الإعلامى عماد الدين أديب ورجل الأعمال المعروف ، ثارت حوله العديد من الشائعات التى تؤكد هروبه ، يعاود الظهور بعد غياب دام لأشهر عن شاشات الإعلام فى حوار مع الإعلامية لميس الحديدى فى الاستوديو التحليلي" مصر تنتخب " الذى يعرض على قناة cbc الفضائية يومياً الساعة الثامنة مساءً بمناسبة الانتخابات البرلمانية، وناقش أديب مقترحاته للخروج من الأزمة الحالية والتحديات التى تواجه القوى الأساسية فى الشارع المصرى ، وكان هذا نص الحوار :-
فى البداية .. سألته الحديدى عن سبب الصمت الطويل ؟ ولماذا اختار هذا التوقيت تحديداً للعودة ؟
فقال أديب : هناك 3 اسباب لذلك .. فالسبب الأول كان للحالة الغير صحية التى كنا ومازلنا نعيش فيها، فحجم المعلومات التى نعلمها منذ 25 يناير حتى الآن محدود، فأنا كنت أحتاج لفترة لأدرس الأمور فيها .
والسبب الثانى : حالة الصراع التى نعيشها فمازلنا عاجزين عن التوصل لإتفاق، ولذلك أتوقع ألا تكون الدماء التى رأيناها حتى الآن هى نهايه الدماء. ولكنى الآن فهمت بعض الأمور وشعرت أننا مقبلون على مرحلة أخطر مما كنا عليه ، فإما أن نكون دولة مدنية أو نتراجع للخلف 100 عام، ولهذا قررت العودة، واتمنى أن أكون مخطئ فى وجهه نظرى.
ماذا تتوقع أن يحدث فى المرحلة المقبله ؟
بعد أن درست جميع الأطراف ومواقفها وجدت المرحلة المقبله ستصل بنا إلى صدام عنيف، فشعار الشعب يريد اسقاط النظام يختلف من دولة إلى اخرى فإذا قيل فى السعوديه فالمقصود به هو الشعب يريد اسقاط الحكم الملكى واذا قيل فى ليبيا فتعنى الشعب يريد اسقاط النظام القبلى، وإذا قيل فى سوريا فتعنى أن الشعب يريد اسقاط الطائفه العلوية، فهتاف الشباب فى التحرير بالشعب يريد اسقاط النظام لم يكن يقصد بها اسقاط المؤسسة العسكرية بل قصد به اسقاط الرئيس والمؤسسات الفاسده التابعه له .
وأنا كنت غير مؤمن بالأعمال الثورية الكبيرة، ولكن بعد تزوير الإنتخابات اقتنعت بأن هذا النظام لا يمكن أن يستمر، وكان لابد لتغيير الوضع أن تقوم الثورة، وعندما أتحدث عن الثوار أقصد بهم من نزل يوم 25 إلى 28 يناير قبل أن تركب القوى السياسية على الثورة. أما المؤسسة العسكرية فهى تدرك بأنها وقفت بجانب المصلحة العليا للبلاد ووقفت بجانب الشباب على الرغم من امكانية حدوث سيناريو أخر وهو تقديم ظباط المجلس الأعلى للمحكامة العسكرية بتهمة الخيانه العظمى إذا صدرت أوامر للحرس الجمهورى بإلقاء القبض عليهم، وترى المؤسسة العسكرية أنها أكتسبت شرعيتها منذ ثورة يوليو 52 ومن بعدها حرب أكتوبر، ويرى العسكري أنه لاعب أساسى فى الثورة وبدونه الثورة كان سيحكم عليها بالفشل.
أما الإخوان فهم يروا أنهم أكثر من قدم تضحيات قبل قيام الثورة من دماء ومطاردات أمنية، وبدأو فى النزول من يوم 28 يناير، ويؤكدوا على أنهم من حمى الثورة ، ومن هنا حدث اختلاف بين الثلاث أطراف فكل طرف منهم يؤكد على أنه اللاعب الأساسى فيما يحدث .
وشعرت وزارة الدفاع أيام حكم مبارك بتكوين جيش أخر للداخلية ليحمى النظام، وازدياد انفوذ الداخلية على حساب نفوذ المؤسسة العسكرية، وكان الجيش يتابع ويتألم مما يحدث من تخبط اقتصادى ومعيشى فى احوال الدولة وهذا ما ظهر فى اعتراض وزير الدفاع على العديد من الأمور على رأسها اعتراضه على بيع اراضى الدولة، ولكن المشكله هى أن الجيش يسير على شكل تراتبى فأولويه القيادة للرتبه الأكبر.
