أعلنت تمارة ويتس، وكيلة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية،عن شكها فى قدرة إيران في توسيع نفوذها في دول ما يسمى ب"الربيع العربي،" قائلة إن توجهاتها الحقيقية تتناقض مع طموحات شعوب تلك البلدان، كما نفت قيام واشنطن بتمويل أحزاب في المنطقة، وقالت إن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، كما أن التغيير سيحصل، رغم محاولات نظام دمشق وقالت ويتس، في لقاء عبر الانترنت الثلاثاء مع عدد من الصحفيين حول القضايا التي تشغل المنطقة في ظل الثورات المتلاحقة والتغييرات السياسية، إن تقديم التمويل المباشر للأحزاب مخالف للقانون الأمريكي، نافية أن تكون واشنطن قد قامت بخطوات مماثلة في الشرق الأوسط، كما تتهمها بعض الجهات وأوضحت ويتس بالمقابل أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة هو تأمين التدريب على الديمقراطية والعمليات السياسية من خلال المنظمات غير الحكومية وفي الملف اليمني، قالت ويتس، رداً على سؤال حول القلق من احتمال تدخل القوى الدينية والقبلية للسيطرة على الحراك الشبابي المناهض للرئيس علي عبدالله صالح: "في كل مرة يحصل انفتاح مماثل بالمجتمع نرى محاولات تدخل لمن يحاول نقل الثورة إلى جانبه". ولكنها أعربت عن ثقتها بأن الشعب اليمني، المطالب منذ أشهر بالتغيير الديمقراطي والإصلاح، سيكون "الضمانة" لمنع انحراف حركته السياسية نحو أهداف أخرى. وأقرت المسؤولة الأمريكية بأن التاريخ شهد حصول ما وصفته ب"عمليات اختطاف" للثورات، بسبب حالات عدم الاستقرار التي ترافق التغييرات السياسية الكبرى، وقالت إن الثورة الإيرانية عام 1979 "اختطفت من قبل القوى المتشددة التي استغلتها لتحقيق أهدافها." وأضافت أن على جميع القوى السياسية المشاركة في الحراك الشعبي، أن تلتزم بمجموعة متطلبات، بينها حرية التعبير والالتزام بعدم اللجوء للعنف والتعهد بتطبيق الأصول الديمقراطية سواء في حالات الربح أو الخسارة، وكذلك معاملة كل الناس على قدم المساواة، مشددة على أن هذه القواعد في العمل السياسي ستضمن تحقيق الشعوب لأهدافها دون خطر سقوط الثورات بيد جهات متشددة. وأكدت ويتس أن واشنطن تشدد على هذه الملفات مع جميع القوى في المنطقة، مضيفة أنه في نهاية المطاف فإن الكلمة الأخيرة للشعوب "في صناديق الاقتراع". ورداً على سؤال لCNN بالعربية حول سعي إيران لبناء خطوط اتصال مع الأنظمة الجديدة في تونس ومصر وليبيا، خاصة مع بروز أدوار للقوى الإسلامية فيها، وتأثير ذلك على التوازنات بالمنطقة بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، قالت ويتس إن اللقاء بين الطرفين صعب لأن التوجهات التي عبرت عنها الثورات العربية تتناقض مع ما تقوم به إيران في الشرق الأوسط. وأوضحت ويتس وجهة نظرها بالقول: "الشبان الذين حركوا الثورات في ليبيا وتونس ومصر أظهروا حقيقة النفاق الإيراني السياسي في المنطقة، وقالوا إنهم لن ينتظروا من أحد أن يجلب لهم حق المشاركة السياسية بل سينتزعونه بأنفسهم، كما رفضوا مقولة أن الطريقة الوحيدة لإجراء التغيير هو التدخل الخارجي، وقاموا بالأمور بأيدهم". وتابعت: "هذه التصرفات من قبل الشعوب كانت الرد الأمثل على القوى التي ترفض التخلي عن سياسة المواجهة في المنطقة،" في إشارة إلى إيران. وأعربت ويتس عن اعتقادها بأن لدى الليبيين والمصريين والتونسيين "مشاغل محلية تتعلق بالتنمية والسلام وتحقيق الازدهار،" وهي تختلف كلياً عن توجهات إيران و"دورها في المنطقة الذي يزيد التوتر ويزعزع الاستقرار،" داعية تلك الدول إلى "النظر إلى مصالحها". وعن الخطوة الأمريكية بقطع التمويل عن منظمة اليونيسكو بعد ضمها ل"فلسطين" قالت ويتس إن جميع الأطراف متفقة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي، مضيفة أن واشنطن عارضت الطلب الفلسطيني في المنظمة لأنه "مكسب رمزي لن يوصل الفلسطينيين إلى الدولة المستقلة ذات السيادة". وحول سوريا قالت ويتس: "من راقب ما يجري في سوريا سيشعر بالانبهار من الشعب السوري المصر على مطالبه بمواجهة القمع الممارس من السلطة التي ترد على شعبها بالقوة، وهذا يزعزع الاستقرار في سوريا ودول الجوار، ويجب العمل لمواصلة دفع (الرئيس بشار) الأسد لرؤية النتائج السلبية لسياسته والتخلي عنها." وأضافت المسؤولة الأمريكية: "الشعب السوري لن يتراجع، والتغيير سيحصل في سوريا، رغم محاولة الأسد منعه". كما تطرقت ويتس إلى الملف العراقي، فقالت إن الانسحاب الأمريكي من ذلك البلد كان بناء على اتفاقية أمنية مع حكومته، وشددت على أن ذلك لا يعني بأن واشنطن ستترك العراق بمفرده، مشيرة إلى أن بغداد لديها الكثير من "الشركاء" في المنطقة والعالم.