قرار مهم من وزارة العمل ضد شركة إلحاق عمالة بالخارج في بني سويف    فصل الكهرباء عن عدة قرى ببيلا في كفر الشيخ غدًا    نعيم قاسم: سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا ومستعدون للتضحية إلى أقصى الحدود    مصر و7 دول يرفضون تصريحات إسرائيل بفتح معبر رفح لإخراج سكان غزة    رئيس اليمن الأسبق يكشف عن إهدار الفرص السياسية.. وإجبار سالم ربيع على الاستقالة    مراسم قرعة كأس العالم 2026 تجمع قادة الدول المضيفة في مشهد تاريخي (صور)    سوريا تعلن رفع اسمها من قائمة العقوبات الاقتصادية الكندية    ترامب عن الفوز بجائزة فيفا للسلام: «أنقذنا الكثير من الأرواح وهذا شرف كبير لي»    حسام عبد المجيد وديانج على رأس لاعبين أبطال فيلم التجديد بالدوري المصري    معتز بالله عاصم يتوج بذهبية بطولة العالم للتايكوندو تحت 21 عامًا    إصابة النائبة آيات الحداد ووالدها في حادث تصادم على طريق الواحات    أحمد السبكي يكشف موعد طرح فيلم «الملحد» | شاهد    «الست».. بين وهج الاحتفاء فى «مراكش» وجدل السوشيال ميديا    بالأسماء.. تعرف على ال 6 متنافسين فى حلقة اليوم من برنامج دولة التلاوة    ننشر قسيمة زواج بوسي تريند البشَعة بالإسماعيلية ( خاص )    مراد مكرم : لا أشعر بأي غرور بعد نجاح دورى في مسلسل "ورد وشيكولاته"    عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح أسباب تفشّي العدوى في الشتاء ويقدّم نصائح وقائية    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    "مسيحي" يترشح لوظيفة قيادية في وزارة الأوقاف، ما القصة ؟    وزارة العمل: وظائف جديدة فى الضبعة بمرتبات تصل ل40 ألف جنيه مع إقامة كاملة بالوجبات    ليلي علوي تكشف سبب وصول أمير المصري للعالمية    حافظوا على تاريخ أجدادكم الفراعنة    القومي للمرأة يهنئ الفائزين بجوائز التميز الحكومي والعربي وأفضل مبادرة عربية    معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة يسجل 2.8% في سبتمبر    مصل الإنفلونزا وأمراض القلب    تفاصيل تخلص عروس من حياتها بتناول قرص حفظ الغلال بالمنيا بعد أشهر قليلة من زوجها    البريد المصرى يتيح إصدار شهادة «المشغولات الذهبية» من مصلحة الدمغة والموازين    الإسماعيلي يفوز على الإنتاج الحربي بهدف وديا استعدادا للجونة    تأجيل محاكمة طفل المنشار وحبس المتهم بالاعتداء على طالب الشيخ زايد.. الأحكام × أسبوع    الصحة: فحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم» بالمدارس الابتدائية    فرنسا ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بواشنطن    إصابة سائقين وسيدة بتصادم توك توك وتروسيكل على طريق شارع البحر بمدينة إسنا.. صور    حلمي طولان: تصريحي عن الكويت فُهم خطأ وجاهزون لمواجهة الإمارات    مخالفات جسيمة.. إحالة مسؤولين بمراكز القصاصين وأبو صوير للنيابة    كيف تدعم الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية الاقتصاد والمواطن؟    جامعة المنصورة الأهلية تشارك بمؤتمر شباب الباحثين لدول البريكس بروسيا    جامعة حلوان تنظّم ندوة تعريفية حول برنامجي Euraxess وHorizon Europe    شركة "GSK" تطرح "چمبرلي" علاج مناعي حديث لأورام بطانة الرحم في مصر    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    الصين تقدم لفرنسا زوجا جديدا من الباندا خلال زيارة ماكرون    لجنة المسئولية الطبية وسلامة المريض تعقد ثاني اجتماعاتها وتتخذ عدة قرارات    طريقة استخراج شهادة المخالفات المرورية إلكترونيًا    بعد انقطاع خدمات Cloudflare.. تعطل فى موقع Downdetector لتتبع الأعطال التقنية    حريق مصعد عقار بطنطا وإصابة 6 أشخاص    "قبل ساعة