قامت مكتبة مصر العامة بإستضافة كل من الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة والمستشار الدكتور أيمن فؤاد مستشار المجلس القومى لحقوق الإنسان ودكتور طارق عبدالعليم الناقد الأدبى لمناقشة لغة الحوار بين التيارات السياسية بعد 25 يناير . تحدث الدكتور عمرو حمزاوى عن أهمية لغة الحوار بين التيارات السياسية المتعددة والمواطن وقد قامت هذه التيارات بالعديد من المفردات المغايرة وأولها أن ثورة 25 يناير ثورة توافق فلم ترفع شعارات لأى حزب لكنها شعارات تدمج وتستوعب التغيير والحرية وحقوق الإنسان وقال أنه يعتقد أن هذا هو السبب الأول لنجاح ثورة 25 يناير ، وثانيها أنها أكتشفت أن العلاقة بين التيارات السياسية والشعب علاقة معكوسة بمعنى أن التيارات لا يندفع إليها الشعب ولكنها تلهث وراء الشعب فلغة الحوار تستجيب لمركزية المواطن ولذلك نسمى الثورة المصرية ثورة المواطن فهى ليست ثورة أحزاب أو أقليات ولكنها ثورة شعب بأكمله ، وثالثها أن الحوار بين التيارات السياسية أثناء الثورة له علاقة بخصوصية الحالة المصرية ولم تحدث في حالات أخرى وهى صعبة التكرار وهى أن لغة الحوار أخذت قرارها بشكل جمعي وقررت أن تهمش كل مستويات الهوية الداخلية فى هوية واحدة وهى الهوية المصرية والإنتماء لمصر ولم تتحدث عن الإنتماء العربي أو الإسلامي أو الإنتماءات السياسية أو الحزبية فلغة الحوار هى لغة مؤثرة لأنها صنعت الرأى العام والديمقراطية وتجمعت حول فكرة واحدة وهى "خلع الرئيس" ولغة الحوار بين التيارات السياسية كانت لغة غير إجرائية لأنها كانت تعلم جيدا كيف تفعل ذلك ويسقط النظام السابق وحتى الأن لم نحصل على إجابة واضحة من قبل التيارات السياسية المختلفة لتفسر لنا طبيعة النظام السابق ودورهم في إسقاطه ، أما عن مرحلة مابعد الثورة فهى مرحلة ليست تجميعية وإنما مرحلة فرز فبعد أن جمعت الثورة نجاحتها من الطبيعي أن يكون هناك فرز فإننا بصدد إجراءات تهدم النظام السابق ومن الطبيعي أن تختلف هذه المفردات فعندما ننظر إلى الأحزاب السياسية الليبرالي واليساري والإسلامي نجد أن التمايز بين المصالح والرؤى دفعت مصر إلى تحقيق الإستقطاب الممثل في :- أولا الإستفتاء على التعديلات الدستورية وكانت شديدة الوضوح فأن المجتمع لكى يتحول إلى مجتمع ديمقراطي لابد من التوافق على مرتكزات التحول . ثانيا فى مقابل غياب الأيدلوجية أثناء الثورة فهناك الأن محاولة لإعادة الأيدلوجية بشكل مكثف كما أن السبب في ذلك هو عدم وجود برنامج محدد . ثالثا الأسوء على الإطلاق هى اللغة الخداعية فبعض التيارات السياسية تتعامل بنفس إستعلاء مبارك وإدعائها بإنها مسئولة عن الحفاظ على حق المواطن وهذه المفردة كانت واضحة فى مظاهرات الثورة الثانية التي تطالب بتأجيل الإنتخابات فكان هناك إستخفاف في التعامل مع المطالب ولغة التخوين بالإدعاء بأن القوة التى تحدد مصلحة الوطن هى التى تتحكم في حقوق الشعب وتحديد مطالبه وللأسف من يتورط فى هذا التوظيف هى تيارات تستخدم المرجعية الدينية . وأضاف الدكتور عمرو حمزاوي أن اللحظة الكاشفة لهذه التيارات السياسية المختلفة كانت لحظة الإستفتاء على التعديلات الدستورية حيث كان هناك تفاوت بين الأراء بين نعم ولا فمن أدلى بلا كان مخطئا وذلك من وجهة نظر التيارات الدينية أما نعم فقد أندفع إليها التيارات الليبرالية واليسارية وأدعت إنها حقا هى الديمقراطية . فنحن بين هذه المعضلات (فرز- إستقطاب – لحظة تخوين – أيدلوجيات متضخمة) وهذا هو المشهد السياسي في مصر . وتحدث المستشار أيمن فؤاد وأوضح أن السياسة السائدة كانت سابقا تجرى مجرى الولاءات والهويات وليس الكفاءات فهل مازال هو الحال بعد ثورة 25 يناير فهل الشعب مازال غير قادر على أن يعرف من الأصلح وأننا الأن لسنا بصدد حدوث تغيير سياسي فحسب بل أننا نريد تغيير حضاري وتاريخي وتساءل قائلا هل الناس كانت أخيار لأنهم أخيار أم لأنهم فرض عليهم ذلك أم أخيار لأنهم لم تتيح لهم الفرصة لكى يكونوا أشرار ؟ وقام الدكتور عمرو حمزاوى بتجميع المداخلات فى أربع نقط فيما يخص (الجدول الزمنى – دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة – أسئلة متعلقة بالشباب – تفاصيل حول محاكمة رموز الفساد) وأكد الدكتور عمرو حمزاوي على أن الثورات ليست ملكية خاصة وليست ملكية لقطاع محدد من المجتمع حيث أن لم يشيروا فى التاريخ أو فى العلوم السياسية عن ثورة قام بها قطاع معين من الشعب لأن التخصص لم ينجح أى ثورة على الإطلاق فالثورة عندما تنجح تصبح ملكية عامة للمجتمع وأن النشطاء الشباب يعى ذلك تماما فالشباب في الحوار الوطنى رفض مسمى "ثورة الشباب" وأوضح أنها "ثورة شعب بأكمله" . كما ذكر أن من المطالب الأساسية للثورة ضمان الدولة المدنية والعدالة الإجتماعية وحقوق المواطنين فالديمقراطية ليست صندوق إنتخابى فقط . وفي نهاية حديثه أكد على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقوم بدوره بشكل متزن من أجل إنتقال السلطة بشكل سلمي وأن ما يقوم المجلس به الأن لا يضيق من التحول الديمقراطي فى مصر وعلينا أن نميز بين الإختلاف السياسي والمؤسسة العسكرية وأن عبقرية الديمقراطية في الممارسة ولغة الحوار سنتعلمها