فى الوقت الذى أعلنت فيه عدد من القوى السياسية الشبابية مشاركتها فى الجمعة الأخيرة قبل رمضان لتكون ردا على تصرف الجماعات الدينية بالتحرير في جمعة "لم الشمل" ، جاء الرفض من بعض القوى والحركات السياسية الأخرى التي أكدت أنه لا يجب المشاركة حرصا على أمن البلاد. ولكن تسبب الإعلان عن المليونية الصوفية "الجمعة " القادمة فى ميدان التحرير والأربعين بالسويس وباقى ميادين مصر فى نشوب خلاف حاد بين القوى السياسية والشبابية بالسويس، حيث أكد معظمهم على رفضهم المشاركة فى مليونية الجمعة القادمة ،متعللين بعدم المشاركة فيما أسموها "الحرب المشتعلة " بين الجماعات الدينية ، كما رفضوا أن يكون الرد بنفس أسلوب الجماعة السلفية ، معتبرين أن السماح لأى قوة بحشد أتباعها لايؤدى إلى بناء مصر. كما قامت القوى السياسية والشبابية بدعوة العقلاء من كلا الجانبين للسعى نحو بناء الدولة وعدم استعراض القوة لجمع الحشود ، لأن هذا من شأنه تشكيل خطر على وحدة المصريين. وعلى الجانب الاخر أكد البعض مشاركتهم في مليونية الجمعة القادمة من أجل تدعيم روح الوحدة الوطنية ، خاصة عندما تشارك القوى الليبرالية مع مسيحى مصر والجماعات الصوفية ، لإزالة آثار ما أسماها "جمعة استعراض القوة " التى قامت بها الجماعات الدينية "الجمعة قبل الماضية" وإحداث توازن للقوى السياسية داخل البلاد. وفى نفس السياق ، قام عدد كبير من التجمعات الشبابية الثورية فى السويس بالتنسيق من أجل المشاركة فى مليونية الجمعة القادمة ، مؤكدين على ضرورة الرد على جمعة الإخوان المسلميين والسلفيين. وعلى صعيد متصل ، انتقد ائتلاف ثوار السويس خلال اجتماعه الموسع بحزب الوفد الطريقة التى تعاملت بها الجماعات الدينية خلال جمعة "لم الشمل 29 يوليو " والتى قامت برفع شعارات دينية فقط ، متجاهلة للقوى السياسية والوطنية الأخرى، كما طالبت قيادات الائتلاف بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية فى البلاد والتصدى لدعاوى الانقسام. يذكر أنه تم الإتفاق في جمعة "لم الشمل " 29 يوليو على نزول كافة المصريين لميدان التحرير ليس لاهداف سياسية ولكن لاعلان الوحدة بين جميع المصريين دون النظر إلى الاتجاهات الدينية أو السياسية ، ولكن فوجيء الموجودين بميدان التحرير باعتلاء الجماعات الدينية السلفية لمنصات الميدان ورفع لافتات تدعو لمصر كدولة دينية ، مما أثار غضب الموجودين بالميدان لأن ذلك جاء مخالفا لما تم الاتفاق عليه.