الاستجابة.. دعوات وأمنيات ترتفع إلى السماء في يوم الجمعة"    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    محافظ كفر الشيخ: افتتاح مسجد عباد الرحمن ببيلا | صور    الأهلي يلتقي «جمعية الأصدقاء الإيفواري» في افتتاح بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات    سلوت: محمد صلاح لاعب استثنائي وأفكر فيه سواء كان أساسيًا أو بديلًا    لقاءات ثنائية مكثفة لكبار قادة القوات المسلحة على هامش معرض إيديكس    ضبط 1200 زجاجة زيت ناقصة الوزن بمركز منفلوط فى أسيوط    طريقة عمل السردين بأكثر من طريقة بمذاق لا يقاوم    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    مصر ترحب باتفاقات السلام والازدهار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقعة في واشنطن    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويكيليكس: ملك البحرين عالق في الوسط بين رئيس وزراء غير مهتمّ و وليّ عهد يركّز على الاقتصاد
نشر في مصر الجديدة يوم 14 - 04 - 2011

قبيل مغادرته البحرين، بعد سنوات قضاها سفيراً لبلاده لدى المنامة، قوّم السفير الأميركي ويليام تي. مونرو في البرقية (07 MANAMA669 ) الإصلاحات في البحرين، متحدثاً بإسهاب عن العائلة الحاكمة، ومدى استعدادها بمختلف أجنحتها للمضيّ قدماً فيها .
تاريخ البرقية: 19 تموز 2007 ، رقم البرقية: 07MANAMA669 ، الموضوع: مستقبل البحرين: أفكار السفير المغادر ، مصنف من السفير ويليام تي. مونرو ..
آفاق للمستقبل :
4 البحرين، مثل غيرها من البلدان في المنطقة، على مفترق طرق، بينما هي تصارع للتعامل مع القضايا الحساسة للنمو الاقتصادي والإصلاح السياسي، لأنها لا تملك الثراء النفطي الذي يملكه جيرانها في الخليج، ولأن الانقسام المذهبي السني الشيعي يهيمن بقوّة على الجدال المتعلق بالإصلاح الاقتصادي والسياسي، يعدّ المضي قدماً أكثر خطورة على
قيادة البحرين، منه على حكام بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى. لا مؤشرات إلى أن آل خليفة لن يتمكنوا من تخطيط المسار المقبل بطريقة إيجابية ومستقرّة، أو أن مصالح الولايات المتحدة ستكون مهدّدة، لكن التحديات المقبلة ستستلزم قيادة جيدة. والتطورات الإقليمية، خصوصاً في إيران والعراق، سيكون لها تأثير. إذا اتجهت التطورات في العراق
وإيران بطريقة تفاقم التوترات المذهبية أكثر، فسيكون الدرب أمام البحرين مثبطاً للعزيمة أكثر فأكثر.
5 تواجه البحرين التحدّيات ذاتها التي تواجهها بلدان عدة في المنطقة، لا سيما الضغوط للإصلاح الديموقراطي، الحاجة إلى تطوير الاقتصاد وإصلاحه، التطرف الإسلامي المتنامي، التوترات المذهبية، والتهديدات الأمنية. الطريقة التي ستتعامل بها العائلة المالكة والحكومة مع هذه التحديات ستقول الكثير عن البحرين ومستقبلها.
الإصلاح الديموقراطي :
رئيس الوزراء من المدرسة القديمة، لا يهمّه الإصلاح، كثير من الشيعة يكرهونه
6 اتخذ الملك حمد خطوات أولى مهمة لإطلاق البحرين على درب الإصلاح الديموقراطي. مقاربته لخطوات تدريجية مع حصانات لحماية الأقلية السنية (والعائلة الحاكمة السنية) لها منتقدوها من الجهتين، المحافظون السنة الذين يعتقدون أنه تحرك سريعاً، والناشطون الشيعة الذين لا يثقون كثيراً بالعائلة الحاكمة أو بنيّاتها. من الناحية الإيجابية، نجح الملك
في اجتذاب أوسع مجموعة شيعية معارضة الوفاق نحو البرلمان، والنقاش السياسي و تقارير الصحافة تتميز بانفتاح وحيوية لم تشهدها من قبل. البرلمان، وهو يتلمس طريقه ، يؤدي دوراً إشرافياً مهماً أكثر فأكثر. الصحافة، وخصوصاً تلك الموجهة للشيعة مثل الوسط، نجحت في طرح قضايا مقلقة وحساسة تراوح بين الضرر البيئي وسلوك العائلة الحاكمة.