لماذا لم يأمر مبارك بإعتقال المشير ؟
هذا الأمر كان على وشك الحدوث، ولكنها ترتيبات الأقدار، ومبارك حتى الآن لم يكن يتوقع بأن كل هذا من الممكن أن يحدث، فبقائه فى السلطة وسنة الكبير وطول فترة حكمه يجعله غير مصدق لما يحدث، وأحب أن أشير إلى أننا الآن أمام ثلث ثورة وثلث عمل عسكرى وثلث انتخابات مما يشعر الشباب بالإحباط لعدم اكتمال ثورتهم
ما هى التحديات التى تواجه الثورة من وجهه نظرك ؟ التحديات التى نواجهها يكون فيها ثلاث أطراف هم الشباب الثورى والمجلس العسكرى والإخوان فالتحديات التى تواجه الشباب عديدة وهى
1-عدم اكتمال الثورة ، سأتحدث بعقليه الثوار فهم يشعروا بضياع حقهم على الرغم من تضحياتهم بأرواحهم وفقدان لأعمالهم، وتتلخص مطالبهم فى قيام الدولة المدنية العصرية، ونحن لسنا أقل من أى دولة يحصل فيها الإنسان على حقوقه، فهؤلاء الشباب كانوا يريدون التغيير، ولكن الشباب شاعر بأن هناك تباطؤ، ثم تطور الآن ليشعر الشباب بأن هناك تواطؤ وخاصة من بعد استفتاء مارس، مما جعل ثوار التحرير فى جانب والقوى السياسية والإخوان والمجلس العسكرى فى جانب أخر. والثورات فى العالم لا تهدأ إلا بعد أن تنزع حكم فاسد وتحل محله حكم قيادات ثورية ، ولذلك فالشباب يشعربأن الثورة لم تكتمل .
2- محاسبة المسئولين عن قتل الشهداء، فالشباب يريدون أن يأتوا بعداله ناجزه واتهامات محدده عمن خطط ومول وبارك وشارك ونفذ قتل الثوار وقنصهم بداية من أحداث الثورة نهاية بشارع محمد محمود، وأنا شخصياً لا اعلم بحقيقة وجود تباطؤ من عدمه فى محاكمة قتله المتظاهرين، ولكنى كمواطن مصرى غاضب جدا لقتل شخص دن أن يحاسب قاتله .
3- موقف الشباب من حكومة الجنزورى، هذا ملف أزمة ولابد من إدارته الإدارة الواعيه 4- تحدى المجلس الإستشارى ، إذا دعى لإنشاء هذا المجلس الإستشارى عقب تنحى مبارك لكان الأمور ستسير إلى الأفضل، وقد يتهم هذا المجلس فى الوضع الحالى بعد أن يشكل بخيانه الثورة والشهداء، أما إذا رأى الشباب بأن هذا المجلس يعبر عنهم فسيكون ساحة للحوار بدلاً من لغه الإعتصام .
5- موقف الشباب من البرلمان الجديد، بشكل النتائج فى المرحلة الاولى ، فسنفترض أن الشباب سيكون مجموع تمثيلهم 5% فهل هذه النسبه سترضيهم ؟! وهل هذه النسبة كافيه لهم مقابل الأرواح التى قدموها لمصر ؟! أم أنهم سيجدوا أن التضحيات المقدمة أكبر بكثير من هذه النسبة ؟! فهذا ايضاً تحدى كبير.
6- تحدى الدستور ، إذا كان البرلمان سيأتى غير ممثل للشباب والبرلمان هو من سيختار هيئة تأسيسية غير مشارك بها الشباب أو أختير منهم 10 أفراد أو أن انسحبوا أثناء مناقشتهم للدستور وكتابه الصياغه ، فهذا يعنى أن تمثيل الشباب فى البرلمان والمجلس الإستشارى واللجنة التأسيسة لصياغه الدستور غير موجود وهذا تحدى أخر .
