دافعت فرنسا عن الخطوة التي اتخذتها بارسال أسلحة إلى المعارضة الليبية، قائلة إن هذا لا ينتهك حظر التسلح الذي تفرضه الاممالمتحدة لانها ضرورية للدفاع عن المدنيين الذين يقعون تحت تهديد. وكان قرار باريس قد اثارانتقادات منظمة الاتحاد الافريقي والصين وتحفظات في اوساط حلف الاطلسي. فقد وصف مسؤول رفيع في الاتحاد الافريقي قرار فرنسا بالقاء اسلحة عبر الجو لمسلحي المعارضة الليبية بالأمر الخطير الذي يهدد مجمل الامن الاقليمي في المنطقة. وقال جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي لبي بي سي ان هذا الامر يهدد ب "صوملة" ليبيا (نسبة للاوضاع في الصومال). من جانبها، حثت الحكومة الصينية دول العالم قاطبة على التقيد الشروط التي وضعتها الاممالمتحدة حول نقل الاسلحة الى ليبيا، الا ان بكين لم تنتقد فرنسا علنا لتزويدها المعارضين للنظام الليبي بالاسلحة. وتحفظ حلف الاطلسي عن التعليق على الخطوة الفرنسية اذ قال الاميرال جيامباولو دي باولا رئيس اللجنة العسكرية في الحلف للصحفيين في بروكسل "نحن كحلف الاطلسي غير مشاركين في مثل هذا النشاط.. رغم أن من المعلوم جيدا أن هناك دولا تفعل هذا .. ولذلك ليس من شأني التعليق أو الحكم". كما وجدت بريطانيا ان الخطوة الفرنسية تثير تساؤلات عن حدود التفويض الاممي للعملية العسكرية من اجل حماية المدنيين في ليبيا. وقال جيرالد هوارث وزير الدولة البريطاني لشؤون الامن الدولي للصحفيين في بروكسل ان ذلك يطرح بعض التساؤلات.. خاصة في شأن قرار الاممالمتحدة (الذي اجاز التدخل العسكري في ليبيا)، رغم أنه في بعض الاحوال يمكن تبرير هذا بوضوح". واوضح ان لانية لبريطانيا في تزويد المعارضة الليبية بالاسلحة مضيفا ان الخطوة الفرنسية "أمر يخص فرنسا الى حد كبير ولا ننوي توجيه انتقاد لفرنسا في هذا الشأن. لكنه أمر لا ينبغي أن نفعله". رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بينغ: ان هذا الامر يهدد ب "صوملة" ليبيا. وكانت فرنسا اكدت في وقت سابق انه القت بواسطة المظلات نحو 40 طنا من الاسلحة لمسلحي المعارضة الليبية في جبال جنوب غرب طرابلس لمساعدتهم في معاركهم ضد قوات العقيد القذافي. وأكد متحدث عسكري فرنسي ان اسلحة خفيفة وذخائر ارسلت الى القبائل الامازيغية في جبال نفوسه في مطلع شهر حزيران الجاري. وكانت صحيفة لو فيجارو نقلت في وقت سابق عن مصادر لم تسمها قولها ان فرنسا أسقطت بالمظلات قاذفات صاروخية وبنادق ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات على منطقة الجبل الغربي. واضافت الصحيفة ان فرنسا احدى القوى العسكرية الرئيسية في العملية العسكرية لحلف شمال الاطلسي في ليبيا لم تبلغ حلفاءها الاخرين بخطوتها تلك. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية تييري بوكار "بدأنا بإسقاط مساعدات إغاثة انسانية كالطعام والماء والتجهيزات الطبية". واضاف "خلال العملية، بدأ الوضع على الارض بالتدهور بالنسبة للمدنيين .فألقينا اسلحة ووسائل الدفاع عن النفس وخاصة الذخيرة". واوضح ان الاسلحة كانت عبارة عن اسلحة مشاة خفيفة كالبنادق ظلت تلقى لهم لعدة ايام مبررا ان ذلك سيمكن المدنيين من الدفاع عن انفسهم وتجنب قتلهم. قرار مجلس الامن طائرة مقاتلة من نوع تايفون قامت الطائرات المقاتلة البريطانية والفرنسية بقيادة الضربات الجوية ضد قوات القذافي ومنشآته العسكرية ويرى بعض المحللين ان هذه الخطوة قد تكون انتهاكا لقرار مجلس الامن القاضي بمنع كافة تجهيزات الاسلحة الى ليبيا. ويقول مراسل بي بي سي في باريس كريستيان فريزر ان من المحتمل ان تجلب هذه التصريحات انتقادات اخرى من دول امثال روسيا والصين التي تعتقد ان حلف الناتو قد تجاوز اصلا تفويض قرار مجلس الامن المرقم 1973 الذي اجاز العمل العسكري الدولي في ليبيا. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي في الاممالمتحدة مطلع على عمل اللجنة التابعة لمجلس الامن والتي تشرف على تطبيق العقوبات على ليبيا قوله ان تزويد اي جماعة في ليبيا باسلحة يمكن أن يشكل انتهاكا. واضاف الدبلوماسي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه "لا أعلم التفاصيل .. لكن يبدو أن هذا سيكون انتهاكا". بينما قال الامريكيون ان القرار 1973 يسمح للدول بارسال الاسلحة إلى المعارضين الليبين على الرغم من ان القرار السابق المرقم 1970 يفرض حظرا على تصدير الاسلحة الى ليبيا. وقد لعبت فرنسا دورا بارزا في الدفع باتجاه التدخل العسكري في ليبيا، وقامت الطائرات المقاتلة البريطانية والفرنسية بقيادة الضربات الجوية ضد قوات القذافي ومنشآته العسكرية في عموم البلاد منذ مارس/اذار الماضي. من جانبها أعلنت قوات المعارضة الليبية عن استيلاءها على مجمع مخازن ذخيرة لقوات القذافي غربي البلاد. واوضحت القوات أنها حصلت على اسلحة وذخائر بعد ان طهرت المجمع الواقع على بعد 25 كيلومترا جنوب بلدة زنتان في جبال نفوسة ممن بقي فيه من حراس بعد مهاجمة قوات الناتو المنطقة قبل عدة أيام.