- الذين تم تعيينهم في مجلس الشعب لا يمثلون الأقباط وهم مجموعة من المنتفعين والمرتزقة - العوا وأمثاله هم المسئولون عن الفتنة والإرهاب في مصر.. والإعلام يعطى مساحات أكبر للمتطرفين - الكنيسة لم تجبر وفاء قسطنطين أو كاميليا زاخر على إعلان مسيحيتهم ومن يرى العكس فليثبته كالفاجعة وقعت التفجيرات الإرهابية أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في ليلة رأس السنة الميلادية وهو ما أودى بحياة العشرات من أبناء الشعب المصري أقباطا ومسلمين لم تفرق بينهم التفجيرات إلا أن التفجيرات طالت عددا أكبر من الأقباط لأنها بالأساس استهدفت كنيسة ، وكانت تعج في هذه الليلة بالمسيحيين الذي كانوا يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح مما يفتح الباب بتكهنات وحسابات كثيرة عمن يقف خلف الحادث وعن مستقبل العلاقة بين المسلمين والاقباط في مصر بعد الحادث وفي هذا الحوار نلتقي بواحد من أبرز الناشطين الأقباط في مصر وهو المحامي نجيب جبرائيل رئيس منظمة الإتحاد المصري لحقوق الإنسان لنستعرض معه الظروف والملابسات حول الحادث وعن مستقبل علاقة الدولة بالأقباط في مصر..فإلى الحوار: بصفتك أحد أبرز المهتمين بالشأن المسيحي في مصر .. تعتقد من المسئول عن أحداث الإسكندرية ؟ هناك أكثر من جهة متورطة في الحادث ولكن من الذي قام بالتفجير لا أحد يعلمه والتحقيقات ستثبت من هو الفاعل ولكن لابد أن نتحدث عن الذي يتسبب في وجود فتن طائفية في مصر ومن الذي يخلق إحتقانات ويثير التطرف الديني الإسلامي وأعتقد أن من يفعل ذلك هم السبب في هذا الحادث وإذا ما استمروا في نهجهم وتركتهم الدولة بلا حساب فإن الحادث سيتكرر أمام أكثر من كنيسة. ومن تقصد بالمحرضين على الفتنة ؟ رجال الدين الإسلامي المتطرفين والذين تحفل بهم الفضائيات الدينية التي تحظى بنسب مشاهدة عالية كما تحفل بهم الصحف المصرية وتفرد لهم مساحات هائلة للنشر من أمثال محمد سليم العوا ومن على شاكلته ممن يدعون أنهم مفكرون إسلاميون أو علماء أو فقهاء والذي ينظرون إلى الأقباط على أنهم أقلية وأنهم كفار لابد من أسلمتهم .. بالإضافة إلى تعاملهم مع مصر وكأنها ملك للمسلمين فقط وأنهم لابد أن يكونوا هم الحكام وهم الوزراء وهم نواب مجلس الشعب .. حتى وصل الأمر بأن بعضهم يفتي بأن التعامل مع الأقباط في الأمور التجارية أو الخدمية كأن تتعامل مع محامي أو طبيب أو غيره ينبغي أن يكون مع المسلمين فقط ولا يلجأ المسلم لقبطي يعمل في هذه المجالات إلا عند الضرورة القصوى ،فأمثال هؤلاء تمتلئ بهم المساجد والفضائيات وهم الذين خلقوا جوا من الطائفية داخل مصر يزكي إستخدام العنف والإرهاب ضد الأقباط. ولكن ألا ترى أن هناك أقباطا متطرفين أيضا ويدعون أن مصر أرض قبطية وأن المسلمين ضيوفا عليها ؟ أنا لا أنكر وجود هؤلاء ... ولكن الكنيسة رفضت ذلك المنطق الذي يتحدثون به والبابا شنودة دائما ما يقول أن مصر وطنا يعيش فينا كما نعيش فيه بالإضافة إلى أن أصوات هؤلاء ليست مسموعة بالدرجة التي يسمع بها أصوات المتطرفين من المسلمين بسبب تحيز الإعلام بقصد أو بدون قصد إلى المتطرفين المسلمين بالإضافة إلى إمتلاكهم دعما يأتي من خارج مصر يساعدهم في نشر أفكارهم. ولكن هناك من يرى أن الكنيسة هي الأخرى من الذين يثيرون الفتنة والدليل منع بعض المسيحيات الذين أسلموا من إشهار إسلامهم وعودتهم إلى المسيحية بالقوة ..