أجلت بعثة حفظ السلام الدولية في دولة جنوب السودان «يونميس» كل قواتها إلى خارج مقاطعة "بيبور" الجنوبية ، بعد تدهور الأوضاع الأمنية ووصلوها إلى مرحلة مخيفة وسيطرة أبناء "لنوير" عليها ، بينما وصل نائب وزير الدفاع مجاك أكوت للمنطقة وغادرها بعد ساعات بطائرة عمودية أمس . وقال القيادي بالمورلي خالد بطرس إن أبناء النوير وضعوا 237 امرأة في معتقل خاص بمنطقة "لكونجيك" وبرفقتهن 530 طفلا، ونوه في تصريح صحفي نشر بالخرطوم بأن مليشيات النوير خرجت من لكونجيك واستقرت أمس بمنطقة "كونج كونج" شمال البيبور، وذكر أن بعثة اليونميس أجلت قواتها بالطائرات من المقاطعة بعد انهيار الأوضاع تماما ورفض جوبا التدخل . واتهم بطرس ملازما أول باستخبارات الجيش الشعبي يدعى دينج، بتنسيق أعمال الهجوم على المورلي والتعاون والتخابر مع والي جونقلي كوال ميانج ، وفتح المسارات لأبناء النوير بالمقاطعة . يذكر أن ولاية "جونقلي" بجنوب السودان تشهد صراعا بين قبيلتي النوير والمورلي، وقتل 150 من قبيلة المورلي خلال هذا الصراع في اليومين الماضيين ، أغلبهم من النساء والأطفال، في أعقاب فرارهم من قرى "بيبور" أمام هجمات مقاتلي النوير . وكانت ليز جراندي منسقة الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في جنوب السودان قالت في وقت سابق إن ما يصل إلى 50 ألف شخص فروا من المنطقة بسبب هذا الصراع وأعربت عن قلقها بشأن الظروف التي يعيشون فيها دون ماء ولا طعام ولا مأوى ، مضيفة "إنهم يختبئون في الأحراش" . وأفادت الانباء بأن نحو 20 ألف مدني تمكنوا من الفرار قبل وقوع الهجوم الذي سقط فيه عشرات القتلى من الجانبين ، فيما هناك عشرات الآلاف من المدنيين المشردين لا يجدون مطلقا أية مساعدة أو حماية .