7 في الوقت ذاته، ومع ذلك، يبدو النظام الحالي متصدعاً، خصوصاً من خلال خريطة انتخابية محرّفة، مخصصة، على الأقل حتى الآن، لمنع الأكثرية الشيعية من السكان من السيطرة على البرلمان المنتخب. يقول الملك إن هدفه المطلق هو خلق مملكة دستورية يكون فيها للعائلة الحاكمة دور أبوي بصفتها حامية لجميع البحرينيين، الشيعة والسنة على قدم سواء. نجاحه في ذلك يتوقف على مسألتين. الأولى، على المدى القصير، هل يسمح الملك والحكومة التي يسيطر
عليها السنة للوفاق بنجاحات برلمانية كافية تبرّر قرارها بالانضمام إلى البرلمان وتربح من خلالها معركة كسب قلب القاعدة السكانية الشيعية العريضة وفكرها؟ فالوفاق تواجه منذ ما قبل الآن معارضة متصلبة من مجموعة «حق» الرافضة. ثانياً، على المدى الطويل، هل تنوي العائلة الملكية السنية حقاً رؤية الإصلاح الديموقراطي يتقدم نحو خلاصته المنطقية التي يسيطر فيها أعضاء البرلمان الشيعة على البرلمان؟(...)
النمو الاقتصادي :
10 (...) تظلّ البطالة قضية حساسة ومادّة يُحتمل أن تكون متفجرة بين شيعة البلد. الفقر موجود في البحرين، والكثير من البحرينيين يلاقون صعوبة في تلبية احتياجاتهم. الناس قلقون فعلاً من ارتفاع الأسعار ومن عدم توفر سكن يستطيعون تحمّل كلفته.(...).
12. للمفارقة، رغم أن الملك حمد وآل خليفة هم في معظمهم معتدلون ومدنيون على وجه
العموم، أجرى الملك حساباً سياسياً ليتحالف مع الإسلاميين السنة. مقاربة ساعدت على
تنامي نفوذ الإسلاميين. هو يشعر بأنه يحتاج إلى دعم الإسلاميين السنة ثقلاً موازناً في
مقابل الكتلة الشيعية الكبيرة في البرلمان، التي تعدّ المعارضة. رغم أنهم الأكثر
ليبرالية، قد يبدو المعتدلون السنة أو الجمعيات السياسية غير المذهبية حلفاء الملك
الطبيعيين، في ما يتعلق بعدّة قضايا، لا سيما الإصلاح الديموقراطي ورقابة الحكومة/
العائلة الملكة، فإنهم غالباً ما يصطفون إلى جانب المعارضين الشيعة. مع دعم الملك
للأحزاب الإسلامية السنية، تكون النتيجة برلماناً منتخباً تسيطر عليه ثلاثة أحزاب
دينية، اثنان سنّيان وواحد شيعي (...)
المذهبية :
الملك حمد رجل متسامح، محبوس في الوسط، وخسر الكثير من دعم الشيعة
14. تركيبة البحرين الديموغرافية، مع عائلة ملكية تابعة لأقلية سنية تحكم أكثرية شيعية
من السكان، تضمن أن تنفذ المذهبية إلى جميع القضايا في البلاد.
عوامل عدة جعلت المسألة أكثر حساسية خلال السنوات الأخيرة: التوترات المذهبية التي
أثارتها الحرب في العراق، الإحساس بأنّ قوّة إيران و/أو الشيعة تتنامى، والضغط باتجاه
الإصلاحات الديموقراطية التي، بالنسبة إلى سنّة البحرين، تحيي شبح سيطرة الشيعة
الانتخابية. حقوق الإنسان في البحرين مؤطرة بشروط مذهبية: الشيعة هم من عانوا التهميش
السياسي والاقتصادي، ولا يحظون بحرية الوصول إلى بعض الوظائف (خصوصاً العسكرية منها)،
مع أن هناك أيضاً فقراء من السنة في البحرين. الفقر، والبطالة كذلك، مؤطران بشروط
مذهبية. صحافة البحرين أصبحت أكثر انفتاحاً واستقلالية على نحو باهر، إلا أنها تصبح
مذهبية أكثر فأكثر بدورها. الوسط، التي يديرها المنفي السابق، الشيعي منصور الجمري،
تركّز بقوة على القضايا المتعلقة بالشيعة، مانحةً في الأغلب صفحتها الأولى لتغطية
القضايا الجدلية التي لا تذكرها حتى يوميتان زميلتان لها سنيتان (أخبار الخليج، التي
يعرف رئيس تحريرها بقربه من رئيس الوزراء، والوطن، التي تجمعها صلات بالقصر الملكي).
