"منتصر الزيات أثناء الحوار "منتصر الزيات" ... اسم ارتبط بالجماعات الإسلامية على تنوعها، اكتسب احترام أعدائه قبل المنتمين لذات التيار الديني الذي دافع عن رموزه، خاصة هؤلاء الذين تم اعتقالهم فى العهد البائد بالآلاف، ظلما وعدوانا، و(مشاركة) من أجهزة أمن الدولة والداخلية لنظيرتها (ال"C I A) أو جهاز المخابرات المركزية الأميريكية، فى الحرب ضد الإسلام.. وهو ما عرضه – هو شخصيا – لخوض تجربة الاعتقال والتعذيب المرير، على الرغم من كونه مجرد محام لمتهمين فى القضايا التى اشتهرت بقضايا "الإرهاب". وبعد الثورة، اتسع المجال أكثر وأكثر وأصبحت الساحة متاحة لمنتصر وغيره من رموز التيار الديني لكى يؤثروا ويتأثروا، سلبا أو إيجابا، بما في ذلك من قدرة أكبر على ممارسة العمل السياسي بحري، وما تبع ذلك من كونه ورفاقه هدفا رئيسيا لاتهامات شركاء الساحة السياسية، بأنهم – أى رموز التيار الإسلامي – مجرد واجهة براقة لأجندة دينية تتخذ من السياسة ستارا لتنفيذ أهداف تتعلق بالهوية الدينية وليست الوطنية. وفى حواره مع "مصر الجديدة"، رد "منتصر الزيات" على هذه الاتهامات وكشف المزيد من الأسرار، كما سنرى: 1- هل كان فوز التيار الاسلامى بنسبة 70% اى الاغلبية فى مجلس الشعب شئ متوقع بالنسبة لكم ؟ ج/ اعتقد أننى من القلائل الذين توقعوا هذه النسبة تحديدا , فقد شاركت فى برنامج "مصر تقرر " الذى يقدمه الكاتب الصحفى محمود مسلم على قناة "الحياة" ليلة بدء الاقتراع فى الجولة الأولى وصرحت بذلك وبدا كلامى غريبا , وخالفنى الدكتور مؤسس حزب الجبهة الديمقراطية , لم يكن كلامى مبنيا على أحلام أو رغبات أو أمانى , وإنما كنت أنطلق من تحليل موضوعى بعيدا عن الانتماء والولاء أو الحب والكره , فمصر وقعت تحت استبداد مبارك ثلاثون عاما حرمت خلالها من حقها فى الاختيار الحر , بل حتى من قبله أيام السادات أيضا كان النظام هو الذى يقرر , الحزب الوطنى هو الذى كان يحكمنا بلا اختيار وإرادة حرة من الشعب , كان وريث مصر العربى الاشتراكى ووريث الاتحاد الاشتراكى والاتحاد القومى وهلم جرا , لذلك الشعب يريد التغيير وممارسة حقه الأصيل فى الاختيار , هذه واحدة .. أيضا لدى الشعب رغبة جارفة فى اختيار التيار الإسلامى بعد ىعقود من القهر والظلم والاسنتبداد وسجن عناصره ورموزه وقياداته , يجوز أن نقول أيضا الشعب عاوز يجرب!! فقد فُرض عليه فرضا من اليمين إلى الشمال إذا فلنجرب الاسلاميون , وأخيرا التيار الاسلامى يستطيع جدذب الجماهير بخطابه المستمد من الشريعة وهو أمر يستميل الجماهير التى تحب دينها وقدره الفصيل الأكبر وأعنى به الاخوان على التنظيم لخبرته الشديدة. 