خيام المحتجين الاسرائيليين في أثناء الاحتجاجات الواسعه التي تشهدها إسرائيل, إحتجاجا علي ارتفاع اسعار الشقق, يجد العالم العربي صعوبه حاليا في تجاهل التشابه بين ما يجري في إسرائيل حاليا وثورات الغضب التي أسقطت أنظمه كامله. لم يتناول الصحفيون الاسرائيليون التأثير العربي فقط علي إسرائيل, وإنما هناك أيضا من يزعم بأن موجه المظاهرات التي اجتاحت إسرائيل, هي أكبر دليل علي أن إسرائيل وأمريكا ليستا من خططتا لإشعال الثورات العربيه. وقد كتب الكاتب الاسرائيلي, منوار, علي موقع "إيلاف", متعجبا "هل وصلت رياح التغيير العربيه لإسرائيل؟", ووفقا له, فإنه "حتي الان سيطرت نظريه المؤامره علي فكر المثقفين العرب, حتي أنهم بدأوا في الاقتناع بعد إستطاعة الشعوب العربيه الخروج للثورات الموحده لهم, دون أي تدخلات خارجية. وهم نفس المثقفين الذين ترددوا في تأييد تلك الحركات الشعبيه وأيضا صرحوا علنيا بأن جزء من المشاركين في تلك المظاهرات خونه يعملون لصالح أجهزة الأعداء التقليديين- إسرائيل وأمريكا". كما أشار بأن "ما يثير السخريه والرغبه في الضحك من هؤلاء المثقفين هي نفس الحجه التي استخدموها لتهدئه الشعوب العربية, حيث أنها سلبت منهم فور وصول رياح التغيير لداخل الكيان والشارع الاسرائيلي نفسه". كما ذكر منوار الشعارات التي استخدمها المتظاهرين في إسرائيل, "الشعب يريد إسقاط نتنياهو", "الشعب يريد العدل الاجتماعي", ويحكي عن 20 ألف متظاهر وصلوا لقمه الاحتجاج ضد ارتفاع أسعار الشقق. وكتب أن "الحكومه لم تستخدم قوات الدفاع أو أي قوة غير مبررة لقمع تلك الاحتجاجات". كما تساءل الكاتب الاسرائيلي, "هل هؤلاء المثقفين سيقتنعون الأن بأن الاحتجاجات التي انتشرت في المنطقة نبعت من محركات داخليه ذاتيه, ليس لأي عوامل خارجيه تأثير عليها, أو ربما سيطالبون بالرد علي متظاهري إسرائيل, الذين إعترفوا بانهم تأثروا بالمثال المصري, وسيقولون حينها, "طباخ السم يتذوقه". ولم يكن منوار الوحيد الذي يظن بأن المتظاهرين في تل أبيب يستمدون الالهام من مظاهرات "ميدان التحرير" في مصر, كما زعم فلسطيني بزعم مشابه في مقال نشر أمس في الصحيفه الفلسطينيو "الأيام". وقال "لقد سارع المحللين في إسرائيل لنفي التشابه بين المظاهرات الأخيره في إسرائيل وما حدث في ميدان التحرير بمصر. لكن لماذا ينفون التشابه الكبير بين الحدثين الفريدين؟" ووفقا له فإن إجابة هذا السؤال تكمن في أن الإسرائيليين "لا يرغبون في الاقرار بحقيقة أن ما حدث في العالم العربي في تلك الأيام أثر بشده عليهم بطرق مختلفه, وبشكل عام فإن هذه محاوله لمحاكاة النموذج المصري, حتي وإن كانت المطالب مختلفة و لا دعوه لإسقاط النظام. وما يغضب الاسرائيلين أكثر من كل شئ, هو فكرة أنهم استمدوا إلهامهم من النموذج العربي للثورات".