موسى: قضايا السودان والصومال والقرصنة والإرهاب عززت حماية المصالح المشتركة أمادو: الجانبين العربي والافريقي سيتحملان تبعات تفكك السودان وقع كلا من مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي خلال إجتماعهما المشترك على مذكرة تفاهم بين المجلسين لتأسيس تعاون وثيق ودائم بين الجانبين . وأعرب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تطلعه إلى أن يسهم الاجتماع المشترك بين مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي في وضع إطار عمل تنسيقي لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بين الجانبين خاصة أمام المنديات والمحافل الدولية بما يؤدي إلى تحقيق المصالح المشتركة للجانبين. وقال في إفتتاح الإجتماع المشترك الأول بين مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي، والذي بدأ مساء أمس "السبت": إن هذا الاجتماع المشترك يجب أن يكون مقدمة لاجتماعات مشتركة دورية بينهما وذلك إنعكاسا لما بلغه التعاون والتنسيق بين الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي من مراحل متقدمة. ونوه إلى المواقف المشتركة للمنظمتين في قضايا السودان والصومال والقرصنة والإرهاب وقال "إنها كلها أمور تشير إلى أن الجانبين في وضع الإنطلاق نحو حماية المصالح المشتركة". وقال إن هذا الاجتماع لا يأتي من فراغ بل ينطق من أرضية سياسية مهمة تتسم بالتكامل بين الفضاءين العربي والإفريقي ، مؤكدا أن الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي يعملان سويا في معالجة عدد من المشاكل المهمة في الأجندتين العربية والإفريقية . وأقترح الأمين العام للجامعة العربية تحديد آليات للارتباط بين المنظمتين تكفل تفادي أية إزدواجية في الجهود وأشار الأمين العام في هذا السياق إلى التعاون والتنسيق الفاعلين بين الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي في معالجة قضايا السودان والقرن الإفريقي ، لافتا إلى أن الجامعة قد قررت إعتماد قرارات الإتحاد الإفريقي في التعامل مع هذه القضايا، كما أن القضية المهمة للجامعة وهي قضية فلسطين تحظى أيضا بإهتمام كبير لدى الاتحاد الإفريقي . وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القرن الجديد قد حل حاملا معه مشاكل كثيرة على مستوى النظام الدولي ، مؤكدا أهمية دور العالم النامي في رسم هذا النظام . وأشار إلى دور الجامعة والإتحاد الإفريقي في إدراك التطور الذي لحق بمفهومي الأمن العالمي والإقليمي بدخول قضايا جديدة فيه مثل البيئة والأمن الغذائي . واختتم الأمين العام كلمته بالإعراب عن تفاؤله إزاء مستقبل التعاون العربي الإفريقي والتنسيق بين المنظمتين ، قائلا " إن رؤيتنا ليست فقط مشتركة ، بل رؤية واحدة". من جانبه، أعرب رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي تحدث بصفته ممثلا عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينج عن إتفاقه مع الأمين العام في أن يسهم هذا الاجتماع المشترك بين المجلسين في دعم الشراكة الاستراتيجية بين العالم العربي والإفريقي . وأشار إلى أن عماد السلم والأمن يأتي في مقدمة اهتمامات المجموعتين العربية والإفريقية ، قائلا " لا مجال للتنمية بدون سلم ، ولا مجال لتعاون وثيق في غياب الاستقرار وتضافر الجهود". ونوه إلى ما لهذا الاجتماع من أهمية خاصة لأنه يؤسس لبناء منظومة مشتركة ومتكاملة في مجال السلم والأمن . من جانبه دعا جابر حبيب جابر رئيس الدائرة العربية في الخارجية العراقية رئيس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن العربي إلى أن يكون هذا الاجتماع بداية إنطلاقة لتنفيذ خطة الشراكة بين الجانبين، مشيرا في هذا الصدد إلى القرارات الهامة الصادرة عن القمة العربية الإفريقية بسرت. وأشار إلى أن رابطة الأرض والتاريخ والمصير المشترك التي تجمع الدول العربية والإفريقية هي من العوامل الأساسية التي تجعل التعاون بين الجانبين أمرا مهما لتحقيق السلم والأمن المستدامين، والتصدي للمخاطر المشتركة التي تواجه الدول العربية والإفريقية على حد سواء. وقال إن تحدي الإرهاب يمثل مشكلة تستدعى منا التوقف والنظر فيها للوقوف على أبعادها والسبل الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة. وأعرب عن التطلع إلى معالجة مشكلات الأقليات القائمة في بعض بلدان المنطقتين العربية والإفريقية ومحاولة إدماجهم في الوحدة الوطنية والمشاركة في الحياة السياسية بما يجنب المنطقتين الدخول في نزاعات داخلية يمكن أن تقود إلى حالة من عدم الاستقرار أو إلى الهجرات الجماعية التي باتت مهددة للأمن والسلم واستقرار المنطقة. وأكد على دعم بلاده لكافة الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة في مناطق الصراع المختلفة ومساندة جميع دول المنطقة في نيل حريتها وصون كرامتها والحفاظ على أمنها وسلامتها ووحدة أراضيها والحفاظ على حقوق مواطنيها وأننا من هذا المنطلق. كما أكد على مساندة بلاده للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وتقرير مصيره ، كما نتطلع إلى أن يعم السلام والاستقرار في السودان ، وجزر القمر والصومال . وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا الاجتماع في الوصول إلى آليات لتحقيق التعاون والتنسيق بين مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي من أجل تجنيب المنطقة ويلات الحروب . وأكد تقديره لجهود الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي في مجال تحقيق التعاون والشراكة الاستراتيجية بين المنطقة العربية والقارة الإفريقية ، والمساهمة في حل قضايا الصراع الولوج إلى مرحلة التنمية والازدهار السياسي والاقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب المنطقتين. من جانبه أكد امادو اندباي رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي مندوب مالي حرص الجانب الإفريقي على تعزيز الجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقتين العربية والإفريقية. وقال إن مالي التي تتولى مجلس السلم والأمن تأمل أن تتكلل جهودها مع الجانب العربي بما يسهم في تحقيق التكامل العربي الافريقي خاصة وأن مشكلات منطقة الشرق الأوسط أصبحت أكثر عن ذي قبل خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وحذر من خطورة أزمة الديون والتي ستنعكس تداعياتها على الدول العربية والإفريقية، داعيا إلى تكثيف العمل بين الجانبين لإنقاذ المنطقتين . كما حذر امادو من محاولات تفكيك السودان، مؤكدا أن الجانبين العربي والإفريقي سيتحملان تبعات هذا التفكك. وأعرب عن اتفاقه مع ما دعا إليه عمرو موسى بضرورة العمل على وضع آليات عمل مشتركة ونقاط اتصال وأن تثمر تلك الآليات عن إتخاذ مواقف على الأرض، وعن أمله في التوصل إلى خطة عمل مشتركة عربية – افريقية وفق خبرات الطرفين وتحقق الأهداف المرجوة وتغيير الأوضاع الراهنة في فلسطين والسودان والصومال .