2- هناك تواطؤ بين المجلس العسكرى والاخوان حيث اوصل المجلس العسكرى الاخوان الى البرلمان وعليهم ان يردوا االتحية باحسن منها وان لا يقتربوا من الميزانية الخاصة بالجيش ولا من رجال المجلس ؟ هكذا يقول الشارع المصرى . فما رايكم ؟؟ ج/ لا أعتقد أن هذا صحيحا , الاخوان قوة كبيرة حقيقية على الأرض ووصلوهم البرلمان لم يكن نتيجة صفقة , لم يكن بمقدر أحد أن يزور هذه الانتخابات على مثل ما كان يفعل مبارك ونظامه , قلت وقال غيرى أن أى انتخابات حرة تجرى وفق قدر معقول من الشفافية سيكسبها الاخوان , لأنى لديهم القدرة على التنظيم والحشد ولأن الشعب يريدهم , يريد الإسلام المعتدل , وهم على ما أعتقد لا يرضون الدنية فى دينهم ولا يقبلوا بتلك المقايضة على حساب الشعب , ولن يستطيع أحد أن يمنع نواب الشعب من معرفة كل الحقائق والأرقام انتهى ذلك العهد تماما. 3- ايهما يجب ان يسبق الاخر الاعلان الدستورى ام انتخابات الرئاسة؟ ج/ لست أعتنى بذلك كله , الناس ينشغلون بالجدل , وحالة التربص موجودة , لكنى أسأل لو أن رئيسا منتخبا موجودا فعلا أليس يملك طرح تعديل البرلمان على الشعب؟ علينا حماية الدستور من طغيان الحكام مستقبلا , ليست المشكلة برأى فى النصوص بقدر ما تكمن فى توسع ثقافة احترام النص الموجود فعلا والعمل به وتطبيقه. 4- يخشى البعض من وجود نصوص فى قانون العقوبات تسمح لرئيس الجمهورية بالعفو عن الجرائم التى ارتكبت فى وقت الثورة . فما هى هذه النصوص ؟ وما هى الاجراءات التى يمكن ان تتخذ لمنع حدوث هذا ؟ ج/ "جرائم"؟! على العموم حق رئيس الجمهورية فى العفو ليس بدعة هو نص موجود بالفعل فى قانون العقوبات الحالى ولا يحتاج الأمر تشريعا جديدا , رئيس الجمهورية يملك الحق فى العفو العام الشامل , هذا يحتاج إلى تحقيقات ومحاكمة وحكم قبل أن يستخدم الرئيس صلاحياته الدستورية فى العفو , لذلك أظن أن ما يتردد هو اصدار البرلمان لقانون يتيح الخروج الآمن لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمنع من التحقيقات الأولية ويعطيهم حماية تمنع من المحاكمة.
5- الحرية والعدالة : لن ولم نرشح رئيسا للجمهورية من الحزب ولكن يجب ان يكون من الاسلاميين لانهم يمثلون الاغلبية .. هل ترى تناقض بين لم ولن وبين يجب ؟ ج/ لا ينبغى أن يكون هناك أى قيد يمنع مواطن مصرى من الترشح لرئاسة الجمهورية من غير لم أو لن.