فما تعليقك؟ هذا كلام كاذب ولا يوجد دليل واحد عليه أذن بماذا تفسر إعلان وفاء قسطنطين وكاميليا زاخر عن إسلامهم ثم تراجعهم ؟ هاتان السيدتان لم تعلنا ذلك بشكل واضح أمام الإعلام بل على العكس إن كاميليا شحاتة ظهرت في تسجيل فيديو تعلن فيه أنها مسيحية مكذبة إدعاءات الشيخ أبو يحيى الذي لم يستطع الى الآن أن يكذب الفيديو الذي ظهرت فيه كاميليا وتقول فيه ذلك وإذا كان محقا فليثبت ذلك أو يثبت النائب العام نفسه ذلك وما رأيك في الإدعاءات التي تقول أن إسرائيل هي التي تقف وراء هذا الحادث ؟ أيا كانت الجهة التي نفذت الحادث سواء كانت إسرائيل أو تنظيم القاعدة أو أي فرد مختل في عقله ودينه فإن هناك مشكلة طائفية في مصر ولابد أن تعالج ولن تعالج هذه المشكلة إلا بعد أن تحل مشاكل الأقباط والتي تتمثل في العديد من المطالب التي تعلمها الدولة جيدا وأولها هو قانون إنشاء دور العبادة الموحد وإتاحة الفرصة للأقباط أن يتواجدوا في مجلس الشعب بشكل أكثر يمثل الأقباط في مصر وألا ترى أن تعيين الرئيس مبارك لسبعة أقباط في مجلس الشعب لم يكن كافيا ؟ الذين تم تعيينهم في مجلس الشعب لا يمثلون الأقباط وهم مجموعة من المنتفعين والمرتزقة جراء النفاق السياسي والديني لتحقيق مكاسب مادية وسياسية من أمثال جمال أسعد الذي لا يترك فرصة تفوته دون أن يتهجم على الكنيسة وعلى البابا شنودة نفسه الذي يعتبر أبا لكل الأقباط ، وكان الأولى أن تقوم الدولة بإستشارة الكنيسة قبل أن تقوم بتعيين هؤلاء الذين لا يمثلون إلا أنفسهم طالما ترى الدولة أن هؤلاء المعينون يمثلون الأقباط ولكن لابد من إيجاد حلول وآليات جديدة تتيح للأقباط تمثيلا سياسيا بشكل لا يكرس للطائفية ولا يجعلهم موجودون في المجلس كمجاملة للأقباط وهناك أكثر من طرح في هذا المجال على الدولة أن تأخذ به بالإضافة إلى ضرورة عقد مؤتمر عام للعقلاء من المسلمين والأقباط ليناقشوا المشكلة الطائفية بكل أبعادها. وما رأيك في فكرة تأسيس برلمان قبطي ؟ هذه فكرة طائفية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس معنى أن الذي طرح الفكرة أقباطا أننا نقبل بها بل أننا نضع مصر دائما فوق كل إعتبار ومطالبتنا لحل مشاكل الأقباط نابع من منطلق أن الأقباط مصريون ولابد أن تحل مشكلتهم كمصريين قبل كل شئ بالإضافة أن فكرة وجود برلمان قبطي قد تستدعي البعض لعمل برلمان إسلامي وهو ما سيزيد التناحر بين جناحي الأمة .. ولكن لابأس من تشكيل جهة أو هيئة تمثل الأقباط وتتكلم باسمهم. أخيرا .. كيف تقيم التعامل الأمني مع حادث الإسكندرية ؟ بكل تأكيد الأمن مقصر في هذا الحادث ولابد أن يحاسب المقصر وأعتقد أن المسئول عن الأمن في مصر هو وزير الداخلية حبيب العادلي الذي لابد أن يقال كما أقيل حسن الألفي عام 1997 في حادثة إعتداء الإرهابيين على السياح في الأقصر .. ومن الأولى أن يقال العادلي لأن أرواح الأجانب ليست أغلى من أرواح ودماء مصريين شرفاء سقطوا تباعا في أحداث نجع حمادي وفي الإسكندرية وغيرها في كثير من الحوادث .. ومايزيد " الطين بلة " أن تنظيم القاعدة سبق وهدد قبل ذلك بتنفيذ أعمال إرهابية ضد الكنائس المصرية وهو ما كان ينبغي أن تنتبه له الداخلية .