أخبار الخليج، والوطن، على حد سواء، لديهما ميل سني لا ريب فيه، في مجالي التقارير
الإخبارية وتعليقات الافتتاحيات. أخبرنا زعيم الوفاق، الشيخ علي سلمان، أخيراً أن
الانقسام المذهبي ليس فقط أكثر حدّة مما كان عليه في الماضي، بل إنه يحفر أعمق فأعمق في
جذور المجتمع البحريني.
15. حالياً، هناك انشقاقات داخل الجسمين، المجتمع الشيعي، والزعامة السنية البحرينية،
حول الطريقة المثلى للتعامل مع الانقسام المذهبي في البحرين. بعد مقاطعتها للانتخابات
التشريعية عام 2002، اتخذت الجمعية الشيعية السياسية الرئيسية، الوفاق، قراراً محسوباً
بمحاولة العمل داخل النظام (...). رغم ذلك، يبدو أن الشيعة الرافضين بقيادة حركة
الحق قد ربحوا أرضية ما في القرى الفقيرة حيث ينتفض الشباب الشيعة على أساليب
البوليس القمعية، الإحباطات الاقتصادية، عجز الوفاق الواضح عن تمرير تشريع ذي مغزى،
ونتيجة استيائهم الطويل الأمد من آل خليفة. استفزاز البوليس ليبالغ في رد فعله على
التظاهرة هو جزء من استراتيجية «حق»، لتزيد من ريبة الشيعة وانسلاخهم عن الحكومة.
16. هناك أعضاء في العائلة المالكة أكثر ما يسرّهم هو إخضاع الناشطين الشيعة وسحق
المتظاهرين. في الحقيقة، العائلة المالكة منقسمة حول طريقة التعامل مع الشيعة. الأكثر
اعتدالاً في آل خليفة، يمثلهم وليّ العهد، يركّزون تكنوقراطياً على خلق إصلاحات في
مجالات الاقتصاد، والتعليم، والعمل، من شأنها توفير فرص العمل لجميع البحرينيين وخصوصاً
استدراج الشيعة الساخطين واستمالتهم إلى النظام. إنهم أقلّ تركيزاً على الإصلاح
الديموقراطي، لكنهم يبدون متقبلين له بما هو عنصر لا مفر منه من عناصر الإصلاح الشامل.
في المقابل، أعضاء العائلة الحاكمة المتشددون، ممثلين برئيس الوزراء، يتحفظون على
الإصلاح لأسباب عديدة: التهديد الديموغرافي الذي تطرحه الأكثرية الشيعية، التي لطالما
شُكك في ولائها للبحرين (أي علاقاتها بإيران)، القلق من أن تخيف الديموقراطية، وبالتالي
التظاهرات الصاخبة في الشوارع، المستثمرين وتبعدهم، والأهم من كل ذلك، التهديد المحتمل
الذي من الممكن أن يسبّبه الإصلاح لنظام آل خليفة في النهاية.
رغم أن وزير البلاط الملكي والصديق الحميم للملك، الشيخ خالد بن أحمد هو أحد أهم
المتشددين، تبقى رؤية الملك أقل وضوحاً. ففي النهاية، كان الملك هو من أطلق حركة
الإصلاح، وهو من يتحدث عن يوم يكون فيه الملك ملكاً دستورياً يصون بأبوية مصالح جميع
البحرينيين، ويثير غضب المتشددين حين يأمر بانتظام بإطلاق سراح المتطرفين الشيعة
والمتظاهرين. ومع ذلك، لا يفعل الكثير للسيطرة على الشيخ خالد بن أحمد وحلفائه
المتشددين.
(...)
العائلة المالكة :
يمثّل ولي العهد مستقبل البحرين، معتدل ولديه كارهوه في الداخل
18. العامل الرئيسي للبحرين في التعاطي مع التحديات الكثيرة التي تواجهها في محيط
إقليمي مركّب، سوف يكون نوعية القيادة، تحديداً على مستوى الأعضاء الكبار في العائلة
الحاكمة.
