وألم يإن للثورة التى اعتبرتها "إسرائيل" عدوا لها منذ لحظتها الأولي، بعد أن أطاحت بكنزها الاستراتيجي "مبارك"، أن تصل إلى المؤسسة الدينية، لتجتث أذرع وأذيال "المخلوع" المنتشرين بها، بعد أن أيدوا الفساد ورموزه فى الأرض، فى عز طغيانهم وتجبرهم على أبناء هذا الوطن؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر من الأيام والأحداث القادمة أن يجد فيها الإجابة.