كشف الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، عن أن دول حوض النيل أعلنت عن مخططات لبناء عدد من السدود عام 1999 وبداية الألفية الحالية، وقدمت بيانات تفصيلية، وحصلوا على معونات خارجية لدراسات الجدوى والتصميم مثل السدود الإثيوبية والأوغندية والسودانية، وأعدوا خططاً قومية لاستصلاح الأراضى والتوسعات الزراعية وقال إن الغريب فى الأمر، أن مصر لم تقم بأية دراسات عن هذه السدود قبل تكليفه بتولى مسئولية وزارة الرى، بل لم تتناولها وسائل الإعلام إطلاقاً، وكان هناك تعتيم إعلامي عليها، حتى فوجئ بعد تعيينه بسدى "تاكيزى وتانا بليس"، كما فوجئ أيضاً بموافقة مصر على مشاريع الربط الكهربائى بين مصر والسودان وإثيوبيا، وعلى إقرار جدوى شراء الكهرباء من السدود الإثيوبية بدون دراسة آثار هذه السدود على مصر، مؤكداً أن مصر ليست كأى دولة أخرى، فهى تمثل مطمعاً وأن عليها التيقظ دائماً للدفاع عن مقاديرها ونيلها وحدد الوزير الأسبق فى دراسة حديثة، بعنوان "سلبيات الاتفاقية الإطارية ومخاطر السدود الإثيوبية" مظاهر الوهن الحديث لمصر فى عدد من الأشكال تتمثل فى التخلف عن الركب العلمى والتكنولوجى، وانتشار الفساد وتدهور الخدمات، التخلف الاقتصادى والاجتماعى والثقافى، والتدهور فى ملفات السياسة الخارجية مثل فشل الوساطة المصرية (فلسطين، لبنان، الصومال، السودان) ، صفر المونديال، فشل فاروق حسنى فى انتخابات اليونسكو وحذر علام فى دراسته من تأثير مشاريع أعالى النيل على مصر، من فقدان مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، إنخفاض فى كهرباء السد العالى وخزان أسوان وقناطر إسنا ونجع حمادى، توقف العديد من محطات مياه الشرب التى على النيل والعديد من الصناعات، تأثر محطات الكهرباء التى تعمل بالغاز وتعتمد على التبريد من مياه النيل، تدهور نوعية المياه فى الترع والمصارف، تداخل مياه البحر فى المنطقة الشمالية، وتدهور نوعية المياه فى البحيرات الشمالية أفاد وزير الرى الأسبق أن العنصرين الرئيسيين للتأثيرات السلبية للسدود الإثيوبية على مصر يتمثلان فى السعة التخزينية للسد وفى استهلاك المياه فى الزراعات المروية، فكلما زادت السعة التخزينية وزادت المساحة المروية زادت الاثار السلبية، وأن السعة التخزينية للسدود ستكون خصما من مخزون المياه أمام السد العالى الذى يستخدم لسد العجز المائى لإيراد النهر فى السنوات التى يقل فيها الإيراد عن قيمته المتوسطة، وبالتالى سيظهر بعد إنشاء هذا السدود ظاهرة الجفاف والعجز المائى