7- رؤية الشباب فى المجلس العسكرى ، الهتاف الذى يتردد " يسقط حكم العسكر " يهز مكانه المؤسسة العسكرية وإذا تعرضت هذه المؤسسة للإهتزاز سيؤثر عليها
اما التحديات التى تواجه جماعه الإخوان المسلمين فهى القراءة السياسية العاقله فى حال فوزهم بالأغلبية البرلمانية فى هذا الشأن قد سألت عصام العريان عن عدة أمور ليجاوبنى عليها وأكدت له على أننى سوف انقلها كاملة كالأتى إذا اسفرت الإنتخابات عن فوزكم فهل ستشكلون حكومة جديدة بديله لحكومة الجنزورى ؟فقال .. نحن نؤمن بأنه يجب أن يكون هناك مثلث توافق بين البرلمان والحكومة والمجلس العسكرى حتى نجتاز هذه الأزمة . فقلت له عند حصدكم للأغلبية فى مجلس الشعب القادم فهل ستكون هذه الحكومة ذات أغلبية سلفيه أخوانية، فأكد على أن الإخوان دائما يفكرون فى أن يكون الجميع مشاركاً فى الحكومة، ما هو موقفكم من الأقباط وحقوقهم الخاصة ودور عبادتهم، فأكد أن علاقتنا بالأقباط يحكمها تاريخ طويل ولم يحدث اى خلاف لنا مع الأقباط فحسن البنا كان له مستشارين من الأقباط، فيما يخص الحياة الإجتماعية .. هل تفكروا فى تغيير طريقة حياة المصريين، فأكد لى على أننا لن نغير شكل الحياة للمصريين فالحياة الشخصية مصونه ولا يمكن المساس بها بنص الدستور ، فسألته .. هل سنتحول إلى أفغانستان أخر. فقال .. لا
وفى سؤالى الأخير له ، سألته هل ستشهد مصر تغير فى علاقاتها الخارجية ؟ قال لى أننا هنا سنحدث التغيير ، وأستطرد على أن مصر علاقاتها بالدول الخارجية كانت يحكمها علاقه التبعيه ، فنحن – والكلام على لسان أديب نقلاً عن العريان – سنعيدها إلى الريادة ، وأشار إلى أننا لسنا من دعاة الحرب .
اما علاقة الإخوان مع الثوار، قال اديب هذا هو التحدى الثانى الذى سيقابل الإخوان لأن كان لهم مواقف مغايره مع الثوار منذ بداية الثورة وحتى الآن، وأكثر موقف شهد هذا الخلاف أحداث التحرير الأخيرة، فرأى الشباب فى التحرير أن هذا الأمر يعد فضاً للشراكة بين الإخوان والشباب بالميدان .
اما العلاقة مع الرأى العام، فقال اديب التحدى الثالث الذى يواجه الإخوان هو الخوف والقلق لدى قطاع من الشعب إذا وصل الإخوان إلى البرلمان وحكموا مصر، والمطلوب منهم الآن أن يظهروا للرأى العام ليبددوا هذه الشكوك ويطمئنوا الناس.
اما دورهم فى الإنتقال المشرف للمجلس العسكرى فقال اديب ، يرى المجلس العسكرى انه لاعب اساسى فى اللعبه ولكنه سيأتى يوم ويسلم فيه السلطة لسلطة منتخبه من الشعب، لهذا يبحث العسكرى عن بعض المكاسب أو الصلاحيات، ولنفس السبب رفض الإخوان أن يتحدثوا مع المجلس العسكرى أو يسلموا اليه صلاحيات قبل دخول البرلمان حتى يتحدثوا من مركز قوة، ولقد تم عرض وثيقة السلمى فى الوقت الخطأ فكان يجب عرضها بعد الإستفتاء مباشرة. وأمريكا تتعامل مع أى أحد حتى مع الإخوان ، وليس لديهم أى مشاكل فى ذلك ، لأنه فى حال تفكيره ضرب ايران فيجب أن يتعاون مع أغلبية سنية متشددة .
وعند تأكيد من لميس الحديدى على أن الإخوان لن يوافقوا على ضرب ايران .. رد بكلمه واحدة : فى السياسة .. وصمت
أما عن تحديات المجلس العسكرى فهى :- 1- التحدى الاول هو اعادة الثقه بين المجلس العسكرى والثوار وهذا يتم من خلال الإفراج عن علاء عبد الفتاح ومايكل نبيل وجميع الشباب الوطنى وينظر لهم المشير طنطاوى على انهم ابنائه ، فمن هنا ستعود للشباب الثقة فى العسكرى.
