الدكتور عبد المنعم تليمة الناقد الأدبي أكد الدكتور عبد المنعم تليمة الناقد الأدبي أن علي الراعي يعد رائدا للدرس النقدي المقارن بين الأدب العربي والأوروبي .. مشيرا إلى أن انطباعية علي الراعي في النقد ليست مجرد "طرطشة" وإنما انطباعية ناقد صاحب ذائقة أدبية مدربة وخبيرة وذات حس تاريخي. وقال في ندوة لتكريم الناقد الراحل الدكتور علي الراعي بمناسبة مرور 10 سنوات على رحيله بعنوان "علي الراعي: الفكر والفرجة" التي عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة: إن هذه الانطباعية في النقد كانت تميز الرعيل الأول أمثال الراعي ومحمد مندور ويحيى حقي، وأن هذه الانطباعية ليست "سبة" لهؤلاء فهم نقاد على مستوى راق وعال. وقال الأديب سعيد الكفراوي: إن علي الراعي أحد الأساتذة الكبار الذين نظروا بحنو إلى الأدب الجديد وكنت دائما أستمع إليه عندما يقول: يا كفراوي الأديب يتعب ولابد أن نقول له "شكرا". وأضاف أن الراعي ابن جيل لم يعش على نقد النصوص وتقديمها ولكن جيله قام بحرث الأرض نقديا أمام الأجيال القادمة فكتب عن الرواية والقصة والمسرح. وكان من النقاد الذين لا يكتبون عن عمل لا يحبونه وكانت العلاقة بينه وبين الكتاب الذي يقدم له نقديا هي مدى جودة هذا الكتاب وما يقدمه من أسئلة جديدة. وأعرب عن دهشته من القول بأن علي الراعي ناقد انطباعي رغم أنه في ظل جيل علي الراعي ومندور ومصطفى ناصف وطه حسين كتبوا أهم ما يغني الذائقة والثقافة العربية وأبدع في ظلهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما، فالراعي كان أحد الأمناء على الضمير المصري والعربي. وأشار الروائي فؤاد قنديل إلى أن علي الراعي كان حضنا كبيرا شعرنا به منذ البداية ولم أجد ناقدا مثله في مصر يكتب عن أحد دون أن يعرفه، فقد كتب عن روايتي "الناب الأزرق" في مجلة المصور رغم أني لم أقدم له الرواية فقد كان دائما يبحث عن الكتابات الجديدة، وهذا النقد جعلني أعيد تقييم ما أكتبه. وأوضح أن انطباعية علي الراعي ليست "سبة" لأن الانطباعية هي أساس الأدب كما يرى محمد مندور، والراعي ناقد الشعب فهو يريد تقديم رؤية جمالية وفنية من أجل أن تتلقاه الجماهير فهو يحاول أن يرتفع بالذائقة الأدبية عند الجماهير وهو صاحب اتجاه "الفن للمجتمع" ولذلك كان مهموما بالإنسان العربي وتحدث عما تعانيه الشعوب العربية من قهر في مقدمة كتابه "الرواية في الوطن العربي" وكان الراعي لا يستخدم التقنية الحديثة "الحداثة" إنما كان يريد أن يضع يده على جماليات النص. وأشار إلى أن الراعي قدم خدمة كبيرة للأدب العربي وهو أكثر وجودا الآن من الذين استخدموا مناهج النقد الحداثي، فقد كان يتمتع بالموضوعية الشديدة في كتاباته النقدية وكان يعتمد على الحب في تقديم هذه الموضوعية وتحريكها، وذلك رغم أنه كان غاية في الحزم والصرامة في نقده.