التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم "الخميس"، بالدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومفوض العلاقات الخارجية بالسلطة الفلسطينية، وذلك بمقر الجامعة العربية. وأعرب شعث في مؤتمر صحفي عقب المقابلة، عن سعادته بلقاء أخيه وصديقه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور الأخ هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام. وقال أنه قام بالتحدث مع الأمين العام في الموضوع الملح علينا جميعًا وهو موضوع التطورات التي نمر بها في قضيتنا الفلسطينية خصوصًا بعد اللقاء الأخير الذي تم بين رئيس الأميركي أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وفيما يتعلق بالموضوع المتعلق بالإحتلال الإسرائيلي وما جرى في لقاء نتنياهو وأوباما، قال نبيل شعث "أنه لايبشر بأي خير وهو معاكس لكل التطلعات العربية والفلسطينية". وأضاف أن هناك مشاكل عديدة أخرى تم تداولها تتعلق بضرورة فك الحصار عن غزة وبضرورة استمرار العمل الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشددًا على عدم اليأس إطلاقًا من هذا الموضوع، لأنه بدون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تكون هناك قوة فلسطينية قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحصاره. وأشار إلى أن هناك أفكارًا تم تبادلها مع الأمين العام تتعلق بموضوعات الوحدة الوطنية و إنهاء الحصار المفروض على غزة، وكل الإجراءات التي نفذت حاليًا بمعرفة كل من توني بلير، ممثل الرباعية الدولية، ونتنياهو، والتي كانت قاصرة جدًا ولا تؤدي إلى أي تغير حقيقي في الأوضاع في غزة، مؤكدًا أن المتتبع الآن للإحصائيات لن يجد أي تغير على حدود غزة، فلم تدخل أية مواد انتاجية ولا مواد للبناء ولم تخرج أية صادرات، وبالتالي ليس هناك أي تقدم، لافتًا إلى أن الموضوع ليس هو إدخال الكاتشب أو القهوة والبرغل، لكن المسألة تتعلق أساسًا بمحاولة إسرائيل القضاء على قدرة غزة الإنتاجية، والقضاء على الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني في غزة، وبالتالي القضاء على حلم الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف: لم يتم أي تقدم في مجال ما سمي بالمفاوضات التقريبية أو الغير مباشرة، وكان الشرط العربي والفلسطيني للانتقال إلى المفاوضات المباشرة هو التزام إسرائيل بالوقف الكامل للإستيطان، وخاصة في القدس وهذا لم يتم إلا جزئيًا جدًا، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق تقدم على مستوى طاولة المفاوضات والالتزام بما كنا توصلنا إليه والإنطلاق منه والإلتزام بالشرعية الدولية ومكوناتها وبالاتفاقات السابقة وإحداث تقدم على الأرض في موضوعي الأرض والأمن المتعلق بموضوع الأرض. وقال أنه من منطلق ذلك، فإن السلطة الفلسطينية قد دعت لعقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية، ويقوم الأمين العام بدعوة الدول العربية لعقد هذا الاجتماع قريبًا، موضحًا أن هذا الاجتماع لتقييم الموقف بالكامل واتخاذ قرار عربي موحد، وقال أنه سيسبق ذلك عودة الرئيس أبومازن من رحلته بأفريقيا لعقد اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح، واللجنة التنفيذية لمتظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ القرار والتحرك الفلسطيني اللازم والذي سيعرض على اجتماع الجامعة العربية لاتخاذ موقف عربي يتعلق بالمستقبل. وشدد على أنه أيًا كانت هذه الأوضاع فإن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله والشعبي وفي حراكه الدولي وستستمر السلطة الفلسطينية في عمل كل ما من شأنه دعم الصمود الفلسطيني إلى أن يكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام العادل، حيث عبر عن قناعته أنه لايرى أن هذه الفرصة متوفرة الآن، ولكن علينا أن نستمر في استراتيجيتنا وخطتنا بكل الدعم العربي الممكن للموقف الفلسطيني سواء في القضايا المتتعلقة بمواجهة الإحتلال الإسرائيلي أو الحصار الإسرائيلي على غزة أو الوحدة الوطنية الفلسطينية. وردًا على سؤال بأن يكون اجتماع لجنة المبادرة المقبل هو لإعطاء تفويض جديد للرئيس عباس للدخول في المفاوضات المباشرة، قال شعث أن الرئيس عباس سيطرح كل ما حدث في المفاوضات وكل التطورات المتعلقة بالوضع في غزة والوضع الفلسطيني بشكل عام والرئيس عباس لن يأتي هنا ليؤمن على نتائج القمة الاميركية الإسرائيلية بل سيطرح الموقف الفلسطيني عربيًا للخروج بموقف عربي موحد. بشأن وجود طرح أميركي إسرائيلي للدخول في مفاوضات مباشرة ومدى استجابة الجانب الفلسطيني لذلك قال: أن هذا الموقف خاطئ بالنسبة لنا وفي كل تفاصيله هذا الموقف لا يستجيب لا للاتفاق الذي عقدناه معهم ولا قرار الجامعة العربية السابق، مؤكدًا أنه لم يتحقق أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة وهناك اختراقات إسرائيلية كبيرة لموضوع وقف الإستيطان وطرد المواطنين من القدس وهدم البيوت وإخلال أحياء بكاملها من القدسالشرقية، وكان الأمر واضح بالنسبة لنا. وأضاف: نحن لم يصلنا من الإدارة الأميركية إلا الوعود بإمكانية الاستمرار بوقف الإستيطان، لكننا نشكو للسيد ميتشيل في كل اجتماع اختراقات اسرائيل الواضحة للعيان، مشيرًا إلى أنه ليس لديه أية معلومات عن امكانية ما يمكن تقدمه الإدارة الأميركية لشرح هذا الموقف الذي حدث في واشنطن، لكن مع ذلك سنترك ذلك أولا للتقييم القيادة الفلسطينية ثم للإجتماع العربي المقرر عقده قريبًا.