بدون أدنى شك أننا في هذا العصر والذي نأمل أن يكون عصرا للسلام والوئام بين الجميع،كما ان العرب وبشكل عام غير متطلعين للحروب ، باعتبار أن التجربة العربية في هذ الخصوص جرت عليها العديد من الكوارث والمحن والتي لا تزال تدفع ضريبتها حتى الان، لذا فالحوار هو الإسلوب الأمثل لإنهاء الخصومات مع الآخرين ، وهذا هو التوجه السليم وهو الإسلوب الحضاري الذي يمكنه أن يكشف الرافض للحوار والمستبد برأية والمستعرض لعضلاته، لذا أجد نفسي غير متفائل تماما بالنسبة للعنجهية الإيرانية والتي لايمكن أن تثق بقولها أو فعلها، باعتبارها تظهر دائما عكس ما تبطن وهذا في الواقع هو دينهم الذي يعرفه الجميع، ولعل تصريحات القيادة الإيرانية الذي أطلقته مؤخرا في كل إتجاه حول مضيها في تخصيب اليورانيوم وبما نسبته عشرين في المائة أثار العديد من اللغط والمخاوف من إمكانيتها من إستخدام اليورانيوم المخصب في صنع السلاح النووي، وهذا الذي دعى الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تعمل على قدم وساق في سبيل التحضير للعديد من العقوبات الإقتصادية على إيران. وفي نفس الوقت يرى العديد من المراقبين من إحتمال كبير أن تقوم أمريكا بتوجيه ضربات استباقية للمواقع النووية الايرانية، إلا ان هذه المسألة سوف تعكس أن تمت عواقب قد لايحمد عقباها على دول الخليج العربي والمنطقة بشكل عام، ولعل الذي يؤكد هذ القول ما صرح به الأميرال مايكل ماليني رئيس اللجنة الموحدة لرؤساء الأركان الأمريكي لإحدى الصحف الأمريكية في الأيام المنصرمة الماضية، بأن أي ضربة توجه لإيران لن تكون حاسمة من حيث مهمة وقف البرنامج النووي الإيراني، فيما ستكون عواقب أي عملية حربية ضدها أمر يصعب التكهن بمخاطرة. ويبقى أن أقول أيها السادة:" ما هو السيناريو الذي تم إعداده من قبل إيران الفارسية المجوسية في مستقبل الأيام والذي يركز في مجمله على قضية إستعراض العضلات والقوة وهذا الإمر يدخل ضمنا فيما يسمى الحرب النفسية وبغض النظر عن إمتلاك إيران للقوة ومفرداتها من عدمها، فالإستراتيجية الفارسية المجوسية بنيت ومنذ قديم الأزل على الحرب النفسية وهم ودون أدنى شك يجيدونها تماما، حتى في مسألة إحتلالهم للأراضي العربية إن كان ذلك يتمثل في إقليم الأحواز العربي أو الجزر الإمارتية العربية أو اطلاق الخليج الفارسي على الخليج العربي، كل تلك الأمور يتم ترديدها دائما عبر الوسائل الاعلامية وعبر علاقاتهم المتميزة مع الدول الصديقة والشقيقة والتي بعضها وللأسف الشديد يمثل جزء من الجسد العربي بل من الجسد الخليجي، ناهيك عن أن التاريخ يسطر إستراتيجية الفرس في تغير جغرافية المنطقة والتلاعب بتضاريسها، فضلا عن عدم التزام الفرس وعلى امتداد التاريخ بأي معاهدات ،، إضافة لما يمثلونه من مخاطر على الخليج العربي وأقطاره عموما في النشاط الفكري التخريبي والذي مارسته تيارات فارسية، ففي مطلع القرن التاسع عشر نشطت في فارس حركات البابية والبهائية، ونشأت حركة البابية وامتدادها البهائية تعبيرا عن الفكر الذي ظهر قديما بسبب تعاون اليهود الذين حررهم كورش من الأسر البابلي واستقروا في إيران وبعد أن أذن كورش للأسرى بالعودة الى فلسطين مع القوى والتيارات الفارسية الساخطة أساسا على الأسلام والذي أزال كيانهم المجوسي، وبكل تاكيد ان هذه الحركات هي في اصلها هدامة تلتقي مع الماسونية والصهيونية في اهدافهما والمتمثلة في صرف الناس عن اديانهم واوطانهم.