صدرت الطبعة التاسعة من كتاب "نهاية العالم" في هذا العام 2010 من قبل دار "التّدْمُريّة" بمدينة الرياض بالسعودية لمؤلفه الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي أستاذ العقيدة والأديان المعاصرة بجامعة الملك سعود بالرياض. وقد تناول الكتاب بدقة متناهية كل الأحاديث النبوية المؤكدة التي من خلالها تم حصر أشراط قيام الساعة ونهاية العالم سواء كانت أشراطًا صغيرة أو كبيرة، مزودًا الكتاب بصور وشواهد تاريخية وعلمية تؤيد وتؤكد ما جاء في الأحاديث النبوية حيث بلغت الأشراط الصغرى لنهاية العالم التي حصرها الكتاب 131، أما أشراط الساعة الكبرى فحددها الكتاب بثمانية. وجذب انتباهي بعض الأشراط التي رأيت أن أوردها كما جاءت في الكتاب ومنها على سبيل المثال لا الحصر: كثرة ظهور الفتن بأنواعها المختلفة والتي منها: فتنة النظر الحرام في الشارع ومن خلال القنوات الفضائية والمجلات ومواقع الإنترنت، وفتنة المال الحرام كأموال الربا والرشاوى وبيع البضائع المحرمة المغشوشة والفاسدة، وفتنة اللباس الحرام سواء من قبل الرجال أو من قبل النساء، ومن كثرة وقوع الناس في الفتن حتى صار التقي النقي غريبًا بينهم. ظهور رجال ظلمة يضربون الناس بالسياط وهو ما يقوم به أعوان الحكام الظلمة الذين يجلدون الناس بالسياط التي تشبه أذناب البقر من السياط بأنواعها الجلدية والكهربائية والمطاطية وأغصان الشجر وغيرها، وأستشهد المؤلف بالحديث النبوي الذي رواه أبى أُمامةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يكون آخر الزمان، رجال معهم سياط كأذناب البقر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه". ومن الفتن أيضًا: ضياع الأمانة ورفعها من القلوب، فإن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو عماد بقاء الأمة وصلاح البلاد والعباد ونهضة الحضارة، فإذا ضاعت الأمانة انقلبت الموازين وفسدت سرائر الناس، وتولى مقاليد الأمور غير الأكفاء، فسادت الفوضى، وهذا ما أخبر عن وقوعه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. ظهور النساء الكاسيات العاريات، ومن علامات الساعة انتشار التبرج والسفور وخروج النساء بألبسة ضيقة، تصف أجسادهن، أو يظهرن بألبسة شفافة تظهر عوراتهن في الجلوس والمشي، فهن كاسيات من حيث الظاهر؛ لكنهن عاريات لضيق لباسهن الذي يجسد عوراتهن ويظهر مفاتنهن. تخوين الأمين وائتمان الخائن، وهذا من علامات الساعة أيضًا حيث ترفع الأمانة ويسند الأمر لغير أهله، حيث يتم تخوين الأمين، وهو أن يتم التشكيك فيه زورًا وبهتانًا ولا يوثق في أمانته وصدقه، بينما يوثق في الكاذب والمنافق المتملق المتزلف الخائن. عدم المبالاة بمصدر المال من حرام أم حلال، حيث إنه إذا قل ورع المسلم قل دينه، وإذا قل دينه وقع في الشبهات ثم يقع في الحرام، فلم يعد يبالي بمصدر المال أهو من حلال أم من حرام؟ وقد وقع هذا في زماننا مصداقًا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتينّ على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال، أمن حلال أم من حرام". سيادة الفسّاق على الناس، فالأصل في الولاية والسيادة أن يتولى الأعلم والأحكم أمور الناس، ولكنه سيأتي زمان يسود الفساق ويرأسون القوم، إما لكثرة مالهم أو قوتهم وسلطانهم أو لبجاحتهم وجرأتهم وكذبهم، وإن حكم هؤلاء الأراذل للناس يكون إما لفساد الزمن أصلاً أو لغلبة الأراذل. حقيقة، إن هذا الكتاب القيم يستحق أن يُقرأ وأن يوفر على النت وبكل الوسائل ليتمكن أكبر قدر ممكن من الناس من الاطلاع عليه.