دأبت بعض الأحزاب والقوى السياسية بعد الثورة على التأكيد بمناسبة وبدون مناسبة على التزامهما بمعاهدة السلام ، وآخرها كان حزب النور ، فى سياق جهود حثيثة لطمأنة واسترضاء أمريكا و"اسرائيل" وهى المعاهدة التى: • قيدت سلاح سيناء وأبقتها فى خطر دائم • ونقلت قيادة المنطقة من مصر الى (إسرائيل) • وأدخلت الأمريكان مصر. • وتنازلت للصهاينة عن فلسطين إلى هؤلاء أوجه الرسالة التالية والتي سأركز فيها فقط على بطلان البرلمان الذي صوت علي هذه المعاهدة و على بطلان الاستفتاء الذي تم عليها : *** قبل أن نستوعب الموقف ، كانت الطبخة قد استوت ، والمؤامرة قد اكتملت ، والإجراءات قد استوفيت ، وعلى رأسها موافقة مجلس الشعب على المعاهدة الخطيرة . و فى معظم برلمانات العالم تأخذ مثل هذه القضايا المصيرية جهودا شاقا ومناقشات حامية و حقيقية ، وتصويتا صادقا قد ينتهى بالقبول او الرفض . أما فى مصر وبسبب التزوير فلقد كان كل شىء مضمونا وسهلا ، فيمكن ان تباع مصر كلها فى غمضة عين بمباركة مجلس الشعب وموافقته . والى حضراتكم القصة الكاملة كما حدثت منذ 32 عاما: • 26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن • 4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق . • 5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقرير عنها . • فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، بما فيها تلك التى تنص على نزع سلاح ثلثى سيناء . • 8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق . • 9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة • 10/4/1979 أغلق باب المناقشة واخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته: موافقة 329 عضو واعتراض 15 وامتناع شخص واحد وتغيب 13 عن الحضور . • 11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية وعلى حل المجلس وعلى عشرة موضوعات مختلفة خبطة واحدة..!!!!!!!!!!!!! • 19/4/1979 تم استفتاء الشعب على المعاهدة بدون أن تنشر وثائقها ، وبدون أن يتعرف على خباياها . • 20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء جاءت 99.5 % موافقة على : 1) المعاهدة التى لم يقرأها الناخبون ولم يتعرفوا على بنودها . 2) وعلى حل مجلس الشعب الذي كان قد وافق هو الآخر على ذات المعاهدة !! ومنذ تلك اللحظة ، أصبحت مصر ملتزمة رسميا بالمعاهدة. * * * مر على هذه الأحداث أكثر من ثلاثين عاما ناضلت خلالها ، ولا تزال ، كل قوى مصر الوطنية ضد هذه المعاهدة ، وطالبت بالغاها او بتجميدها او بتعديلها لتحرير مصر من قيودها وأضرارها . وبذلت فى سبيل ذلك جهودا هائلة ، ودفعت أثمانا فادحة ولكن بلا طائل ، فظلت المعاهدة باقية و مُفَعَّلة على قدم وساق. وبالطبع لم يكن أحد قبل الثورة يجرؤ على الاقتراب من بطلان الانتخابات والبرلمانات والمعاهدات . ولكن بعد الثورة، يتوجب علينا الاعتراف ببطلان المعاهدة بسبب تزوير انتخابات 1976 وتزوير استفتاء 1979 وبطلان كل منهما ، ناهيك عن أسباب أخرى سنتناولها لاحقا . وبدلا من ان نتبارى للإعلان عن التزامنا بها ، أولى بنا أن نكشف بطلانها الدستورى للناس ، ثم نجلس بعد ذلك فى هدوء لنرى ماذا نحن فاعلون . وفى كل الأحوال يجب ان نكف عن ترديد كذبة مبارك الشهيرة بأن إلغاء المعاهدة يعنى الحرب .