6- وهل يعتبر هذا مصادرة على حرية الشعب فى الاختيار وتوجيهه نحو اختيار معين ؟؟ ج/ لو توافقت الجماعة الوطنية بكل فصائلها أو غالبيتها على مرشح يكون هذا أمرا مستحسنا يجنب البلاد ويلات التفرق والانقسام خصوصا فى الظروف التى نمر بها , هذا التوافق "شئ" والاتفاق بين قطبين أو حزبين "شئ أخر" يلزم أطرافه , من حقنا ألا نقبله ولا ينبغى أن يقبله الشعب. 7- حذر عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة من ان مصر قد تراجع اتفاقية السلام المبرمة مع اسرائيل سنة 1979 اذا خفضت امريكا المعونة . هل هناك صفة للحزب لمثل هذه التصريحات ؟ ج/ أعتقد أن "العريان" أمامك اسأليه؟ عموما سأجيبك أيضا رغم عدم الاختصاص .. يعنى الرجل رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان الذى يمثل الشعب فمن حقه طبعا أن يصدر هذا التصريح , وحينما يقول مصر يعنى الأمر سيطرح فى استفتاء عليه. 8- الخلاف الذى حدث بين السلفيين والاخوان امام لجان الانتخابات اثناء انتخابات مجلس الشعب ثم الخلاف على رئاسة اللجان داخل البرلمان . بماذا ينبئ او على ماذا يدل ان كلا يسعى لمصالحه ؟ ج/ ربنا يستر. 9- الحكم للاخوان هو جهاد وليس شرف ولا متعه كما قال : حسن البنا فما المقصود بالجهاد هنا ؟ ج/ لم أحز شرف الانتساب للإخوان حتى أٌجيب عنهم, الغريب أن كثيرين يحسبوننى على الإخوان , ولو كان هذا مقبولا من العامة الذين ربما لا يحسنون التمييز فى التفاصيل , لكن اللافت أن النخبة تقع أيضا فى هذا الخطأ أو التوهان , بالقطع يشرفنى أن أكون واحدا من رجالات الاخوان , أنا هنا لا أقصد النفى للتملص أو التعيير معاذ الله لكنها الحقيقة فقط فى وصف الأشياء أو المواقف , رحم الله الشهيد المجاهد حسن البنا. 10- نحن نريد الاسلام الصحيح وليس المتطرف . الا ترى فى تصريح بعض الاسلاميين بان من ماتوا فى مباراة الاهلى والمصرى فى بورسعيد ليسوا شهداء لان هذا لهو محرم من قبيل التطرف الذى يخيف الناس ؟ ج/ لكن ألا ترين أيضا أنه من الظلم تحميل مثل هذا الكلام "للإسلاميين" ؟! الذى قال هذه القالة شخصا واحدا نحترمه ونقدره لكننا نخالفه فيما قال , لم تحملون التيار الإسلامى هكذا فى عمومه شطحات الأفراد؟! ما أكثر ما يشطح زيد وعمرو من هذا التيار أو ذاك ارحمونا يرحمكم الله , بعدين هو فيه حد يملك خزائن ربنا جنته أو ناره؟ نشغل نفسنا ليه هذا شهيد وهذا فطيس. 10- "اعتقلنى جهاز امن الدولة 4 مرات وكان اقل وسائل التعذيب التعليق على باب الزنزانة ". هل تعتقد ان جهاز امن الدولة كان يحمى الدولة ام كان يحمى النظام الذى يحكم الدولة ؟ وما هو البديل له ؟ وهل كان قانون الطوارئ يقيد حرية السلطة القضائية المتمثلة فى النيابة لصالح جهاز الشرطة ؟ هل وجود وكيل نيابة فى قسم الشرطة كاف لضبط العلاقة بين الشرطة والشعب ؟؟؟ ج/ طبعا كان يحمى النظام والفرد الحاكم ولا يحمى الدولة , الدولة شئ كبير وجميل وعظيم , الدولة هى نحن جميعا حكومة ومعارضة , ليتنا نؤسس لثقافة جديدة توطن فى نفوس الأجيال الجديدة حب الوطن والولاء للدولة وليس للنظام , المشكلة لم تكن فقط فى اعلان حالة الطوارئ واستدعاء قانونها , المشكلة الحقيقية أنهم لم يطبقوا قانون الطوارئ , إنهم مثل كفار قريش الذين كانوا يصنعون الألهة من العجوة أو الحلوى فإذا جاعوا أكلوها , قانون الطوارئ كان يتيح للمعتقل أن يتظلم من اعتقاله بعد ثلاثين يوما فإذا قضت المحكمة قبول تظلمه يجب الافراج عنه فورا , هنا يحسن أن نتحدث عن "يجب" التى لم تحترم أبدا وتم استمرار حبس ألاف الشباب رغم وجوب الافراج عنهم سنوات طويلة.