خرج عشرات الالاف من اليمنيين الى شوارع العاصمة صنعاء يوم الجمعة في مظاهرتين احداهما تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بالتنازل عن السلطة والاخرى تدعوه للعودة الى الوطن. والمظاهرتان المختلفتان حول مصير صالح الذي اضطر الى السفر للسعودية لاجراء عملية جراحية بعد هجوم على قصره قبل أسبوع تسلطان الضوء على اضطراب البلد الذي تخشى دول غربية والسعودية المجاورة من أن ينزلق الى الفوضى وان يقدم لتنظيم القاعدة موطئ قدم في المنطقة. واحتشد الاف المتظاهرين المناهضين لصالح في شارع الستين في قلب صنعاء مطالبينه بتسليم السلطة رسميا الى نائبه عبد ربه منصور هادي القائم حاليا بأعمال الرئيس. وبالقرب من مقر الرئاسة تجمعت مجموعة صغيرة من انصار صالح بعد صلاة الجمعة لحثه على العودة الى البلاد التي تجتاحها منذ أشهر مظاهرات مطالبة بالاطاحة بالرئيس وحملات تهدف الى قمع المعارضة. ولم يظهر صالح الذي يحكم اليمن منذ ثلاثة عقود علنا منذ نقله جوا الى السعودية لاجراء عملية جراحية بعد الهجوم على قصره يوم الجمعة الماضي. وقال مسؤولون أمريكيون ان صالح البالغ من العمر 69 عاما تعرض لحروق شملت 40 بالمئة من جسده وهي اصابات ستحد على الارجح من قدرته على الحكم. ولكن بعد اشهر من العنف والاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية لا يزال صالح يقاوم الضغوط الغربية والعربية الداعية الى تنحيه ونفت وسائل الاعلام الحكومية وصف حالته بالخطيرة وقالت ان الاستعدادات لعودته جارية على قدم وساق. وقالت شخصيات معارضة ان شغلها الشاغل هو نقل صالح لسلطاته سواء عاد أم لم يعد. وحتى قبل الاحتجاجات كان اليمن يسعى جاهدا لاخماد تمرد انفصالي في الجنوب حيث اندلعت حرب أهلية في عام 1994 بعد توحيد الشمال الذي كان يحكمه صالح مع الجنوب المستقل في السابق. كما واجه صالح تمردا شيعيا في الشمال.