معاريف أهتمت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى عددها الصادر اليوم بتواجد مئات المصريين يتجمعون قرب منطقة الاهرامات لحمياتها من تهديدات الاسلاميين باستهداف السياحة
تجمع حوالي 1000 مصري قرب منطقة الاهرامات في القاهرة اليوم لحمياتها من تهديدات الاسلاميين وللاعراب عن خشيتهم من استهداف السياحة. وكان احد قادة السلفيين الذي حقق حزبه انجازا لافتا في الانتخابات التشريعية قد دعا الى تغطية الاهرامات باعتبارها اصناما وثنية . وفي ميدان التحرير تظاهر عدد قليل من الاشخاص ضد المجلس العسكري الحاكم.
يديعوت أحرنوت تروي نعومي لافتسكي في كتابها "الأعلون" أنه حينما قبل القاضي اهارون براك استئناف مئير كهانا على سلطة البث ودافع عن حقه في التعبير عن آرائه العنصرية، آمن براك بأن إسرائيل تستطيع أن تسمح بهذا لنفسها لأن تأييد كهانا هامشي وحرية التعبير غالية ومقدسة. وجرى ماء كثير منذ ذلك الحين. أُخرجت حركة كهانا خارج القانون وعادت روح هذا الرجل على يد مغتال إلى خالق العالم. وتوفي أيضا شعور براك بأن الديمقراطية في إسرائيل قوية بقدر كاف لتستوعب داخلها ظواهر خطيرة وشاذة. لم تكن الديمقراطية في إسرائيل قط ضعيفة ومهددة كما هي اليوم. قبل نحو من أسبوع أُغلقت بصورة مفاجئة إذاعة "صوت السلام"، وهي إذاعة إسرائيلية فلسطينية تبث من رام الله بالعبرية والعربية وترمي إلى الدفع قدما بمسارات مصالحة تفضي إلى إنشاء دولتين للشعبين. بثت الإذاعة سبع سنين بلا تشويش وحظيت بتعاون وزارة الإعلام. وقبل ثلاثة أشهر أرسل عضو الكنيست داني دنون رسالة إلى المستشار القانوني للحكومة طالبا إغلاق الإذاعة لأنهم يبثون فيها مضامين تحريضية. وحينما سُئل عن أي المضامين يتم الحديث أجاب انه لم يسمع هو نفسه في الحقيقة لكنه سمع من شخص ما أنهم دعوا الفلسطينيين في "صوت السلام" إلى الخروج للتظاهر. وهكذا، ومن شخص سمع شخصا آخر أُرسلت رسالة من وزير الإعلام إلى مدير الإذاعة الإسرائيلي، موشيه راز، جاء فيها أن البث غير قانوني ولهذا يجب أن يتوقف. ليس سلوك وزارة الإعلام في هذا الشأن مغضبا فقط بل يدل على أنه حينما تكون الفكرة كلها معوجة تكون الطريق إليها معوجة. رفض الوزير لقاء ممثلي الإذاعة وبعد أن تلقى منهم رسالة مرتبة تبسط مواقفهم، استُدعي راز على نحو مفاجئ للتحقيق معه في الشرطة تحت إنذار. والأمر معلق الآن بالمحكمة العليا. إن عضو الكنيست داني دنون ومرافقيه في الكنيست يفاجئون طوال الوقت من جديد. إن اليمين السياسي يسيطر على الدولة بلا عوائق منذ ثلاثة عقود. وهذه هي الولاية الثانية لبنيامين نتنياهو نفسه ولا يبدو في الأفق السياسي في المستقبل تحول حقيقي. ويسيطر على الأكثرية الغالبة من وسائل الإعلام أرباب مال لا يرتاب في أحد منهم انه رجل "سلام الآن". إن رتبة القيادة في الجيش قلبت جلدها ولم يعد يشغلها أبناء الكيبوتسات والأعمال الزراعية، بل معتمرو قبعات دينية يعيش فريق منهم وراء الخط الأخضر. لماذا إذا تهدد إذاعة "صوت السلام" التي تبث لبضع عشرات الآلاف من الناس الذين يلتزمون التزاما كاملا وبما أوتوا من قوة نضالا غير عنيف، لماذا تهدد الهيمنة اليمينية المحافظة المسيطرة؟ ولماذا لا يوجد التسامح الذي أظهره اهارون براك مع كهانا عند متابعي كهانا، نحو الأقلية التي ما تزال تؤمن بالسلام؟. ليس الجواب عن ذلك عدديا بل جوهريا. فالليكود اليوم لم يعد حركة ديمقراطية. إن ما بدأ باعتباره أرض إسرائيل الكاملة لليهود فقط، يستأنف باعتباره ارض إسرائيل الكاملة لليهود من اليمين فقط. ومن يسيطر يجب أن يظل مسيطرا على الدوام. إن العنصرية تتبوأ قلب الطريق ومعها الخوف من أصوات الآخرين. إن إذاعة "صوت السلام" ليست صوتا يمكن إسكاته. فهي تنبع من مكان حي يتنفس. ويصدق فينا أيضا قول: "كلما عذبوه كثر واندفع قدما". ويشهد على ذلك معطيات الاستماع لإذاعة هذه المحطة في الانترنت التي لا تعدو أن تزداد.