د. عبد المنعم أبو الفتوح بالرغم من مفاجأة قرار مجلس شورى الجماعة بفصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ( أو "زوال" عضويته كما جاء في بيان مجلس شورى الجماعة) فإن إخراج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة يدشن - كما يرى مؤيدوا أبو الفتوح- لمرحلة جديدة من العمل الوطني له، يتحرر فيها من أي انتماء حزبي، و يقدم نفسه كرمز توافق وطني، رمزا مصريا خالصا لكل المصريين. عندما ترشح أبو الفتوح للرئاسة و صف نفسه بالمرشح الوطني، و كانت عبارة "القيادي الإخواني" لافتة أساسية و لازمة تعريفية له، مما أوجد نوعًا من الإرتباك و طرحًا لعديد من التساؤلات عن قدرة أبو الفتوح أن يكون جسرًا وطنيًا يقرب بين القوى المختلفة، و يساهم في تخفيف حالة الاستقطاب الحادثة في المجتمع، كما يرون أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تتوفر له الآن فرصة تاريخية لقيادة إعادة تشكيل التيار الوطني الوسطي، و إطلاق مبادرته كمستقل فعلي ل" تيار أساسي " في المجتمع المصري - كما أسماهمستشار رئيس الوزارء عصام شرف السياسي معتز عبد الفتاح-. وفي هذه الأثناء قال د. محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، في تعليقه على فصل د. عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة:" إن أبو الفتوح خالف قواعد الجماعة فيما يتعلق بترشح كوادرها للانتخابات الرئاسية، لذلك تم فصله من الجماعة" حيث إن مجلس شورى الجماعة كان قد أصدر قرارا بعدم ترشيح أي من كوادرها لرئاسة الجمهورية. في حين علق أحمد أسامة، المتحدث الرسمي باسم حملة دعم عبد المنعم أبو الفتوح للترشح للرئاسة، في برنامج العاشرة مساءً في حلقة الليلة الماضية، بأن أبو الفتوح سيرشح نفسه رئيسا عن كل المصريين وليس عن الإخوان المسلمين، وقال نحن لا نبحث عن أصوات الإخوان المسلمين فقط، وإنما نبحث عن أصوات المصريين كلهم. من جانبه قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لدى عودته إلى القاهرة قادما من لندن مساء السبت بعد جولة فى عدد من الدول الأوروبية أن قرار مجلس شورى جماعة إلاخوان المسلمين بفصله لا يشغله. و أكدأنه على ثقة بأنه سيحصل على أصوات أعداد كبيرة من جماعة الإخوان المسلمين وانه أيضا سيحصل على صوت المرشد العام للجماعة محمد بديع فى انتخابات الرئاسة مؤكدا اهتمامه بقضايا أهم واكبر مثل ارساء ودعم الديمقراطية وتطوير وتحديث العملية التعليمية والبحث العلمى. وعلى الجانب الآخر ترى قوى الليبرالية واليسار أن إعلان أبو الفتوح نيته خوض غمار معركة الرئاسة ماهو إلا "توزيع أدوار" بين الجماعة وأبرز رموزها الذين خاضوا معارك عدة مع النظام السابق اكسبته ثقة وشعبية وتوافق بين "عامة" القوى السياسية"، ففي تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن ترشح ابو الفتوح للرئاسة اصاب اليساريين والليبراليين بحالة من "المغص المعوي"، حيث أشارت الصحيفة أنه من الصعب لدى الليبراليين واليساريين تناسي أن أبوالفتوح "إخوانجي"، خاصة في ظل وجود جو من عدم الثقة بين اليسار والإخوان، دفع الطرف الأول إلى المطالبة مرارًا بتأجيل الانتخابات وبقاء العسكر في الحكم. وليس من المستبعد أن تطالب بعض القوى السياسية بتدخل غربي للضغط على المجلس العسكري الذي يدير شئون الحكم في البلاد لإقصاء أبوالفتوح، الذي يصفه البعض ب "أردوجان مصر" مخافة أن يكون الرئيس القادم ب"لحية"، وهو مشهد كفيل بإزعاج رموز اليسار والليبراليين، وهو ما سيبرر حملة التشويه التي سيتعرض لها أبوالفتوح، بالقول إنه "تكتيك" إخواني، وأنه مرشح "سري" للجماعة، في ظل رغبة يسارية في ديمقراطية "على المقاس" تأتي بمن يريدون.