بعد قرابة مائة عام على غرقها عام 1912. عادت السفينة الأسطورية الساحرة «تايتانيك» لتملأ الدنيا بأسرارها وتشغل الناس وفي الوقت الذي يتعرض هيكلها الغارق لخطر الانهيار والتداعي نهائيا على عمق ميلين تقريباً من سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي يحتدم الخلاف بين أطراف متصارعة أمام إحدى محاكم فيرجينيا الأمريكية لتقرير مصير ألف قطعة فنية تم انتشالها من الحطام، وتقدر قيمتها بأكثر من مائة مليون دولار.. ووصفت بأنها كنز تاريخي لا يعوض. وقد أدى تحديد ملكية السفينة إلى سلسلة من المنازعات القضائية المعقدة.. لأن الملاك الأصليين للسفينة المسجلة في بريطانيا لم يعد لهم أي وجود. وكانت السفينة تنتمي إلى شركة «وايت ستار لان». ولكن عندما بيعت الشركة لمؤسسة كونارد فإن السفينة لم تكن جزءا من الصفقة حيث اعتبرت سفينة غارقة لا سبيل لانتشالها. وبعد اكتشاف الحطام عام 1985 من قبل الباحث المتخصص في دراسة المحيطات روبرت بالارد، ظهر العديد من المطالبين بحقوق في تلك الحطام. ومن بينهم شركات التأمين التي دفعت تعويضات للناجين وأقارب الضحايا الغارقين. وبعد سلسلة من المعارك القضائية.. برزت شركة أمريكية هي مؤسسة «آر إم اس تايتانيك» باعتبارها مالكة حقوق الانتشال، الأمر الذي يسمح لها بالاحتفاظ بما تنتشله من الحطام.. ويحق القيام بجولات للسياح يطلعون خلالها على 5900 قطعة نادرة تم انتشالها من السفينة. لكن هذه الشركة، لا تمتلك قانوناً الحطام، ولا العناصر المستردة منه. وتقول هذه الشركة إن المعرض الذي أقامته لكنوز تايتانيك شاهده 33 مليون شخص على امتداد العالم.. بما في ذلك الذين شاهدوه في المتحف البحري الأمريكي في جرين ووتش. وقد أبلغت شركة «آر إم اس تايتانيك» المحكمة بأنها تريد أن يتم إعلانها المالك القانوني لمجموعة تحف تايتانيك، لكي تسترد جانبا من تكاليف الانتشال. وتقدر الشركة قيمة التحف الخاصة بالسفينة ب 111 مليون جنيه استرليني. وإذا كسبت الشركة القضية وتم إعلانها وحيدا كمالك للسفينة، فإن التحف المستردة سوف تقدم كإطلالة على العالم الرائع الذي عاشته السفينة قبل غرقها عام 1912. وسيتاح للشركة كذلك، أن تبيع المجموعة لأحد المتاحف الكبرى. حيث تسعى للحصول على مكافأة عن انتشال تحف السفينة تقدر ب 225 مليون دولار. وقد أعربت القاضية التي تنظر القضية ربيكا بيتش سميث وهي خبيرة في القانون البحري، أنها تعتقد أن تحف وكنوز تايتانيك، ينبغي أن تظل مجموعة واحدة، وأن يظل من حق الجمهور في أي مكان أن يستمتع بمشاهدتها كمعلم من معالم العصر الذي عاشته السفينة في بدايات القرن العشرين. وقالت القاضية في هذا الصدد: إنني اعتقد أن تايتانيك ليست كنزا قوميا فحسب، وإنما كنز تاريخي عالمي من حق البشرية وتحتاج إلى حماية والى رصد ومتابعة. وفي غضون ذلك، حذرت إدارة أبحاث المحيط الأمريكية.. من أن هيكل السفينة يمكن أن ينهار بشكل نهائي في غضون خمسين عاما من الآن، وهذا يتطلب نجدة وإغاثة دولية. كانت السفينة التي كان يعتقد أنها «غير قابلة للغرق» قد اصطدمت بجبل جليدي يوم 14 ابريل عام 1912 وغرقت بعد بضع ساعات يوم 15 ابريل، ولقي 1523 شخصا حتفهم في الحادث. وفي الصيف الماضي، توفيت في انجلترا عن عمر يناهز السابعة والتسعين ميلفينا دين آخر الناجيات من حادث غرق «تايتانيك». وتبددت بوفاتها «آخر صلة حية» بالسفينة الأسطورية. وكانت دين تبلغ من العمر تسعة أسابيع عندما غرقت السفينة العابرة للمحيط في عام 1912.