داخل قاعة النهر فى ساقية عبد المنعم الصاوى بالزمالك بدأت محاضرة د/ محمد سليم العوا المفكر الإسلامى البارز فى تمام الساعة السابعة والثلث وكان مقررا لها أن تبدأ فى الساعة السادسة والنصف . وبدأ العوا بالحديث عن سبب تأخره وهو إنشغاله بأحداث الفتنة بين المسلمين والنصارى فى مدينة أبو قرقاس بمحافظة المنيا. وبدأ العوا كلامة بالحديث عن محاولات إفساد المجتمع وزرع فتنة فى البلاد عن طريق الشائعات حيث بدأت الشائعات فى بداية الثورة عن أن الجيش سوف يكون أداة النظام لقمع المظاهرات لكن أتضح بعد ذلك أن العكس هو الصحيح فالجيش هو من حمى الثورة ومكتسباتها ثم ظهرت الشائعات بأن الجيش يتباطئ فى محاكمة النظام وفلوله ثم أنتقلت الشائعات على الحكومة الجديدة بأن هناك خطأ فى بعض الوزارات والمحافظين ، ثمأانتقلت الفتنة بين الشعب بعضه البعض حيث أنطلقت الشائعات إلى أن الإسلاميين خطفوا الثورة وكأن الثورة شيئا يخطف ، وأن الإخوان وعدوا بتطبيق الحدود ولم يحدث هذا ، ثم أخيرآ كانت الشائعة الأخيرة مع السلفين عندما قيل أنهم يهدمون الأضرحة وأتضح بأنه كذب وأن أحدا لم يقبض عليه فىما يخص هذه التهمة . ودعى العوا إلى تطبيق حد القصاص على من يرتكب جريمة شنعاء فى هذه الأيام حتى يرتدعوا ، فمن قطع أذن النصرانى لابد من قطع أذنه . ومثل على تلك الشائعات بقول النبى"فتن كقطع الليل المظلمة ، جعلت الحليم حائرا " . ثم أضاف العوا أن حل مشكلات الوطن فى الوقت الحالى تكمن فى أمرين : الأول : توحد الأمة مسلميها ومسيحيها ونوه إلى كلمة أ/ أحمد رجب الكاتب الساخر بقوله "رأيت امرأة مسيحية تصب الماء لرجل مسلم ليتوضأ فعلمت بأن الثورة قد نجحت" . الثانى : الحزم الذى ينزل بالعزم ، وأن أى مسبب للفتنة سيعاقب بأقصى ما ينص عليه القانون . ثم تطرق إلى الحديث عن الثورة المضادة حيث أكد أن هناك عملاء باعوا وطنهم بأبخس الأثمان ومنهم رجل" توسط فى قضية من القضايا سوف تخسر فيها الدولة خمسة عشر مليون جنيه فى منتصف التسعينات وعرفنا بعد ذلك سبب توسطه فى هذة القضية وهو أنه كان يأخذ من هذا المستثمر خصومات داخل أحد الفاندق فى الخارج ". وأخر من أعمدة الثورة المضادة ومازال الكلام على لسان دكتور العوا قام بتنبيهى إلى ضرورة ألا اذهب إلى ميدان التحرير فى يوم الجمعة قبل الماضى لأن الوضع خارج عن السيطرة حيث قال لى أن الميدان لابد أن يسع الثوار يوم ومخالفى الثورة يوم . أما الحديث عن الإسلام دوره السياسى يعد مسألة مريبة منذ بداية أيام الأنفتاح على الجماعات الإسلامية فى عهد السادات لكن عندما خالفوه فى معاهدة كامب ديفيد تغير موقفه إلى النقيض فقال "لادين فى السياسة ولا سياسة فى الدين" ورأيى الشخصى أن الدين هو مصدر هداية الناس ، والأديان إذا دخلت فى كل شئ تصلحه حتى السياسة وأستشهد بالآية "ومن يؤمن بالله يهدى قلبه" وربما أكون مخطئآ لكن لابد للمخالف الإتيان بالدليل . ثم تعرض للحديث عما نعيشه من قضايا فى هذة العصيبة فنحن نعيش الآن حالة من الربكة لضياع الهدف فبعدما أجتمع كل فئات الشعب سابقآ فى ميدان التحرير على هدف وحيد وهو إسقاط حسنى مبارك والآن ضاع الهدف من أمام أعيننا . أما من جانب الحاضرين ففاجئوا الجميع بما فيهم دكتولا العوا بأن قاموا برفع لافتة تطالب د/ سليم العوا بالترشح لرئاسة الجمهورية ولكنه علق عليها بقوله "سامحكم الله" .