مثل البحرين، تمرّ العائلة المالكة بمرحلة انتقالية، من الزعامة القبلية التقليدية
للأمير السالف الشيخ عيسى وأخيه رئيس الوزراء الشيخ خليفة الذي لا يزال في الحكم منذ
الاستقلال عام 1970، نحو مقاربة أكثر حداثة لوليّ العهد الشيخ سلمان الذي، كلف، بينما
ينتظر في الأجنحة، بإدارة إصلاح اقتصادي. في الوسط، يكمن الملك حمد، الذي، بتعابير نائب
رئيس الوزراء جواد العريض، «يمتطي» الانتقال من الزعامة القبلية إلى الزعامة الحديثة.
19. رئيس الوزراء هو بالتأكيد من المدرسة القديمة. هو زعيم عربي تقليدي يستمتع بإلقاء
التحية على الناس في مجلسه، يحضر حفلات الأعراس، يستجيب لواجبات التعازي، وله لفتات إلى
المحتاجين. لا يهمه الإصلاح الاقتصادي والسياسي. كثير من الشيعة يكرهونه بوصفه رمز
الهيمنة والقمع السنيين، وبسبب الثراء الذي راكمه نتيجة سيطرته المحكمة على الاقتصاد.
بالنسبة إلى الملك، هو يخدم هدفاً مفيداً، فعلى حد سواء، هو يتحمل الصواعق، مبعداً
الانتقادات عن الجيل الأصغر، كما يرعى القاعدة السنية. ورغم أن من الخطأ الاستخفاف
بقدرة رئيس الوزراء، فإن نفوذه، في الواقع، يتآكل. من خلال عدة تغييرات وزارية، أزاح
الملك داعمي رئيس الوزراء الرئيسيين عن الوزارات المتصلة بالاقتصاد. يقول رئيس تحرير
الوسط (المنفي الشيعي الأسبق)، الجمري، إن وزير البلاط الملكي، الشيخ خالد بن أحمد هو
رئيس الوزراء الفعلي حالياً، وإن الشيخ خليفة يركّز حالياً أكثر على حماية مصالحه
التجارية ومستقبل عائلته. في البداية، كان ردّ فعل رئيس الوزراء عنيفاً على إصلاحات ولي
العهد الاقتصادية، لكن لاحقاً، بدا كأنه أذعن لها. كثير من أصدقائه الحميمين الذين
كانوا يحتلّون مواقع مهمّة في الوزارات، أصبحوا اليوم مستشارين له. فرئيس الوزراء، كما
يقال، مصمّم على برهنة أن آل خليفة يظلّون أوفياء لهؤلاء الذين يخدمونهم بإخلاص. يُقال
إنه يدرك محدودية قدرات ابنيه الاثنين: نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ علي وخصوصاً الشيخ
سلمان.
20. الملك حمد فعلاً محبوس في الوسط. هو يجسّد الانتقال من أسلوب الزعامة التقليدية
القبلية التي كانت لوالده وعمّه إلى الأسلوب التكنوقراطي الحديث لابنه. هو محبوس بين آل
خليفة الليبراليين الذين يدعمون جهوده الإصلاحية وأولئك الذين يخشون التغيير
والديموقراطية. هو محبوس بين أولئك السنة الذين لا يثقون أبداً بالشيعة ويودّون سحق
المتظاهرين بقوة، وأولئك الذين يودّون مدّ أياديهم وجذب الشيعة نحو النظام. هو محبوس
بين رغبته في أن يكون قائداً إقليمياً في مجال الإصلاحات وبين جيرانه خصوصاً
العربية السعودية القلقين من التأثير الذي قد تثيره إصلاحاته في أماكن أخرى من
المنطقة.
21. الملك هو أيضاً نوع من اللغز. يؤيّد الإصلاح، لكنه أيضاً خسر الكثير من دعم الشيعة
وثقتهم حين بدا كأنه ينسحب من اقتراحات الإصلاح التي طرحها أساساً. يريد أن يصل إلى
الناس في البحرين وأن يدعمهم، لكنه يفتقر إلى لمسة والده أو عمّه مع الناس، لا يكون
مرتاحاً في المجالس، ويبدو أنه عزل نفسه في قصره، يدعو أصدقاءه الموثوقين ومستشاريه كل
ليلة إلى العشاء والمناقشات عوضاً عن الاختلاط أكثر مع الناس. هو صديق حقيقي للولايات
المتحدة ولسياساتها في المنطقة (ولجيش الولايات المتحدة)، ومع ذلك، يتودّد إلى السنّة
المعارضين بقوة لأميركا، وسمح لوزيره للبلاط الملكي باتخاذ القرارات لجهة إقفال عمليات
المعهد الديموقراطي الوطني. ينصح بالصبر والتفاهم مع الشيعة، لكنه يسمح لأعضاء العائلة
الحاكمة من المتشددين باتخاذ تدابير حازمة ضد مصالح الشيعة.
