لم يستبعد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، احتمال نشوب حرب بين الشمال والجنوب في ظل وجود “قنابل موقوتة” تؤجج الصراع بين الطرفين . وقال البشير، لوكالة (شينخوا) الصينية، إن “احتمال الحرب وارد للأسف، ومن جانبنا فنحن ملتزمون وحريصون على السلام، ومن أجله قبلنا تقسيم السودان إلى دولتين، ولكن إذا كانت ارتباطات إخوتنا في الحركة الشعبية تدفعهم لخلق المشكلات فهم من سيخسرون، وقد جربوا ذلك في أبيي وكذلك في جنوب كردفان” . وأضاف لم تلتزم الحركة الشعبية بتنفيذ التزاماتها وما يليها في بروتوكول الترتيبات الأمنية، وهو أمر بمثابة قنبلة موقوتة أدت للقتال في جنوب كردفان وقد تؤدي كذلك لنفس المشكلة في النيل الأزرق . وأوضح البشير أن المورد الأساسي والوحيد بالنسبة للجنوب هو النفط، وأي مغامرة للحرب ستؤدي قطعاً لتعطيل النفط، ولا يمكن للجنوب تصدير النفط عبر السودان للحصول على موارد لمحاربتنا . ودعا قادة الحركة الشعبية لتغليب صوت العقل والمحافظة على السلام . واتهم الحركة الشعبية بتعطيل عملية ترسيم الحدود بين شمال وجنوب السودان، وشدد على أهمية التوصل إلى حل نهائي لمشكلة أبيي . كما حملها مسئولية انفصال الجنوب لأنها تراجعت عن اتفاقها بأن تعمل مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم لجعل الوحدة خياراً جاذباً . وسخر المؤتمر الوطني من حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه استلم تقارير تشير إلى وجود إبادة بجنوب كردفان، وقال: لقد تعودنا على مثل هذا الحديث السخيف منذ الحرب بالجنوب ودارفور، و طالب الإدارة الأمريكية بالنظر إلى المشردين الذين طردوا خارج أسوار الجنوب وإلى مصير الشماليين الذين صودرت ممتلكاتهم في الإقليم. وقال رئيس القطاع السياسي د. قطبي المهدي ،إن الجنوبيين في الشمال ليس لديهم مشكلة، وأشار إلى من بقي منهم مازالوا بالشمال لم يطلب منهم أحد المغادرة. وأكد المهدي أن العالم أصبح أكثر وعياً ويفرِّق بين الدعاية والسياسة المضللة وبين الحقائق. من جانبها وجهت حكومة الجنوب دعوات رسمية إلى القوى السياسية وبعض الدول عبر سفاراتها بالخرطوم لحضور احتفالاتها بالدولة الجديدة، بينما نفى المؤتمر الوطني تلقيه لأي دعوة من حكومة الجنوب أو عبر الحركة الشعبية لحضور الاحتفالات بجوبا. وقال رئيس القطاع السياسي د. قطبي المهدي في تصريحات أمس لم تصلنا أي دعوة للمشاركة في احتفالات الجنوب بالانفصال من جانب آخر، أدانت فرنسا بشدة قيام السلطات السودانية باعتقال ستة من موظفي الأممالمتحدة في ولاية جنوب كردفان داعية إلى إطلاق سراحهم فوراً . وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا إذ تدين بأشد العبارات الاعتقالات التعسفية لموظفي بعثة الأممالمتحدة في السودان (يونميس) فإنها تدعو الحكومة السودانية إلى الإفراج عنهم فوراً في انتظار أن تقدم السلطات أدلتها رسمياً على اتهامهم في التورط بأعمال غير قانونية” . وأضافت أن فرنسا ترفض كذلك أي محاولة لتخويف موظفي الأممالمتحدة وتدعو السودان للالتزام بولاية كاملة من بعثة الأممالمتحدة على النحو المحدد في قرار مجلس الأمن وتسهيل مهمتها لصالح السلام والسكان المدنيين وكانت قوات الجيش السوداني قد اعتقلت 23 سودانياً موظفين في الأممالمتحدة كان يفترض أن يستقلوا طائرة متوجهة إلى مدينة واو بجنوب السودان في إطار خطة إعادة انتشار قررتها بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة .