أظهر إستطلاع للرأي أجراه مركز"الدراسات العربي الأوروبي" في باريس رأوا ان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل ستؤدي إلى تنازلات تاريخية من قبل المفاوض الفلسطيني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة . وذكر المركز في بيان أنّ 80.6 في المئة من الذين شملهم الإستطلاع برأيهم ان إسرائيل ستحقق استراتيجيتها التي تسعى من خلالها تحت غطاء المفاوضات الى الحصول على صك براءة من جرائمها وإظهار نفسها بمظهر الراغبة في السلام أمام الراي العام العالمي فيما هي تستمر في تنفيذ مخططاتها وصولا إلى تحقيق التالي : - انتزاع اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة الإسرائيلية ينبثق عنه طرد مليون ونصف فلسطيني يسكنون حالياً في الجليل. - حصول إسرائيل على وثيقة مخالصة بالحقوق بحيث يمنح الوفد الفلسطيني للاسرائيليين تعهدا بإنهاء الصراع .- ضياع حقوق اللاجئين الفلسطينيين بموجب تنازل يقدمه الوفد الفلسطيني . - تنازل االمفاوض الفلسطيني عن القدس تماما. ورأوا ان المفاوض الفلسطيني سيحصد في المقابل شبه دولة تقام على اراضي السلطة الفلسطينية كما سيحصل على دعم مالي . ووفق الإستطلاع، فإنَّ 10.8 في المئة يرون ان في ظل وجود متطرفين لدى الجانبين يعتمدون على مراجع ونصوص دينية, فلن يكون هناك سلام بالمعنى الحقيقي. وبرأيهم ن هذه الفئات المتطرفة هي التي تتحكم بقضايا الشرق الاوسط..كما ذكر الإستطلاع أن 8.6 في المئة رأوا ان حل القضية الفلسطينية يكون فقط بتنمية ثقافة المقاومة والتوحد أمام ما يحاك لهذة الأمة من مكائد . وخلص المركز إلى نتيجة مفادها ان تل ابيب ستواصل قضم الأراضي الفلسطينية ، وستستولي بالكامل على القدس الشريف ، وستمنع عودة 6 ملايين لاجىء فلسطيني يقيمون في الشتات ، ناهيكم عن امكانية لجوء اسرائيل الى طرد عرب 48 بعد الإعتراف بيهودية الدولة لأن ذلك يستدعي القيام بتطهير عرقي داخل الكيان الصهيوني . وإذا تم التفتيش عن أي مكاسب للجانب الفلسطيني فإننا سنلاحظ انعدامها بالكامل مما يعني انه مؤشر واضح على فشل المفاوضات قبل ان تبدأ .والجانب الفلسطيني ليس فقط لا يحمل اي امل بتحقيق أي مكاسب لا بل ذهب الى المفاوضات مكشوف الظهر حيث اعلنت المنظمات الفلسطينية المعارضة ومن ضمنها حركة حماس عدم موافقتها على المفاوضات المباشرة ، كما اعلنت جمعيات وهيئات وشخصيات محسوبة على السلطة الوطنية الفلسطينية معارضتها الكاملة لطبيعة هذه المفاوضات مشككة بإمكانية توصلها الى تحقيق أي مكاسب .ولوحظ ان معظم التحليلات العربية والغربية ذهبت الى حد اعتبار المفاوضات المباشرة ليست اكثر من ورقة رابحة سيستفيد منها الرئيس الأميركي عبر استثمارها في الإنتخابات النصفية التي ستجري في الولاياتالمتحدة ، وسيستفيد منها رئيس حكومة اسرائيل للتملص من الضغوطات الدولية التي كان يتعرض لها ، وسيستفيد منها بعض الزعماء الأوروبيين من امثال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتحضر لخوض الإنتخابات الرئاسية لدورة ثانية ، فيما الجانب الفلسطيني ليس فقط سيعود بكفي حنين لا بل ستزداد هوة الخلافات بين الفلسطينيين على حساب القضية المركزية كما سيصبح احتمال نشوب حرب في المنطقة وارد جداً