2- الإنتقال للمؤسسة العسكرية كنت صاحب فكرة الخروج الأمن للرئيس مبارك، وكانت فكرة مجنونه فى وقتها، وقوبلت بهجوم شديد، وأعتقد البعض بأننى متواطئ معه، ولكن ثبت عدم صحة هذه الإعتقادات لأن مبارك نفسه رفض هذا الخروج . 3- المجلس العسكرى والأزمات المجلس العسكرى ليس مجلساً سياسياً بل مجلس عسكرى، والشيوخ هم أسوء ما حدث فى مصر، فمنهم من عرض نفسه على المجلس العسكرى بحثاً عن المناصب وخاصة بعد اتضاح رؤية الإستفتاء وميل الكفه للمجلس العسكرى.
4- دور المؤسسة العسكرية فى المستقبل السياسى يريد الشباب من المجلس العسكرى أن يرحل عن السلطة حالاً بالإضافه إلى تقديم من أخطأ من ظباط المجلس فى الفترة السابقة وتوجيه التهم له، وهذا تحدى ايضاً كبير واعود بالحديث إلى النخبه السياسية ، فهذه النخبه التقليدية قد دمرت مصر، وقد حان الوقت لرحيلها، وانا ومن فى سنى لا يصلح، وإذا كان د. البرادعى ماهاتير محمد أو أردوغان كنت وقفت تحت باب منزله لأصنع له القهوة والشاى، فالبرادعى يتمتع بالدبلوماسية، ونظافه اليد والعديد من السمات، ولكنه ليس لديه حلم مصرى ينفذ، ورئيس مصر لم يظهر بعد.
واتمنى أن يكون هناك مشروع " حلم " مصرى ولا تكون اهتمامات الرئيس توفير انبوبه بوتجاز والسعى خلف زجاجة زيت، ولاننى اناصر الفقراء ومؤمن بالعدالة الإجتماعيه فأنا مع الإقتصاد الحر، وغير ذلك سيدمر الإقتصاد المصرى، واحذر أن مصر على حافة الإفلاس إذا استمر الوضع على هذا الحال فكل يوم الإحتياطى النقدى فى تناقص والأوضاع الإقتصادية صعبه. ومصر التى نحلم بها هى الدولة المدنية القائمة على العدل والمساواة والقانون، واتمنى من المتظاهرين بالتحرير أن يغيروا شعارهم من "الشعب يريد اسقاط النظام" إلى "الشعب يريد بناء النظام ".
كيفيه الخروج من المأزق من وجهه نظرك ؟
لأبد أن نغير نمط التفكير .. فنحن قمنا بالصعب وهو اسقاط النظام، ويجب ألا يعتقد أحد بأنه أذكى من الأخر، والشئ الأخير وهو محاولة تطبيق تجارب دول العالم، وأشعر بالضيق عندما أسمع كلمة خصوصية التجرية المصرية، فلا أعلم أين هى المشكله إذا طبقنا حلول لدول أخرى لنعبر الأزمة، فاليابان طبقت تجارب الدول الأجنبية بالنص حتى وصلت لما هى فيه الآن .
يتهمك البعض بأنك مقرب إلى مبارك بدليل حوارك معه ؟
إذا اتيحت لى فرصة لقاء أخر مع مبارك لفعلتها، ومجدى الجلاد صرح ايضاً بذلك، والإعلامى والمسعف هما الوحيدان المصرح لهم بالتواجد فى اماكن التوترات.
هل كنت تتوقع هذه النتيجة لمبارك ؟
كنت اتوقعها ولكننى لم أكن أحب أن تكون هذه نهايته
وعن برنامجة الجديد وفيما يقدم به سألته الحديدى ؟
فقال .. برنامجى الجديد سيعرض على cbc مرتين فى الأسبوع تحت أسم " ب ، ج " والذى لا يعتمد على المشاجرات ويهدف إلى تقديم المعلومة .
وفى النهاية ... أحب أن اقول أن المنجاة الوحيدة للخروج من الأزمة الحالية هى التفاوض ، فالجميع لا يريد دماء جديدة ، ولا نريد اهانه المؤسسة العسكرية ، ونريد احترام حياة الاقباط ، فمصر على حافة انهيار إذا لم يحدث اتفاق وتفاوض ، واتمنى أن أكون مخطئ فى معتقداتى .