22. صوّب حسن فخرو، المقرب من الملك منذ زمن، على مفتاح أساسي في شخصية الملك حين قال
إن قوّته الأساسية تكمن في أنه شخصية غير انتقامية. هو رجل متسامح. وذلك يحبط من
يشعرون، في العائلة المالكة، بأنه رقيق جداً على الناشطين الشيعة المتظاهرين (الذين لن
يسامحوا آل خليفة إطلاقاً)، إلا أنه قد يمثّل المقاربة المناسبة لدفع البحرين إلى
الأمام خلال الانتقال.
23. يمثّل ولي العهد مستقبل البحرين. وذلك شيء جيّد جداً على عدة مستويات، للبحرين
وللولايات المتحدة. الشيخ سلمان، الذي تلقّى علومه في الولايات المتحدة (مدرسة دودز في
البحرين والجامعة الأميركية)، يتحدث ويفكر مثل أميركي، وهو محادث مثير للإعجاب وواضح في
مواضيع تمتدّ من المحادثات الثنائية مع زعماء الولايات المتحدة إلى المناقشات في دافوس.
هو يعطي انطباعاً بالثقة التكنوقراطية ويركّز بجدية على خلق اقتصاد حديث، تنافسي، متصل
عالمياً، في البحرين. في المجالات التي تقع ضمن اختصاصاته، يستطيع التصرف على نحو حاسم.
لقد نأى بنفسه عن القضايا السياسية (الإصلاح الديموقراطي)، تاركاً إياها لوالده. لكن لا
شك في أنه يصطفّ إلى جانب الجناح المعتدل في العائلة.
24. بينما يحوز احترام الجميع عموماً في الخارج، لدى الشيخ سلمان كارهوه في الداخل. بعض
أعضاء العائلات التجارية الأساسية، تحديداً هؤلاء الذين ربطوا ثرواتهم التجارية برئيس
الوزراء، يكرهون جهود وليّ العهد الشاب في إعادة تنظيم الاقتصاد (وربما في تعريض
مواقعهم صاحبة الامتيازات للخطر). مثل والده، لا يشعر وليّ العهد بالارتياح لحشد الناس
في المجالس العربية التقليدية، ويترك انطباعاً بأنه قد عزل نفسه بعض الشيء مع مجموعة
منتقاة من أصدقائه وزملائه الذين يشبهونه في التفكير ويقاربونه في السن. نظراً لما يعرف
عنه من ولعه بالسيارات، يتهم بالسحب من خزينة الدولة لخلق مشروعه الخاص المدلّل، سباق
الفورمولا 1 (في الحقيقة، هناك إشارات إلى أن مشروع الفورمولا 1 قد يتحوّل إلى محاولة
جذب استثمارية متبصرة للبحرين). والأهم، ربما، هو أن هناك تذمّراً متزايداً من أن يكون
ولي العهد يمارس إحدى خصال آل خليفة في استغلال أراضي البحرين (وفي الآونة الأخيرة،
المياه أيضاً من خلال ما يدّعى أنه مشاريع أراض)، لمصلحة ثرائه الشخصي. في الواقع، قد
تصبح ممتلكات آل خليفة العقارية الواسعة مصدراً محتملاً لشكوى مدمرة، إذا لم تعالج
عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي بنحو صحيح وبطريقة يستفيد منها جميع البحرينيين.
خلاصة: متلقّو صدمات أقوياء؟
25 . (...) قال أخيراً نائب رئيس الوزراء جواد العريض، إن البحرين مثل سيارة مزودة
بمتلقّي صدمات قويّ. متلقّو الصدمات الأقوياء هؤلاء يسمحون للمجتمع البحريني باجتياز
أكثر الطرقات وعورة. سيمنحون الحكومة البحرينية المساحة التي تحتاج إليها لتحقيق
إصلاحاتها الاقتصادية ولتحسين رفاهية مواطنيها. بعد تأمل البحرين خلال السنوات الأخيرة،
أعتقد أنّه محقّ.
مونرو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.